Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توسيع الحرب بالنووي وصفة لخسارة أكبر

الرد على الهزيمة بتوسيع الحرب وإدخال السلاح المدمر يقودان إلى الخسارة تقليدياً ونووياً أمام "الناتو"

اللعبة مغلقة بين بوتين وزيلينيسكي (أ ف ب)

ليس أصعب من التقدم سوى التراجع في حرب أوكرانيا. ولا أخطر من أن ينتصر الرئيس فلاديمير بوتين على أوكرانيا سوى أن ينتصر عليه الرئيس فولوديمير زيلينسكي. واللعبة مغلقة. فلا بوتين الذي يحاصر أوكرانيا ويحتل جزءاً منها، ولا الغرب الداعم لأوكرانيا والذي يحاصر روسيا، في وارد تطبيق وصية المفكر الصيني القديم سن تزو: "إقامة جسر ذهبي يفتحه المحارب الحكيم لعدوه من أجل أن يتراجع". ولا في توقعات الخبراء والمراقبين ما هو أقل مما توقعه رئيس الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي بالقول: "المرحلة المقبلة قد تشهد نشوب صراع دولي كبير بشكل متزايد".

حتى ما جرى استبعاده بعدما أمر بوتين بوضع القدرات النووية في حال استعداد، وهو خطر استعمال السلاح النووي، فإن التساؤلات حوله عادت من جديد، على الرغم من تكرار النفي بلسان الوزير سيرغي لافروف. أوضح ما هدد به رئيس وكالة الفضاء الروسية ديمتري روغوزين هو قدرة روسيا على"تدمير دول الناتو خلال نصف ساعة، إذا نشبت حرب نووية". وأقل ما عليه في المقابل هو أن يسأل نفسه: ماذا يحل ببلاده بعد نصف ساعة أو خلالها عبر الرد الغربي؟
 


ذلك أن خبراء معهد "أتلانتيك" يتوقعون أن يلجأ بوتين إلى استخدام "السلاح النووي التكتيكي إذا مُني بهزيمة أو شعر بخطر على موقعه ونظامه" وهذا سلاح ذو حدين. فالرد على الخسارة بتوسيع الحرب وإدخال السلاح النووي يقودان إلى الخسارة تقليدياً ونووياً أمام "الناتو". والرد على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الأطلسي باللجوء إلى "ترتيبات عسكرية جديدة على الحدود الروسية-الغربية" يعني فتح جبهة جديدة على بحر البلطيق. جبهة تضع فيها موسكو "12 وحدة عسكرية بحلول نهاية العام الحالي"، كما قال وزير الدفاع الجنرال سيرغي شويغو، ويسبقها قرار بوتين بالانسحاب من "مجلس دول بحر البلطيق". والمواجهة أبعد من الكلام على "سفن حربية أميركية مزودة بأسلحة صاروخية وتكثيف تحليق الطيران الاستراتيجي الأميركي في أوروبا"، بحسب شويغو، فضلاً عن أن موسكو تتحدث عن نسخة مجددة من "العقيدة البحرية الروسية"، كما كشف نائب وزير الخارجية بوريس موريسون. وبوتين طلب مزيداً من اليقظة في "الحرب السيبرانية" التي يشنها الغرب حالياً على روسيا. وما عبرت موسكو عن القلق حياله هو استعداد إدارة الرئيس جو بايدن لإرسال "صواريخ مضادة للسفن" إلى أوكرانيا لكسر الحصار على موانئها في البحر الأسود وبحر آزوف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حرب بحرية، حرب سيبرانية، حرب برية، حرب جوية، واستخدام أسلحة نووية؟ من يربح في مثل هذه الحروب؟ وأي عالم يبقى بعدها؟ المفارقة في الحرب الروسية والدمار الهائل الذي سببته حتى الآن، هي أنه لا موسكو أعلنت الحرب رسمياً على أوكرانيا، ولا كييف أعلنت الحرب رسمياً على روسيا. موسكو لا تزال تسمّي حربها "عملية عسكرية خاصة". وكييف تتحدث عن مقاومة ضد الهجوم. والأسباب متعددة. فلا مجال للتفاوض المباشر وغير المباشر بين الدولتين بعد إعلان الحرب رسمياً. ولا حدود مفتوحة للدعم العسكري من جانب أي حليف إن لم يعلن هو نفسه الدخول في الحرب. فما فعله الرئيس روزفلت قبل انضمام أميركا إلى "الحلفاء" ضد "المحور" الألماني- الياباني- الإيطالي في الحرب العالمية الثانية لمساعدة بريطانيا والنرويج وبلدان أخرى هو ما دفع الكونغرس إلى الموافقة على قانون "الإعارة والتأجير"، وهو ما لجأ إليه بايدن اليوم لمساعدة أوكرانيا، لا بل إن روزفلت أخّر التحالف مع الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية، لأن موسكو طلبت الاعتراف بضمّها لدول البلطيق ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا والتي استعادت استقلالها بعد نهاية الحرب الباردة، وهي اليوم ضمن أعضاء "الناتو".

يقول بوتين إنه يضع على مكتبه أربعة كتب مقدسة هي الإنجيل والقرآن والتوراة وكانجور الذي يضم تعاليم بوذا، وتلتقي على فكرة رئيسة: "المساواة بين الناس أمام الله". لكن ما يزاحم هذه الكتب على مكتب بوتين هو أمر بالهجوم على أوكرانيا، يحقق المساواة في الدمار والمساواة في القتل بين المدنيين والعسكريين، الرجال والنساء والأطفال.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل