Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تصبح تونس منصة لتصدير السلع إلى أفريقيا؟

مساع لرفع المبادلات التجارية والعمل على تطويرها لتبلغ 60 في المئة من المنتجات

تواجه المؤسسات التونسية صعوبات عند التصدير متعلقة أساساً بإطار تجاري لا يوفر الإمكانات اللوجيستية (أ ف ب)

ظلت حظوظ المؤسسات التونسية في الاستثمار ببلدان أفريقيا جنوب الصحراء ضعيفة مقارنة ببلدان منافسة في شمال القارة تصدر إلى هذه السوق الاستهلاكية الواعدة. وتعمل تونس على تحسين المناخ الملائم لتوجيه المصنعين والمنتجين والناشطين في الخدمات نحو هذه المنطقة. كما تسعى من جهة أخرى لخلق المناخ الملائم لتحويل تونس إلى منصة أو مركز عبور السلع من الأسواق الآسيوية والأوروبية إلى بلدان أفريقيا جنوب الصحراء.

وتواجه المؤسسات التونسية صعوبات عند التصدير متعلقة أساساً بإطار تجاري لا يوفر الإمكانات اللوجيستية. وتعمل الحكومة التونسية على تطوير اتفاقيات التجارة الحرة مع البلدان الأفريقية منها بالخصوص سياسات المنافسة والاستثمار والملكية الفكرية بما يسهم في تنمية الصادرات التونسية للبلدان الأفريقية، في حين اتفق مسؤولون تحدثوا إلى "اندبندنت عربية" على توفر الإمكانات التي تخول لتونس لعب دور رئيس في مجال التجارة بفضل موقعها الجغرافي، علاوة على حظوة السلع التونسية في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وحظوظها الوافرة في تطور تدفقها، لكنها تواجه صعوبات جمة تتعلق بالتمويل والمرافقة وغياب التأطير بسبب الغياب التونسي الرسمي عن أهم البلدان بشرق وجنوب القارة.

منصة نحو أفريقيا

قالت رئيسة الحكومة نجلاء بودن لدى حضورها المؤتمر الدولي "تمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا"، إن تونس "بإمكانها لعب دور محوري في إدارة المشاريع في أفريقيا وتحقيق التنمية، نظراً إلى موقعها الاستراتيجي، ولأن الفاعلين الاقتصاديين لديهم ثقة في القدرات التونسية التي أثبتت أن بلادنا لديها دور ريادي في القارة"، في حين تحدثت نائلة نويرة القنجي، وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، عن أهمية استقطاب الشركات الآسيوية التي ستجعل من تونس بوابة للاستثمار نحو أفريقيا، وخصت بالذكر المؤسسات الكورية الجنوبية. وأكدت أهمية هذا التوجه في ظل تداعيات الأزمة الروسية– الأوكرانية، وارتفاع أسعار المحروقات والحبوب والمواد الأولية، مؤكدة استعداد تونس للتعاون في هذا المجال في ظل الإمكانات التي تزخر بها وتموقعها الاستراتيجي.

وأفادت أن تونس تعتبر بوابة نحو القارة الأفريقية والأوروبية، ويمكن للمؤسسات الكورية التمركز في تونس وتصدير منتجاتها نحو القارتين مع توفير كل الحوافز لها. وأشارت الوزيرة إلى حرص الحكومة على تطوير التعاون الثلاثي بين تونس وأفريقيا واليابان في قطاعات مختلفة، لا سيما المجال الصناعي وصناعة السيارات ومكوناتها والطاقات المتجددة، وبخاصة السيارات الكهربائية. وأبدى الجانب الياباني اهتمامه بإقامة مشاريع في مختلف المجالات على غرار الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر والقطاع الصناعي.

حجم المبادلات

بلغت قيمة الصادرات التونسية إلى البلدان الأفريقية ملياراً و929 مليون دينار (613 مليون دولار) في الأشهر الأربع الأولى من 2022 مقابل مليار و959 مليون دينار من الواردات (623 مليون دولار)، وتأتي كوت ديفوار على رأس قائمة البلدان الأفريقية، وقد صدرت تونس ما قيمته 81.8 مليون دينار (26 مليون دولار) لهذا البلد، تليها السنغال بـ66.1 مليون دينار (21 مليون دولار) ثم غينيا بـ35.1 مليون دينار (11.16 مليون دولار).

لكن تظل المبادلات التجارية مع هذه البلدان ضئيلة للغاية مقارنة ببلدان الاتحاد الأوروبي، حيث بلغت صادرات تونس للاتحاد الأوروبي 12.8 مليار دينار (4.07 مليار دولار) مقابل 11.2 مليار دينار (3.56 مليار دولار) من الواردات. ولا تزيد المبادلات التجارية مع أفريقيا عن 11 في المئة من التجارة الخارجية. وتعمل تونس على دعم الصادرات والاستثمارات التونسية في البلدان الأفريقية بما يمكن من تطوير المبادلات إلى 60 في المئة.

ضعف الإمكانات اللوجيستية

لكن تحتاج المؤسسات التونسية إلى تمويل مشاريعها بأفريقيا جنوب الصحراء علاوة على توفير الإمكانات اللوجيستية للتصدير وأهمها النقل البحري والجوي نحو جنوب وشرق القارة. ونبه أنيس الجزيري رئيس مجلس الأعمال التونسي الأفريقي إلى ضرورة فتح خط جوي مباشر نحو عدد من العواصم الأفريقية وخص بالذكر داكار وأبيدجان في أقرب وقت لتعزيز حضور السلع والمؤسسات التونسية، وكذلك من أجل ضمان أن تكون تونس بوابة أفريقيا، إضافة إلى تعزيز الحضور الدبلوماسي الاقتصادي التونسي بالقارة الأفريقية عبر فتح عدد أكبر من السفارات لدعم الوجود التونسي في هذه الوجهات ومرافقة المستثمرين. ودعا إلى أهمية وجود تونس ضمن برنامج استثمار "قيت واي" وكلفته 300 مليار يورو، لاستقطاب الاستثمارات الأوروبية، لتتمكن تونس من التحول إلى بوابة نحو أفريقيا بصفة فعلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ليلى بالخيرية جابر، رئيسة الغرفة الوطنية لصاحبات المؤسسات بالاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (نقابة المؤسسات)، أشارت بدورها إلى العوائق التي تعترض المؤسسات والمنتجات التونسية في طريقها إلى التموقع ببلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وأهمها غياب الإرشاد والاطلاع على السوق الأفريقية، أي انعدام المعلومات اللازمة للمستثمرين بخصوص عدد من البلدان. كما يحتاج المستثمرون إلى التمويل اللازم لاقتحام هذه البلدان التي تغيب عنها البنوك التونسية ولا تتعامل أيضاً مع البنوك الموجودة فيها. ويفتقر المصدرون التونسيون إلى أفريقيا إلى وسائل نقل بحرية أو جوية على حد سواء، وتمر السلع عن طريق موانئ أوروبية أو مغربية ما يزيد في تكلفة المنتجات ويؤثر على الأسعار، بالتالي يخفض من تنافسية المنتج التونسي، في حين تعبر الأطراف المعنية بعدد كبير من البلدان بشرق وجنوب أفريقيا عن رغبتها في التزود بالسلع، وبخاصة المواد الغذائية المصنعة والصناعات التقليدية ومواد التجميل ومواد التغليف والتكييف علاوة على الخدمات مثل مكاتب الهندسة والاستشارة والمعلوماتية. وقد تمكنت المؤسسات التونسية وبمجهوداتها الخاصة وجودة منتجاتها وخدماتها من الظفر بأسواق مهمة لكنها قادرة على اقتحام مساحات أكبر في هذه المنطقة وتحقيق الانتعاشة الاقتصادية المرجوة حال توفر المرافقة المالية واللوجيستية.

اقرأ المزيد