Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا ما يتجه إليه الأردنيون مع ارتفاع أسعار المحروقات

دعوات إلى المقاطعة والمشي واستخدام الدراجات... وإقبال على السيارات الكهربائية

يجد الأردنيون صعوبة في فهم آلية تسعير المحروقات في بلادهم (اندبندنت عربية - صلاح ملكاوي)

مع الإعلان عن رفع أسعار المحروقات غير المسبوق في تاريخ الأردن، تفتقت أذهان الأردنيين عن كثير من الأفكار والدعوات لمواجهة هذا الارتفاع والتحايل عليه، وسط تقارير رسمية تشجع المواطنين على المشي وركوب الدراجات فضلاً عن تطوير قطاع النقل العام في البلاد، مع إحصائيات رسمية تتحدث عن تكدس ملايين السيارات في شوارع المملكة يومياً.

وفي مايو (أيار) الماضي، بينما كان الأردنيون يستعدون للاحتفال بعيد الفطر، رفعت الحكومة بشكل كبير أسعار المحروقات بالتزامن مع رفع آخر لأسعار الكهرباء.

وحتى اللحظة، يجد الأردنيون صعوبة في فهم آلية تسعير المحروقات في بلادهم، إذ لا تخضع لمعادلة حسابية واضحة يمكن على أساسها تحديد قيمة ما ينفقونه، ويلتهم أكثر من نصف رواتبهم ونفقاتهم الشهرية.

ارتفاع عالمي

مجدداً، دافعت الحكومة الأردنية عن قرارها برفع أسعار المشتقات النفطية وتحديداً البنزين للمرة الثالثة على التوالي هذا العام. وقالت لجنة تسعير المشتقات النفطية في وزارة الطاقة والثروة المعدنية إن مقدار الرفع على سعر البنزين يشكل ما بين 14 و22 في المئة فقط من فرق التكلفة الفعلية.

وقالت الحكومة إنها ثبتت أسعار الديزل والكاز والغاز على الرغم من الارتفاعات الكبيرة التي طرأت على أسعار المشتقات النفطية عالمياً، يضاف إلى ذلك الارتفاع الكبير الذي طرأ على كلف الاستيراد نتيجة ارتفاع كلف الشحن ونقص الإمدادات.

وتؤكد المديرة العامة لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، أماني العزام، أن الاستمرار في رفع أسعار المحروقات يعتمد على الأسعار العالمية، وأن الأسعار في الأردن لا تعكس الكلف الفعلية.

حملات ودعوات

لكن الأردنيين وجدوا وسائل وطرقاً للتحايل على هذا الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، من أبرزها إطلاق حملة لمقاطعة شراء البنزين، إذ تصدر وسم #صفها_اطفيها موقع "تويتر"، لإجبار الحكومة على خفض أسعاره، بعد نجاح نسبي لحملة مقاطعة الدواجن قبل أيام.

ودعا أردنيون إلى التوقف عن استخدام السيارات الخاصة والتنقل عبر وسائل النقل العام، وخصوصاً الباص السريع الذي يختصر الوقت والجهد والازدحام المروري، في محاولة للتغلب على ارتفاع أسعار المحروقات.

ويدعم كثيرون فكرة التنقل الجماعي بدلاً من الفردي بالسيارات الخاصة. وهو ما يعني استهلاكاً أقل للمحروقات. ومن بين الدعوات التي تلقى رواجاً أخيراً، تقليل عدد أيام العمل الأسبوعية، أسوة بدول عربية أخرى. وهو ما سيسهم في تقليل الزحام ورفع الإنتاجية، فضلاً عن تخفيض تكلفة المحروقات.

السيارات الكهربائية تنتشر

يأتي ذلك فيما تشهد الأسواق إقبالاً على شراء الدراجات النارية والسيارات الكهربائية، وفق ما يؤكد مستثمرو المناطق الحرة الذين يلمسون ارتفاعاً غير مسبوق في معاملات مركبات الكهرباء منذ بداية العام الحالي. ويتوقع تجار أن يصل عدد السيارات الكهربائية التي يتم بيعها بـ1000 سيارة كهربائية أسبوعياً.

وتشير الأرقام إلى أن تخليص معاملات المركبات الكهربائية خلال مايو الماضي ارتفع بنسبة 200 في المئة، مقابل تراجع ملحوظ في نسب شراء المركبات العاملة بالبنزين. ويزيد عدد السيارات الكهربائية في الأردن، وفق دائرة ترخيص المركبات، على 30 ألف سيارة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الأثناء، أوصى تقرير رسمي بضرورة تطوير منظومة النقل وتشجيع ركوب الدراجات والمشي. وشدد على ضرورة تشجيع أنماط التنقل مثل ركوب الدراجات والترويج للنقل العام والمشي. ودعا التقرير الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي إلى تطبيق خطة لصيانة الطرق بعد تقييمها وتحديد الأولويات وفق الأطر الزمنية والمكانية المحددة لها.

ويعتقد مراقبون أن ثمة إقبالاً غير محمود على تملك السيارات بشكل فردي في الأردن. وتقدر إحصاءات رسمية عدد المركبات الخاصة في المملكة بأكثر من 1.5 مليون مركبة، من بينها 1.2 مليون مركبة داخل العاصمة عمان التي يقارب عدد سكانها خمسة ملايين نسمة.

وارتفعت ملكية المركبات مقارنة بعدد السكان من مركبة واحدة لكل 58 شخصاً في 1971 إلى مركبة واحدة لكل ستة أشخاص في 2020.

أسعار غير مسبوقة

ويلاحظ المتخصص في الشؤون النفطية عامر الشوبكي أن الأسعار الجديدة للمحروقات في الأردن هي الأعلى في تاريخ البلاد، إذ وصل سعر البنزين (90 أوكتان) إلى دولار ونصف الدولار، فيما ارتفع سعر (95 أوكتان) إلى نحو دولار و70 سنتاً.

ويضيف الشوبكي أن على "الأردنيين توقع وصول سعر البنزين إلى 38 دولاراً، والديزل إلى 28 دولاراً للصفيحة، استناداً إلى تصريحات حكومية سابقة أكدت أن الزيادات في أسعار المشتقات النفطية ستكون تدريجية وتصاعدية".

ويقول إن "هناك مؤشرات على أن أسعار النفط ومشتقاته ستستمر في الارتفاع حتى نهاية العام، بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية والعقوبات التي تلتها على النفط الروسي".

ويعد الأردن واحداً من عشر دول الأكثر ارتفاعاً بأسعار الوقود عالمياً والأول عربياً، وفقاً لموقع "GlobalPetrolPrices" المتخصص بالطاقة.

وتعتمد الحكومة الأردنية بشكل كبير على الإيرادات المتأتية من بيع المشتقات النفطية. ووفقاً لبيانات رسمية، بلغت إيرادات الحكومة المتحققة من الضرائب المفروضة على المشتقات النفطية العام الماضي نحو 1.4 مليار دولار.

اقرأ المزيد