Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قطر تعيد تمثال "نطحة زيدان" بعد خفوت دعوات التحريم

تسعى الدوحة إلى إبراز فنونها حين تستضيف بطولة كأس العالم في نوفمبر المقبل

قطر تستقبل المونديال بتمثال "نطحة زيدان" وتماثيل أخرى (رويترز)

قرّرت قطر، أخيراً، الكشف عن "ساقي" فنونها وتماثيلها باهظة الثمن، على الرغم من دعوات الرفض والتحريم، وكان آخرها تمثال "نطحة زيدان"، الذي أزالته الدوحة من شاطئها في أكتوبر (تشرين الثاني) 2013، بعد أقل من شهر من نصبه بسبب تعليقات لإسلاميين ولنشطاء وصفوه بـ"الصنم" الذي يحرم وضعه على مرأى أنظار المسلمين.

لكن الدوحة التي أنفقت اليوم أكثر مما أنفقته 3 دول استضافت كأس العالم في وقت مضى بأكثر من 200 مليار دولار، ومع اقتراب أول مونديال يقام في دولة عربية، قررت إعادة التمثال المثير للجدل للواجهة من دون العودة لأصوات الرافضين قبل نحو عقد من الزمان. 

التمثال الذي يحكي قصة النطحة الشهيرة للفرنسي زين الدين زيدان ضد الإيطالي ماركو ماتيراتزي في نهائي مونديال 2006 في كرة القدم، مصنوع من البرونز، وصممه الفنان الفرنسي، الجزائري الأصل عادل عبد الصمد، ويبلغ طوله نحو 5 أمتار.

وكان التمثال معروضاً ما قبل أكتوبر 2013 في ساحة شهيرة أمام مركز "بومبيدو" في العاصمة الفرنسية باريس، لكن قطر التي نالت حق استضافة المونديال لتوّها آنذاك، سارعت عبر هيئة المتاحف فيها لشرائه، ونصبه بمحاذاة ممشى شهير يطل على مياه الخليج، ومن خلفه أبراج شاهقة، قبل أن يتوارى عن الأنظار منذ ارتفاع تلك الأصوات الرافضة، أي قبل 9 سنوات.

يأتي هذا بعد سلسلة من المواقف التي اتخذتها السلطات القطرية لحجب تماثيل وإزالتها لدواعي دينية، إذ تداول مغردون تحت هاشتاغ #لا_للتماثيل_في_قطر رفضهم لعرض تمثال "سائق العربة من دلفي" بحجة أنها أصنام أغريقية، إلا أنها أعادت نشر التماثيل قبيل انطلاق المونديال.

"سيعتادون عليه"

"الناس يرفضون أي شيء حديث قبل الاعتياد عليه"، كان هذا ما قالته الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر لصحافيين أعادوا لها حادثة ما قبل سنوات حين واجه فريقها نقداً لاذعاً بسبب التمثال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول المياسة، وهي شقيقة لأمير قطر تميم بن حمد، إن "التطور يحدث في المجتمعات. الأمر يستغرق وقتاً وقد ينتقد الناس شيئاً ما في البداية، لكن بعد ذلك يفهمونه ويعتادون عليه".

وترى المرأة التي اختيرت لتكون الشخصية الأكثر تأثيراً بالعالم في مجال الفن المعاصر في 2013 إلى أن "الفن مثل أي شيء آخر هو مسألة ذوق، هدفنا هو تمكين الناس". وتابعت، "مع منحوتة زين الدين زيدان سنتحدث عن الضغط النفسي على الرياضيين في البطولات الكبرى وأهمية التطرّق لمسائل الصحة العقلية".

وعن بطل النطحة الشهيرة زيدان الذي اختارته قطر كسفير للترويج لملف المونديال، تقول المياسة، "زيدان صديق رائع لقطر، وهو نموذج عظيم للعالم العربي"، مشيرة إلى أن الموقع السابق على كورنيش العاصمة "لم يكن صحيحاً"، وأن التمثال سيتم وضعه في متحف رياضي جديد في الدوحة.

تماثيل أخرى

لم يكن تمثال العنف، كما يصفه الرافضون، وحده الذي ستستعرضه الدولة الخليجية الغنية بالمال والغاز للقادمين للكرنفال الرياضي، ثمة تماثيل أخرى بدأت حاضرة أمام أعين الناس أنفقت البلاد لأجلها ملايين الدولارات، منها تمثال "الرحلة المعجزة"، وهو مكون من 14 تمثالاً برونزياً التي أطلق عليها أيضاً "الأجنة"، وهي للفنان داميين هيرست. يبلغ طولها نحو من 5 إلى 11 متراً، وهي تظهر مراحل تطور الجنين البشري في رحم الأم (من الجنين إلى الرضيع).

وهي بحسب وسائل إعلام قطرية "أول منحوتة رسمية للإنسان العاري في الشرق الأوسط"، وضعت أمام مستشفى "السدرة" الخاص بالأطفال.

 

وقد بدأ الفنان بالعمل على المشروع في عام 2005 تحت رعاية الأميرة المياسة بنت حمد، وتكلف المشروع 20 مليوناً، ولزم ثلاثة أعوام لبناء المنحوتات، التي تزن 216 طناً.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، كشفت المياسة عن عمل فني فريد يعكس الثقافة القطرية واللباس التقليدي للبلاد، وهو عمل "عقال" للفنانة القطرية شوق المانع، في مارينا لوسيل، إحدى المناطق الحيوية التي سيعبر من خلالها الرياضيون وجماهيرهم نحو ملاعب المونديال. وتقول المياسة عنه، "عمل العقال يحتفي بالتقاليد القطرية وبرمزية رفع العقال في إشارة للاحترام والتقدير تجاه الآخرين". 

 

وضمن مساعي الدوحة لإظهار وجه فني آخر بعيد عن الكرة ومستطيلها الأخضر في المونديال، ستتقبل البلاد أفواج الرياضيين في محطة مترو مطار حمد الدولي بتمثال "سائق العربة"، وهو من أشهر التماثيل الباقية من الحضارة اليونانية القديمة.

وهو بحسب الأميرة التي كشفت الستار عنه في أبريل (نيسان) 2021 "مُهدى من جمهورية اليونان للدوحة".

 

 
 

أكبر معرض رياضي بالشرق الأوسط

وبالنسبة للمعرض العملاق الذي يُعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والذي سيحتضن تمثال زيدان وتمثايل أخرى، شُيِّد متحف 1-2-3 في أحد جوانب استاد خليفة الدولي، ويربط بينهما ممر للمشاة، وهو "يتألف من مبنيين، مبنى رئيس يمتد على طول أحد قوسي الاستاد، ومبنى آخر مستدير الشكل متصل به مستوحى من الحلقات الأولمبية الخمس".

كما يحتوي المتحف على مكتبة متاحة للجمهور، والتي تعد مرجعاً رياضياً ومركزاً لمؤسسة التراث والثقافة التابعة للجنة الأولمبية الدولية.

 

يقول عبد الله الملا، مدير عام متحف قطر الأولمبي والرياضي في حديث لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن المتحف الجديد هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والثاني عالمياً من حيث المساحة، لافتاً إلى أن "فكرة إنشاء المتحف استلهمت إبان تنظيم قطر لدورة الألعاب الآسيوية 2006، وتحديداً في 15 ديسمبر (أيلول) من العام ذاته".

وفي المتحف أيضاً، تحتفي "قاعة الرياضيين" بالأبطال الرياضيين من جميع أنحاء العالم، حيث يمكن للزوار التعرف على الأبطال، القدامى منهم والجدد، واستمداد الإلهام من مسيرة نجاحهم وإنجازاتهم، وتمتد هذه الصالة على ثلاثة طوابق، وتُلقي الضوء على 90 رياضياً من جميع أنحاء العالم عاصروا القرنين الـ20 والـ21.

كما تحوي صالة العرض ما يقرب من 100 من المُقتنيات الأصلية والنسخ، يمتد تاريخها من القرن الثامن قبل الميلاد إلى أوائل القرن العشرين، مقترنة برسومات، وعناصر رقمية سمعية وبصرية وتفاعلية.

 

المزيد من تقارير