Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كوريا الشمالية تطلق 3 صواريخ باليستية مع تسجيل أولى إصابات كورونا

حذرت واشنطن من أن النظام في بيونغ يانغ قد يختبر سلاحاً نووياً في أي لحظة

صورة وزعتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية في 25 مارس الماضي، تظهر كيم قرب صاروخ "هواسونغ-17" العابر للقارات (رويترز)

أعلن الجيش الكوري الجنوبي اليوم الخميس 12 مايو (أيار)، أنه رصد إطلاق ثلاث صواريخ باليستية قصيرة المدى من مكان قرب العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ، في حين أكدت كوريا الشمالية في وقت سابق من اليوم ذاته، رصد أولى الإصابات بفيروس كورونا على أراضيها وأعلنت حالة "طوارئ خطيرة"، بينما ظهر زعيمها كيم جونغ أون واضعاً كمامة للمرة الأولى ليصدر أمراً بفرض تدابير إغلاق على مستوى البلاد.
صواريخ قصيرة المدى
وأكد خفر السواحل الياباني، نقلاً عن الجيش، إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً، وهو الاختبار الـ16 المعروف الذي تجريه على أسلحتها هذا العام. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إن المقذوف سقط خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان على ما يبدو.
وأفادت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية بأن ثلاثة صواريخ باليستية قصيرة المدى أُطلقت من منطقة سونان في بيونغ يانغ، التي تضم مطاراً دولياً كانت كوريا الشمالية قالت إنها أطلقت منه أكبر صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "هواسونغ-17" في 24 مارس (آذار) الماضي.
ويُعدّ هذا الاختبار الأول بعد تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يون سوك- يول هذا الأسبوع، الذي أشار في تصريحات سابقة إلى موقف متشدد من تطوير الأسلحة الكورية الشمالية.
وقال مكتب يون إنه عقد على الفور اجتماعاً لمجلس الأمن القومي.
تحذير أميركي
من جهة أخرى، جاءت عملية إطلاق الصواريخ الثلاثة، بعد وقت قصير من تحذير واشنطن من أن نظام كيم قد يختبر سلاحاً نووياً في أي لحظة، إذ تشير صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية إلى وجود نشاط جديد في المواقع النووية.
وأعلنت كوريا الشمالية في وقت سابق الخميس أنها انتقلت إلى "نظام أقصى درجات الوقاية الوبائية الطارئة"، بعدما ثبتت إصابة مرضى عانوا من الحمى بالمتحورة "أوميكرون".
وأشرف كيم الذي ظهر على التلفزيون الرسمي واضعاً كمامة للمرة الأولى، على اجتماع طارئ للمكتب السياسي لمناقشة تفشي الفيروس ودعا كل مدن البلاد وكل مقاطعاتها إلى "فرض إجراءات حجر صارمة على أراضيها".
وأكد كيم خلال الاجتماع أن الهدف هو "معالجة الإصابات للقضاء على جذور (الجائحة) في أقصر فترة زمنية ممكنة"، وفق ما أفادت الوكالة الرسمية الكورية الشمالية، من دون تحديد عدد الإصابات التي تم اكتشافها.
ويشير خبراء إلى أن البنى التحتية الصحية الكورية الشمالية المتقادمة ستواجه صعوبة في التعامل مع أي تفشٍّ واسع للفيروس، بينما يُعتقد أن سكانها البالغ عددهم 24 مليوناً لم يتلقوا اللقاحات.
رسائل كيم
وأشار الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية يانغ مو- جين إلى أن "كوريا الشمالية سعت عبر إجراء الاختبار الصاروخي مباشرة بعد تأكيدها إصابات كوفيد إلى بعث رسالة مفادها بأن لا علاقة بين السيطرة على الفيروس ومضيها قدماً في دفاعها الوطني". وأضاف "من المنطقي الآن افتراض بأنها قد تجري اختباراً نووياً بضوء أخضر من كيم جونغ أون في أي لحظة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الأستاذ في جامعة "إيوها" في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، ليف- إريك إيزلي، إن "إقرار بيونغ يانغ علناً بوجود إصابات بأوميكرون يشير إلى أن الوضع الصحي العام خطير". وأضاف "ستمضي بيونغ يانغ قدماً على الأرجح بفرض تدابير إغلاق، على الرغم من إخفاق استراتيجية صفر إصابات بكوفيد، التي تتبعها الصين".
ورفضت كوريا الشمالية عروض تلقّي لقاحات من منظمة الصحة العالمية والصين وروسيا.
وفي هذا الصدد، أوضح الباحث لدى "معهد آسان للدراسات السياسية" غو ميونغ- هيون لوكالة الصحافة الفرنسية أن "قبول التطعيمات في إطار آلية كوفاكس التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، يتطلب شفافية بشأن كيفية توزيعها، لهذا السبب رفضتها كوريا الشمالية".
وكوريا الشمالية محاطة بدول واجهت "أوميكرون" وما زالت تحاول السيطرة على انتشارها بشكل واسع على أراضيها.
وخففت كوريا الجنوبية، حيث معدلات التطعيم مرتفعة، جميع قيود "كوفيد" أخيراً، إذ انخفضت الإصابات بشكل حاد بعدما صعدت جراء "أوميكرون" في مارس (آذار) الماضي.
أما الصين المجاورة، القوة الاقتصادية الكبرى الوحيدة في العالم التي ما زالت تتبع استراتيجية "صفر إصابات بكوفيد"، فتشهد انتشاراً واسعاً للمتحورة.
وفُرضت تدابير إغلاق مشددة على مدن صينية كبرى، بما فيها العاصمة المالية شنغهاي، تواصلت لأسابيع.
وأكدت بكين الخميس أنها "مستعدة لتقديم كامل الدعم والمساعدة لكوريا الشمالية في معركتها ضد الوباء"، وفق ما جاء على لسان الناطق باسم خارجيتها تشاو ليجيان.
نهج صارم
ويبدو أن كوريا الشمالية ستحاول تجنّب اللجوء لإجراءات الصين المتشددة للغاية على غرار "سجن السكان نظرياً داخل الشقق"، بحسب ما أفاد شيونغ سيونغ- شانغ من "معهد سيجونغ"، لكنه لفت إلى أن حتى تدابير الإغلاق المحدودة ستؤدي إلى "نقص شديد في الغذاء والفوضى ذاتها التي تواجهها الصين حالياً".
وذكر موقع "إن كي نيوز" المتخصص ومقره سيول بأن السلطات أغلقت بالفعل أجزاء من بيونغ يانغ لمدة يومين، وسط تقارير عن تهافت السكان لتخزين حاجاتهم.
في المقابل، تعهّد رئيس كوريا الجنوبية الجديد المتشدد يون سوك- يول الذي تم تنصيبه رسمياً الثلاثاء الماضي، باتّباع نهج صارم حيال بيونغ يانغ، بعد خمسة أعوام من الدبلوماسية الفاشلة.
وبعد انهيار محادثات عالية المستوى في عام 2019، ضاعفت كوريا الشمالية تجارب أسلحتها وقامت بسلسلة عمليات إطلاق صواريخ خلال العام الحالي، بما فيها صواريخ باليستية عابرة للقارات.
وتشير صور التقطت بالأقمار الاصطناعية إلى أن بيونغ يانغ تستعد لإجراء اختبار نووي بينما حذّرت الولايات المتحدة من أن ذلك قد يتم خلال الشهر الحالي.
لكن تفشي "كوفيد" ربما يعطّل برنامج البلاد العسكري، بحسب مراقبين.
وقال الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية سانغ مو- جين، "هناك احتمال بتأخير الاختبار النووي من أجل التركيز على تجاوز فيروس كورونا"، لكن في حال انتشرت المخاوف وسط السكان من تفشي الفيروس، فقد يمضي كيم قدماً بالاختبار "لتحويل اتجاه هذه المخاوف".

المزيد من دوليات