قالت الشرطة اليوم الأحد إن ثلاثة أشخاص قُتلوا وأصيب 14 آخرون في إطلاق نار بالقرب من حانة في مدينة تشاتانوجا بولاية تنيسي الأميركية، مضيفة أن شخصين لقيا حتفهما متأثرين بجروح جراء أعيرة نارية في حين أن الثالث توفي متأثرا بجروحه بعد أن صدمته سيارة أثناء فراره من مكان الحادث.
وكان قد قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 11 آخرون بجروح، السبت الرابع من يونيو (حزيران)، بعدما أن أطلق عدد من المسلحين النار على حشد في شارع مكتظ بمدينة فيلادلفيا الأميركية، بحسب ما أعلنت الشرطة.
وقال المفتش في شرطة فيلادلفيا دي إف بيس للصحافيين، إن رجلين وامرأة قتلوا، مشيراً إلى أن عناصر الأمن الذين سارعوا إلى الاستجابة للحادثة "لاحظوا وجود عدد من الأشخاص الذين أطلقوا النار على الحشد".
وأضاف بيس، "يمكنكم أن تتخيلوا أن مئات الأشخاص كانوا يستمتعون بوقتهم في ساوث ستريت كما هو الحال مع كل عطلة نهاية أسبوع، عندما بدأ إطلاق النار".
وأشار إلى أن عناصر الشرطة أطلقوا النار على أحد المهاجمين، لكن لم يعرف ما إذا أصيب.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن السلطات لم تعتقل أحداً حتى الآن،
وأوضح بيس أنه تم العثور على مسدسين في الموقع، وأنه سيتعين على الشرطة الانتظار حتى الصباح للاطلاع على التسجيلات التي التقطتها كاميرات المراقبة التابعة لأعمال تجارية كانت مغلقة ليل السبت.
وتحدث بيس في تعليقه على التحقيق عن "عدد من الأسئلة التي لا تزال من دون إجابات".
مجزرة تكساس
وتكررت عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة، فيوم الثلاثاء الـ 24 مايو (أيار) 2022 قتل 19 تلميذاً صغيراً وبالغان اثنان عندما أطلق مراهق (18 سنة) النار في مدرسة ابتدائية ببلدة يوفالدي في تكساس، قبل أن ترديه الشرطة، في حادثة هي الأكثر دموية منذ ما يقرب من عقد، لتثير الجدل على مستوى الولايات المتحدة حول القوانين المتعلقة بحمل السلاح.
وقالت السلطات الأميركية إن الأطفال الـ 19 والمعلمَين اللذين قتلا كانوا في فصل دراسي واحد بالصف الرابع حيث اختبأ المسلح، وكشف حاكم ولاية تكساس جريج آبوت أن المسلح حذّر في رسالة على الإنترنت من أنه سيطلق النار في مدرسة ابتدائية قبل دقائق من قيامه بذلك.
وأضاف آبوت أن المسلح وجه رسالة أخرى تقول إنه سيطلق النار على جدته، مشيراً إلى أن شخصاً آخر أكد أنه فعل ذلك.
ويدعى مطلق النار سالفادور راموس، وهو أميركي الجنسية، وقد قُتل بدوره في الحادثة، ويبدو أنه استهدف جدته أولاً التي لم يتضح وضعها الصحي بعد قبل أن يتوجه إلى المدرسة في سيارة لارتكاب هذه المجزرة.
ولم تعرف بعد دوافع الهجوم الذي يعد الأكثر دموية وتشهده مدرسة في الولايات المتحدة منذ سنوات، ووقع إطلاق النار في مدرسة روب الابتدائية التي تستقبل أطفالاً دون العاشرة في يوفالدي.
وأظهرت أشرطة فيديو عرضت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطفالاً يتم إجلاؤهم على عجل وهم يركضون ضمن مجموعات صغيرة إلى حافلات مدرسية صفراء أمام المدرسة.
أوكلاهوما
وبعد أسبوع تقريباً على مجزرة تكساس، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون بجروح في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما يوم الأربعاء الأول من يونيو برصاص مسلح أطلق النار من بندقية في مجمع طبي قبل أن ينتحر، بحسب ما أفادت السلطات.
وقالت شرطة المدينة في بيان نشرته على "تويتر"، "بوسعنا أن نؤكد مقتل أربعة أشخاص أحدهم مطلق النار" خلال الحادثة التي وقعت في مبنى تابع لمجمع "ساينت فرانسيس" الطبي.
وذكر البيان أن عناصر الشرطة فتشوا "كل غرفة من غرف المبنى للتأكد من عدم وجود أي تهديد"، مشيراً إلى أن إطلاق النار أسفر أيضاً عن سقوط "العديد من الجرحى" من دون أن تحدد عددهم أو مدى خطورة إصاباتهم.
مترو بروكلين بنيويورك
وفي يوم الثلاثاء الـ 12 من أبريل (نيسان) 2022، جرح 16 شخصاً على الأقل بإطلاق نار في ساعة الذروة بمحطة المترو في حي بروكلين بنيويورك، فيما تبحث الشرطة عن مشتبه فيه.
وأشارت السلطات إلى العثور على عبوات ناسفة في المكان، كما أظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها شهود برك دماء وأشخاصاً ممددين على أرضية أحد قطارات الإنفاق، وكذلك على رصيف محطة "شارع 36" في حي بروكلين.
وأوضح متحدث باسم الدفاع المدني أنه تم العثور على "عبوات ناسفة غير منفجرة"، لكن تغريدة للشرطة أوضحت أن أياً "من العبوات الناسفة غير قابل للتشغيل".
ونشرت تعزيزات أمنية كبيرة في "شارع 36" والجادة الرابعة في جنوب بروكلين حيث وقعت الحادثة قرب مقبرة غرينوود الشهيرة.
وألغت مدارس عدة في بروكلين رحلات التلاميذ خارج حرمها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وضع ضوابط
وحض الرئيس الأميركي جو بايدن، إثر مجزرة تكساس، على وضع ضوابط لقطاع الأسلحة النارية، كما شدد في كلمة رسمية بالبيت الأبيض على أنه "حان الوقت لتحويل الألم إلى تحرك"، وسأل "متى، حباً بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟". وأضاف، "أنا مشمئز وتعب" من حوادث إطلاق النار المتكررة في الأوساط المدرسية.
ودعا مع زوجته جيل الولايات المتحدة إلى "الصلاة" من أجل العائلات الثكلى، وقال إنهم "سيحتاجون إلى كثير من المساعدة وكثير من الصلوات".
من جانبها، نددت نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس بعملية إطلاق النار وقالت "كفى يعني كفى"، مطالبة بـ "تحرك" لتقييد حيازة الأسلحة النارية في الولايات المتحدة.
وقالت هاريس، "قلوبنا ما زالت تتحطم" بسبب عمليات إطلاق النار التي تشهدها المدارس الأميركية باستمرار. مضيفة، "علينا أن نتحلى بالشجاعة للتحرك"، في مناشدة للكونغرس لإصدار تشريع يفرض قيوداً على بيع الأسلحة النارية وحيازتها.
وأمر البيت البيض بتنكيس الأعلام في كل الإدارات الرسمية "تكريماً لضحايا" يوفالدي.
وخلال الربع الأول من عام 2022، أي من الأول من يناير (كانون الثاني) وحتى بداية أبريل، ارتفع عدد عمليات إطلاق النار في نيويورك من 260 إلى 296، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2021، وفقاً لأرقام شرطة نيويورك الصادرة الأسبوع الماضي.