Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا قال الأميركيون لقائد الجيش اللبناني؟

زيارته إلى السعودية ليست تفصيلا عابرا خصوصا في هذا التوقيت الذي تستجمع فيه المملكة أوراقها في المنطقة ضد إيران

قائد الجيش العماد جوزف عون (موقع قيادة الجيش)

 أطلق رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون باكراً، السباق إلى رئاسة الجمهورية المقررة في 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، عندما أكد في أغسطس (آب) 2018، أن صهره ووريثه في رئاسة التيار الوطني الحر، وزير الخارجية جبران باسيل، هو في رأس السباق الرئاسي.

 حدد عون باسيل خلفاً له، متخطياً ﻻئحة من المتنافسين الجديين على الرئاسة، من قيادات مارونية كرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في وقت يشكل قائد الجيش الحالي العماد جوزف عون في نظر باسيل، منافساً جدياً له ، ما يفسر  العلاقة الباردة بين الرجلين، وإن كانا من خط سياسي واحد.

قائد الجيش مرشح دائم

بعد اتفاق الطائف، بات قائد الجيش في لبنان مرشحاً طبيعياً لرئاسة الجمهورية. إميل لحود، ميشال سليمان وميشال عون. ثلاثة قادة جيش، تولوا سدة الرئاسة منذ عام 1998 حتى اليوم.   العماد جوزف عون يتقدم على الوزير باسيل بعلاقاته الدولية، بخاصة مع الدول المؤثرة في الساحة اللبنانية، والوﻻيات المتحدة واحدة منها، إذ لم يتمكن باسيل حتى من موقعه كوزير للخارجية، نسج علاقة مميزة مع الإدارة الأميركية، في مقابل غياب أي زيارة رسمية له إلى واشنطن، فيما تُسجّل لقائد الجيش منذ توليه منصبه زيارات عدة.

 زار العماد عون في مايو (أيار) الماضي أميركا، للمشاركة في اﻻجتماع السنوي الذي عُقد لتقييم المساعدات العسكرية للجيش اللبناني. وتضمنت الزيارة جدول أعمال ملفت بمضمونه وشكله. وشملت اللقاءات مسؤولين في الإدارة الأميركية والكونغرس وزيارة إلى وزارة الدفاع، الجهة المقررة في مسألة المساعدات للجيش اللبناني، ولم لا في اختيار الرئيس المقبل! 

لم يطلب قائد الجيش موعداً إﻻ وتمت تلبيته. لقاءات غابت عنها الجالية، لكنها حملت أبعاداً سياسية وعسكرية، إذ التقى عون مساعد رئيس هيئة الأركان للقوات البرية الجنرال جايمس ماك كونفيل الذي سيتولى قريباً رئاسة الأركان، ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جايمس إينهوف، ورئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس ماك تومبري، كما اجتمع بمساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية السفير دايفيد هيل ورئيس لجنة الشؤون الخارجية إليوت إنغل.

في لقاءاته في واشنطن، سمع قائد الجيش دعماً أميركياً مطلقاً للجيش اللبناني لمساعدته في تنفيذ مهمته سواء عند الحدود أو في الداخل، كما حرص الأميركيون على استمرار الاستقرار في لبنان، بخاصة في الجنوب.

دعم أميركي

 وكشفت مصادر دبلوماسية لـ"اندبندنت عربية" عن أن قائد الجيش يحظى في واشنطن بمودة واحترام كبيرين، وهو موضع ثقة لدى الإدارة، ما قد يعبّد أمامه الطريق إلى رئاسة الجمهورية، علماً أنه وفي أحد لقاءاته في أميركا، نفى أي طموح سياسي له مكتفياً بالقول "أنا أعمل ما يفرضه علي موقعي كقائد للمؤسسة العسكرية".

لم يطلب قائد الجيش في زيارته اﻷخيرة إلى واشنطن، لقاء الجالية اللبنانية، تجنباً لعدم إعطاء الزيارة أي طابع سياسي بانعكاسات محلية. واستُعيض عن لقاء الجالية بعشاء نظمته السفارة اللبنانية في واشنطن، بحضور أربعين شخصية أميركية بينهم نواب من الكونغرس.

المنافس المفترض لرئيس التيار الوطني الحر على موقع الرئاسة، يزور حالياً السعودية، الدولة المحجوبة حتى اﻵن على باسيل، وصاحبة الرأي والتأثير في الساحة اللبنانية.

الدور السعودي

زيارة قائد الجيش إلى السعودية، تأتي تلبية لدعوة من نظيره رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السعودي للبحث في سبل تعزيز التعاون بين الجيشين، وهي ليست تفصيلاً عابراً، خصوصاً في هذا التوقيت الذي تستجمع فيه السعودية أوراقها في المنطقة ضد إيران.

إذا سلّمنا جدلاً وعلى سبيل السيناريو الافتراضي بأن العماد عون هو مرشح محتمل إلى الرئاسة، فإن النقاط الإيجابية التي تُحتسب لمصلحته، أن الأبواب الموصدة في وجه باسيل، مفتوحة على مصراعيها أمامه، ما يُقلق باسيل ويُحرج العماد عون.

كل ذلك يستوجب رصداً دقيقاً لنوعية العلاقة التي ستربط الرجلين في السنوات الثلاث المتبقية من العهد.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي