Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو تصعّد الحرب وزيلينسكي يتمسك بالخيار الدبلوماسي

سقوط ماريوبول وقصف عنيف في دونباس وروسيا تتحدث عن تدمير شحنة أسلحة غربية وتمنع بايدن وبلينكن ومسؤولين أميركيين من دخول أراضيها

في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا عن نجاح عمليتها العسكرية في الجنوب الأوكراني، بعد سقوط مدينة ماريوبول ومجمعها الصناعي آزوفستال في أيدي قواتها، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسيكي السبت أن وحدها السبل "الدبلوماسية" يمكنها إنهاء الحرب في أوكرانيا في وقت باتت المفاوضات بين كييف وموسكو في طريق مسدود.
وقال زيلينسكي خلال مقابلة مع محطة تلفزيونية أوكرانية "نهاية النزاع ستكون دبلوماسية" مضيفا "الحرب ستكون دامية، وتتخللها معارك وقتال إلا انها ستنتهي قطعا عبر السبل الدبلوماسية".
وتابع "ثمة أمور لن نتمكن من تحقيقها إلا حول طاولة المفاوضات. نريد أن يعود كل شيء" كما من قبل، وهو ما "لا تريده روسيا"، بدون إعطاء مزيد من التفاصيل.
موسكو تؤكد أنها دمرت شحنة أسلحة غربية

إلى ذلك قالت وزارة الدفاع الروسية السبت إن القوات الروسية دمرت شحنة "كبيرة" من الأسلحة المرسلة من دول غربية في شمال غرب أوكرانيا بواسطة صواريخ طويلة المدى.
وأوضحت الوزارة "دمرت صواريخ كاليبر الطويلة المدى والعالية الدقة شحنة كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية أرسلتها الولايات المتحدة ودول أوروبية قرب محطة مالين للسكك الحديد في منطقة زيتومير".
وقالت الوزارة إن هذه الأسلحة كانت موجهة للقوات الأوكرانية في منطقة دونباس في شرق البلاد.

روسيا تحظر دخول 963 أميركيا بينهم بايدن وبلينكن

كذلك قالت روسيا اليوم السبت إنها قررت حظر دخول 963 أميركيا إلى أراضيها بينهم الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز.
ولحظر السفر تأثير رمزي فقط لكنه يشكل جزءا من التدهور المستمر في علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وحلفائها منذ غزوها أوكرانيا في 24 فبراير (شباط.)

بريطانيا ترغب في تسليح مولدوفا

على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "تليغراف" نقلا عن وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أن بريطانيا ترغب في إرسال أسلحة حديثة إلى مولدوفا لحمايتها من خطر الغزو الروسي.
وأبلغت تراس الصحيفة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمم على إقامة "روسيا الكبرى" على الرغم من أن غزوه لأوكرانيا فشل في تحقيق نجاح سريع.

ومولدوفا المتاخمة لأوكرانيا من الجنوب الغربي ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي.
وقالت تراس إن المحادثات جارية للتأكد من أن دفاعات مولدوفا يمكن أن تردع أي هجوم في المستقبل.
وأضافت في تصريحاتها للصحيفة "أود أن أرى مولدوفا مجهزة وفقا لمعايير حلف شمال الأطلسي. هذا نقاش نجريه مع حلفائنا.
"لقد كان بوتين واضحا تماما بشأن طموحاته في إقامة روسيا الكبرى. ومجرد عدم نجاح محاولاته للاستيلاء على كييف لا يعني أنه تخلى عن تلك الطموحات".

استسلام؟

بات مصنع آزوفستال للصلب آخر معقل مقاومة للأوكرانيين في مدينة ماريوبول الاستراتيجيّة في جنوب شرق أوكرانيا، تحت سيطرة الجيش الروسي الكاملة، مساء الجمعة 20 مايو (أيار)، في حين تقصف المدفعية الروسية بكثافة منطقة دونباس شمالاً.

وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسيّة إيغور كوناشنكوف في بيان عبر "تيليغرام" "منذ 16 مايو، استسلم 2439 نازياً من (كتيبة) آزوف وجنود أوكرانيّون محاصرون في المصنع. اليوم، 20 مايو، استسلمت المجموعة الأخيرة المؤلّفة من 531 مقاتلاً".

وترفض كييف الحديث عن استسلام في آزوفستال بل استخدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعبير "إنقاذ أبطالنا".

وقالت هيئة أركان القوات الأوكرانية عبر "فيسبوك"، صباح السبت، "يستمر العدو في شن هجمات في منطقة العمليات الشرقية لفرض سيطرة تامة على أراضي منطقتي دونيتسك ولوغانسك والإبقاء على ممر بري مع القرم المحتلة مؤقتاً".

من جانبه، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن احتلال منطقة لوغانسك التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس، "شارف الانتهاء".

آخر مجموعة

وقالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إن آخر مجموعة من القوات الأوكرانية التي كانت متحصنة في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول استسلمت، بما يشكل نهاية لهجوم استمر أسابيع وحول المدينة إلى حطام، وأوضحت الوزارة أن آخر مجموعة من القوات الأوكرانية التي تحصنت في مصنع آزوفستال للصلب بمدينة ماريوبول استسلمت، بما يعني انتهاء أكثر عملية حصار تدميراً في الحرب، في حين تحاول موسكو تعزيز سيطرتها على إقليم دونباس.

وقبل ساعات من هذا الإعلان، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الجيش الأوكراني أبلغ المدافعين عن آزوفستال بأن بإمكانهم الخروج وإنقاذ أرواحهم.

وقالت الوزارة في بيان "المنطقة التي يقع فيها مصنع آزوفستال للصلب... تحررت بالكامل". وأضافت أن المجموعة التي استسلمت بلغ عدد أفرادها 531 مقاتلاً.

وأظهر تسجيل فيديو من وزارة الدفاع الروسية، يقول إنه يبين الاستسلام، صفاً من الرجال العزل وهم يقتربون من جنود روس خارج المصنع ويبلغونهم بأسمائهم. وقام الروس بعدها بتفتيش كل منهم ومتعلقاته وبدا أنها تطلب منهم إظهار أي وشوم.

وقال البيان الروسي "المنشآت تحت الأرض التابعة للمجمع التي كان يتحصن بها المسلحون أصبحت تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة الروسية" وأشار أن العدد الإجمالي للمدافعين عن الموقع الذين استسلموا في الأيام القليلة الماضية بلغ 2439. ولم تؤكد أوكرانيا بعد تلك الأعداد.

وذكر البيان أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بأن ماريوبول ومصنع الصلب "تحررا" بالكامل.

كتيبة آزوف تجلي قتلاها

من جانبها، أعلنت كتيبة آزوف الأوكرانية أنها تقوم بإجلاء قتلاها بعد استسلام مئات من عناصرها بأمر من كييف "لإنقاذ حياتهم".

وأكد قائد الكتيبة دينيس بروكوبينكو الذي ظهرت ضمادة كبيرة على ذراعه اليمنى فيما بدت اليسرى متورمة، في فيديو عبر تلغرام من مكان يبدو أنه ملجأ تحت الأرض، أن "القيادة العسكرية العليا أعطت أمراً بإنقاذ حياة الجنود... والتوقف عن الدفاع عن المدينة".

بعد عملية إجلاء مدنيين ثمّ مئات من الجنود الأوكرانيين أصبحوا بحكم الأمر الواقع أسرى لدى الروس، أشار بروكوبينكو إلى أن "العملية مستمرة" لإجلاء جثث عسكريين. وختم "آمل أن تتمكن العائلات وأوكرانيا بأكملها قريباً من دفن مقاتليها بشرف. المجد لأوكرانيا!".

وكتيبة آزوف هي وحدة نخبة أسسها قوميون أوكرانيون وشاركت في الدفاع عن مجمع آزوفستال خصوصاً إلى جانب وحدة من مشاة البحرية.

دونباس تحت نيران روسية "كثيفة"

وبعد فشلها في السيطرة على كييف وخاركيف ثاني مدن أوكرانيا (شمال شرق)، تركز روسيا جهودها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها. وتسعى موسكو خصوصاً إلى السيطرة بشكل كامل على دونباس التي تخضع جزئياً لسيطرة انفصاليين موالين لروسيا منذ 2014.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانك خلال إفادة صحافية في كييف إن "قوات الاحتلال الروسية تطلق نيراناً كثيفة على طول خط المواجهة بأكمله"، مضيفاً أن الوضع "أظهر دلائل على التدهور".

وكان الرئيس الأوكراني قال قبل ساعات "إنه الجحيم" في دونباس "وهذه ليست مبالغة". وأشارت دوائره صباح الجمعة إلى عمليات قصف على محور يبدأ في شمال شرق البلاد ويصل إلى جنوبها.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن السيطرة على منطقة لوغانسك التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس، "شارف على الانتهاء".

وتسببت ضربات روسية بسقوط 12 قتيلاً و40 جريحاً الخميس في سيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك (شرق)، وفقاً للحاكم المحلي سيرغيه غايداي الذي قال إنّ القسم الأكبر من القصف أصاب مباني سكنية وإن الحصيلة قد ترتفع.

وبحسب السلطات الأوكرانية، لا يزال 15 ألف شخص يعيشون في ملاجئ في سيفيرودونيتسك التي دمّرتها القنابل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استهداف مركز ثقافي في شرق أوكرانيا 

وجُرح ثمانية أشخاص على الأقل بينهم طفل في ضربة صاروخية روسية استهدفت مركزاً ثقافياً أعيد بناؤه مؤخراً في لوزوفا في شرق أوكرانيا، وفق ما أعلن الجمعة مسؤولون اوكرانيون.

وفي وقت سابق، أشار زيلينسكي عبر تطبيق تلغرام إلى أن "صاروخاً روسياً أصاب البيت الثقافي الذي أعيد بناؤه مؤخراً"، مشيراً إلى "سقوط سبعة جرحى بينهم طفل يبلغ 11 عاماً". لكن حاكم المنطقة اوليغ سينيغوبوف أشار مساء إلى سقوط ثمانية جرحى بينهم فتاة في الحادية عشرة، أصيبوا جميعاً بشظايا قذيفة.

وأضاف أن "حريقاً اندلع في المركز الثقافي إثر الضربة الصاروخية" وتم إخماده. وتحدث عن إطلاق ثلاثة صواريخ تم اعتراض اثنين منها. وتابع الحاكم عبر تلغرام أن "مباني مجاورة أصيبت كلها. لا شك في أن المحتلين استهدفوا في شكل مباشر المركز الثقافي"، الأكبر في المنطقة.

وأرفق الرئيس الأوكراني رسالته بتسجيل فيديو يظهر انفجاراً قوياً دمّر المبنى وتسبب بتصاعد الدخان مع مرور سيارتين على مقربة من المكان سارعت إحداهما إلى مغادرته. وقال زيلينسكي "لقد جعل المحتلون (المرافق) الثقافية والتعليمية والإنسانية عدوة لهم. وهم لا يدّخرون أي صاروخ في استهدافها".

وبحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك، لا تزال الأوضاع عند الجبهة "متوترة" الجمعة مع "مؤشرات تدهور". وقال في مؤتمر صحافي إن "قوات الاحتلال الروسية تشن ضربات عنيفة على طول خط التماس وتحاول عبر المدفعية ضرب دفاعات القوات الأوكرانية في العمق".

لا أدلة على استخدام أسلحة ليزر في أوكرانيا

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجمعة إنه ليس هناك أي مؤشرات على أن روسيا استخدمت أسلحة ليزر في أوكرانيا بعد أن زعمت موسكو أنها أدخلت في الخدمة جيلاً جديداً من أسلحة الليزر القوية لـ "ضرب الطائرات المسيرة للعدو".

وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون في إفادة صحفية "ليس لدينا أي مؤشرات على استخدام أسلحة الليزر على الأقل الليزر المستخدم كسلاح في أوكرانيا. لا شيء يؤكد ذلك".

مخزونات الحبوب الأوكرانية

وقال متحدث باسم داونينغ ستريت إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اتفق خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على العمل على فتح طرق الإمداد لمخزونات الحبوب الأوكرانية للحد من ارتفاع الأسعار العالمية للغذاء.

وقال جونسون لأردوغان أيضاً إن فنلندا والسويد ستكونان إضافتين مهمتين إلى حلف شمال الأطلسي.

وأضاف المتحدث باسم جونسون إن رئيس الوزراء طلب من أردوغان خلال الاتصال العمل مع نظرائه في السويد وفنلندا وحلف شمال الأطلسي لمعالجة أي مخاوف قبل قمة تعقد في مدريد الشهر المقبل، وقال إن بريطانيا مستعدة لتقديم الدعم.

موسكو توقف إمدادات الغاز إلى فنلندا

وسط هذه الأجواء، قالت شركة "غازوم" الفنلندية العامة للغاز إن موسكو أوقفت امدادات الغاز الروسي إلى فنلندا، السبت، بعدما رفضت هلنسكي الدفع بالروبل إلى مجموعة "غازبروم" المزودة.

ويشكل الغاز ثمانية في المئة فقط من الطاقة المستهلكة في فنلندا إلا أن غالبية هذه الكمية في البلد الواقع في شمال أوروبا، مصدرها روسيا، لكن "غازوم" أكدت أنها ستتمكن من الحصول على الغاز من مزودين آخرين وأنها ستواصل نشاطاتها "بشكل طبيعي".

وقررت فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا واعتبرتا أن موسكو تشكل تهديداً لهما في وقت كان البلدان قد اختارا نهج عدم الانحياز لعقود خصوصاً خلال الحرب الباردة.

وتتشارك فنلندا حدوداً مع روسيا تمتد على أكثر من 1300 كيلومتر.

المزيد من دوليات