تلقت سوق العملات المشفرة ضربات متواصلة، بعد أن فقدت أكثر من 200 مليار دولار من قيمتها في يوم واحد فقط، الجمعة 13 مايو (أيار) الحالي، بحسب تقديرات شركة "كوين ماركت كاب" (CoinMarketCap)، فقد انخفضت عملة "بيتكوين"، أكبر عملة مشفرة، بنسبة 10 في المئة، لتصل إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020، بينما هوت عملة "إيثيريوم" بنسبة 16 في المئة.
وجاءت الانخفاضات القوية في العملات المشفرة على خلفية البيع المكثف من المستثمرين للأصول ذات المخاطر العالية، في ظل الذعر الذي يسيطر على الأسواق المالية عموماً، من الارتفاع المتواصل في التضخم، والتخوف من حدوث ركود اقتصادي على وقع الزيادات المتتالية في أسعار الفائدة.
لا استقرار بالعملات المشفرة
كما لعب تهاوي الأساطير التي روج لها حول العملات المشفرة، دوراً رئيساً في الانخفاضات، حيث بدأت هذه الأساطير تسقط الواحدة تلو الأخرى، فقد تم الترويج للعملات المشفرة على أنها وسيلة للتحوط من التضخم، لكن التراجعات القوية في الأسابيع الأخيرة أظهرت أنها تنخفض، حالها كحال أي سلع أخرى متأثرة بمؤشر أسعار المستهلك.
والأسطورة الأخرى التي لطالما روج لها، هي العملات المشفرة المستقرة، وهي عملات مقيمة بحسب ارتباطها ببعض الأصول مثل العملات الصادرة عن البنوك المركزية، لكن هذه العملات المستقرة هوت بشكل كبير هذا الأسبوع دون قيمة الأصول المرتبطة، ما نشر الذعر بين المستثمرين بالعملات المشفرة عموماً وفقدان الثقة بها.
هبوط أشهر العملات
وكانت أشهر العملات المستقرة المعروفة باسم "يو أس تي" UST، قد جرى تداولها بسعر 11 سنتاً أميركياً فقط وفقاً لبيانات بلومبيرغ، بينما انخفضت عملة "لونا" Luna إلى مستويات صفرية. وكانت هذه العملات ترتبط بالدولار الأميركي، وكانت كل وحدة من هذه العملات تقيم بدولار واحد، لكن انهيارها دون هذه المستويات أضعف الثقة بشكل كامل بوجود استقرار في هذه العملات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكثر المتضررين من العملات المشفرة هم الفئة التي دخلت الأسواق في وقت وصولها إلى الذروة في العام الماضي، لكن الذين دخلوا في أوقات مبكرة ما زالوا يجنون بعض المكاسب. فعلى سبيل المثال، كان متوسط سعر "بيتكوين" في العام الماضي عند 47 ألف دولار، ووصل إلى أعلى قمة في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي عند 69 ألف دولار، لكنه تراجع بقوة هذا الأسبوع لما دون الثلاثين ألف دولار، قبل أن يعوض بعض الخسائر اليوم.
وتكشف أكبر بورصة للعملات المشفرة، "كوين بايس" Coinbase عن حجم الانهيار في سوق العملات المشفرة، حيث تراجعت قيمتها السوقية إلى 12.5 مليار دولار، بعد أن تجاوزت 75 مليار دولار في العام الماضي.
تذبذب الأسواق عموماً
وتعيش الأسواق عموماً مرحلة متذبذبة منذ أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم المستشري في الولايات المتحدة، وانعكس ذلك على كثير من دول العالم المرتبطة عملاتها بالدولار، مثل دول الخليج.
وكانت الأسواق الخليجية قد انخفضت الخميس (12 مايو) بقوة على وقع الهبوط في "وول ستريت"، فقد وصل الانخفاض إلى 17 في المئة في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، الذي يقيس أكبر 500 شركة مدرجة في البورصات الأميركية، وذلك منذ بداية هذه السنة، كما بلغ نسبة 27 في المئة في مؤشر "ناسداك".