كتاكيت تائهة على جانب طريق عمومي، صنعت الحدث في الجزائر، إذ رصد المشهد مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار استياء المواطنين والمسؤولين، بخاصة بعد التأكد من أن مجهولين ألقوا بتلك "الفراخ" بمفرغة عشوائية غير قانونية، وما زاد من الغضب، تزامن التصرف مع انخفاض في المعروض من اللحوم البيضاء.
رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مصطفى زبدي، نشر على صفحته بـ"فيسبوك"، مقطع فيديو يظهر إقدام مجهولين على رمي أعداد كبيرة من الكتاكيت وسط الأحراش بمنطقة غابية بين محافظتي البويرة وبومرداس، وتداول عديد من النشطاء والصفحات الحادثة، ما خلق نقاشات وتعليقات تصُبُّ مجملها في خانة الانتقاد.
واتّهم متابعون "سماسرة" ومحتكرين لم يعجبهم انخفاض أسعار الدواجن في الآونة الأخيرة، بالوقوف وراء التصرف بهدف رفع أسعار اللحوم البيضاء، والإضرار بمصلحة المواطن البسيط، في حين أشارت مصادر إلى أنها مجرد عشرات من الكتاكيت غير الصالحة تم التخلص منها بسهولة دون عناء التنقل إلى مركز الردم التقني الذي يشترط دفع مقابل أو يرفضها تماماً.
ودفع التداول السريع لمقاطع الفيديو وما خلفه من تعليقات ساخطة، السلطات المحلية مرفوقة بالطبيب البيطري ومصالح الفلاحة ومصالح الأمن، للتنقل إلى عين المكان، دون تقديم توضيحات حول أسباب وجود تلك الكتاكيت وسط النفايات والروائح الكريهة، إلا أنها نددت بالتصرف المشين الذي يضر بالبيئة والمنظر العام.
تنديد وتحرك
وفي تعليق له حول الفيديوهات المنتشرة، أوضح نائب رئيس جمعية مربي الدواجن، حمزة شريف، أن الوقائع صحيحة، بخاصة أن سعر الكتكوت تهاوى إلى 10 دينارات، أي ما يعادل 0.065 دولار، الأمر الذي جعل المربين في حيرة من أمرهم بسبب الخسائر التي ستلحق بهم، موضحاً أن كثيراً من المربين يمتلكون تأميناً فلاحياً، وقد لا يتضررون في حال انخفضت أسعار اللحوم البيضاء، ووصف الذين تخلصوا من الكتاكيت بـ"المضاربين والمجرمين الباحثين عن الربح السريع على حساب القدرة الشرائية للمستهلك"، داعياً السلطات إلى تطبيق القانون بصرامة.
من جهته، ندد رئيس مكتب منظمة حماية المستهلك بمحافظة "البويرة"، عبد النور مذكور، بالتصرف مهما كان غرضه وطبيعته، باعتباره يضر بالبيئة والمستهلك، وحتى الأمن القومي كما قال، مضيفاً أن أسعار الدواجن عادت للاستقرار بالتزامن مع الفترة الصيفية كما هو معتاد، بعد أن عرفت ارتفاعاً جنونياً غير مقبول. ودعا السلطات المعنية إلى دعم الفلاحين والمربين الصغار بالخصوص للحفاظ على نشاطهم، وضمان ضخ السوق بكميات من الدواجن تساعد على انخفاض أسعارها، مع ضرورة دعم الأعلاف ومختلف الأدوية المستعملة في التربية، بما يسهم في حفظ حقوق وأرباح الفلاحين والمربين على حد سواء.
وفي الشأن ذاته، كشف بيان للمصالح الفلاحية بمحافظة البويرة، أنه فتح تحقيق في الحادثة، بعد انتشار صور وفيديوهات لكتاكيت وسط النفايات. وأوضح أنه تم تشكيل لجنة محلية تضم مصالح الفرع الفلاحي وممثلي المجلس الشعبي البلدي، ومصالح الدرك.
ومن أجل تنظيم القطاع ومنع حدوث تجاوزات، قرر الديوان الجزائري لتربية وتغذية الدواجن، استيعاب الفائض من الدواجن لدى المربين عن طريق وضع المذابح الجهوية تحت تصرفهم، حفاظاً على أرباح المربين المتهاوية بسبب الانخفاض الكبير في أسعار اللحوم البيضاء. ودعا المعنيين إلى التقرب من مذابحه الجهوية لبيع منتجهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما اتخذت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إجراءات لضبط الوضع، وأهمها تحديد سعر الكتكوت في حدود 80 ديناراً نحو 0.55 دولار، مع ضمان تموين منتظم للسوق بالكتاكيت الموجهة لإنتاج اللحوم البيضاء، مع دراسة إمكانية إلغاء بعض الضرائب، إضافة إلى إعادة بعث نظام ضبط الإنتاج، لامتصاص الفائض وتجنب خسائر للمربين.