Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الغارات الوهمية" تهدد بدفع غزة إلى معركة عسكرية مع إسرائيل

الفصائل الفلسطينية تعتقد أن اختراق حاجز الصوت إجراء متعمد يقوم به الجيش

تجري إسرائيل أكبر مناورة عسكرية في تاريخها إذ نفذت خلالها حوالى 150 اختراقاً لحاجز الصوت في محيط قطاع غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

على مدى الأيام الثلاثة الماضية حلقت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بكثافة فوق سماء غزة وعلى علو منخفض، ونفذت نحو 150 غارة جوية وهمية طاولت كل محافظات القطاع، فيما سمع صوت الانفجارات بكثافة في أجواء مدينة غزة والمحافظات الوسطى من القطاع.

ولم تغادر الطائرات المقاتلة سماء غزة ولا زالت تحلق في نطاق شمل كل محافظات القطاع.

وبحسب عمليات الرصد المحلية فإن أيضاً الطائرات المسيرة من دون طيار لا زالت تحلق في السماء بكثافة وعلى مسافة قريبة من سطح الأرض لليوم الثالث على التوالي، بهدف الاستطلاع وجمع المعلومات.

وقال مدير الإرشاد في دائرة هندسة المتفجرات في وزارة الداخلية التابعة للقطاع محمد مقداد، إنهم رصدوا طائرات مقاتلة من طراز "إف15" و"إف16" و"إف35" اخترقت حاجز الصوت فوق شاطئ بحر غزة وداخل الأراضي الإسرائيلية الحدودية مع القطاع.

عربات النار

ويأتي التحليق المتكرر للطائرات المقاتلة ضمن المناورة التدريبية الضخمة التي أعلنها الجيش الإسرائيلي لجميع قواته تحت اسم "عربات النار"، والتي تشمل جميع أذرع الجيش البرية والبحرية والجوية.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن عربات النار مناورة واسعة النطاق تستمر شهراً كاملاً، وهي مخصصة لمحاكاة سيناريوهات قتالية متعددة الجبهات تشارك فيها جميع القوات النظامية والاحتياط، ويحاكي التمرين فيها سيناريوهات مختلفة قد تشهدها ساحات القتال، إلى جانب الانتقال من الحياة اليومية إلى الطوارئ في المجالين العسكري والمدني.
وتعد المناورات التي تجريها تل أبيب الأكبر في تاريخها من جميع النواحي، وتعتبر الأوسع والأطول زمناً منذ قيام دولة إسرائيل، وتشارك فيها كل أذرع الجيش وجميع الجنود بمن فيهم الاحتياط والقيادات من كل المستويات، ويجري خلالها الجيش أيضاً اختبارات لمختلف أنواع الأسلحة.

غارات من دون مقذوف متفجر

وبحسب شهود عيان في المناطق الحدودية بين غزة وإسرائيل، فإن الطائرات المقاتلة المشاركة في هذه المناورة نفذت غارات وهمية عدة على مواقع إسرائيلية قريبة جداً من القطاع وجزءاً آخر منها كان في عرض بحر غزة، وتسببت الانفجارات الوهمية الناجمة عن حركة الطيران النشط في اهتزاز المباني السكنية متعددة الطبقات، وألحقت بها أضراراً مادية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد مقداد أن "الطيران الحربي لم يطلق أي مقذوف متفجر أو قنابل أو صواريخ داخل حدود قطاع غزة، وكل ما في الأمر أن هذه المقاتلات كسرت حاجز الصوت أثناء التحليق على مسافة قريبة من سطح الأرض".
وتعد الغارات الوهمية بمصطلحها العسكري قيادة الطائرة بسرعة كبيرة على مسافة قريبة من سطح الأرض، وهي عبارة عن آخر اختبار يقوم به الجندي الطيار أثناء تدريبه وقبل حصوله على شهادة تمكنه القيام بطلعات جوية يقودها بنفسه.

أما في مصطلحها العلمي فتعني أن تفوق سرعة المقاتلة الحربية سرعة الصوت في الهواء والبالغة 340 متراً في الثانية، وحينها تتحد كل الأمواج الصوتية وتلحق بالطائرة لمدة ثوان وينجم عن ذلك صوت انفجار ضخم تهتز بسببه المباني، ويسمى فيزيائياً باختراق حاجز الصوت.
وأوضح مقداد أن هذه المهمة تجري عادة بواسطة طيارين محترفين يملكون خبرة عالية، وعادة ما يتم تنفيذ هذه المهمة فوق سطح البحر، ولكن في حال تنفيذها فوق الأرض فإنها تسبب أضراراً كبيرة، مشيراً إلى أنه "لا يمكن القيام بذلك إلا بإذن من وحدة التحكم والمراقبة والمتابعة الأرضية، وهي التي تزود الطيار بالمكان والارتفاع الذي يسمح له باختراق حاجز الصوت فيه وفق حسابات دقيقة.

غزة مستعدة لعملية عسكرية

وبناء على ذلك فإن الفصائل الفلسطينية ترى أن إسرائيل تتعمد اختراق حاجز الصوت فوق قطاع غزة لتسبب هاجساً ورعباً للسكان في ظل التوتر الأمني، ولكن قيادة تل أبيب تتذرع بأنها تجري ذلك بحجة التدريب والتطوير.
وفي السياق، رفعت قيادة الغرفة المشتركة للفصائل في غزة حال الجهوزية لكل الأجنحة والتشكيلات العسكرية، وصرح مؤمن عزيز بالنيابة عن الفصائل الفلسطينية أنهم أرسلوا تحذيرات إلى إسرائيل مفادها أن "ارتكاب أي حماقة ضد قطاع غزة يعني جر المنطقة بأكملها إلى عملية عسكرية واسعة النطاق، لذلك عليها مغادرة سماء غزة"، موضحاً أن "جميع الفصائل تراقب سلوك إسرائيل في مناورة عربات النار".

ولا تمنع القوانين العسكرية استخدام خاصية اختراق حاجز الصوت لأن هذه المهمة لا تسبب أذى ولا يستخدم عند أدائها أي مقذوف، ولكن تشترط العلوم العسكرية ضرورة إشعار السكان في كل المناطق التي قد يحدث بها سماع انفجارات بوجود مناورة عسكرية وحركة نشطة للآليات الحربية وتجارب قد ينتج منها صوت انفجارات، فيما يفضل العسكريون تطبيق ذلك في ساحات ومناطق مخصصة لإجراء تدريبات الطيارين.

ويرد على ذلك أفيخاي أدرعي قائلاً إنهم نشروا بياناً على كل منصات الإعلام بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، جاء فيه بأنهم يجرون مناورة عسكرية ضخمة، وقد تشهد المنطقة حركة نشطة للآليات العسكرية وقد تسمع خلالها أصوات انفجارات.

القانون الدولي يمنعها

وعلى الرغم من أن الانفجارات الوهمية مباحة في العلوم العسكرية إلا أنها ممنوعة في دليل القواعد الدولية التي تحكم العمليات العسكرية الصادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كونها تسبب حالات هلع للسكان المحليين. وكذلك تشير نصوص القانون الدولي الإنساني إلى أنه "يمنع ترويع المواطنين الآمنين بأي شكل من الأشكال، بخاصة في أوقات خارج العمليات العسكرية، ويمنع القيام بأنشطة عسكرية من دون إعلان مسبق عنها".
ويرى مراقبون أن الغارات الوهمية تأتي في إطار الحرب النفسية، ويقول أستاذ الصحة النفسية في الجامعات الفلسطينية سامي أبو إسحاق إن "هذه الانفجارات لها تأثيرات صدمية آنية وبعدية، وتؤثر في الجهاز العصبي وينتج منها زيادة اضطرابات القلب ووقوف شعر الرأس والفزع أثناء النوم والتبول اللاإرادي وفقدان الشهية للطعام، وقد تصل إلى حد القلق والتوتر المستمر".

المزيد من الشرق الأوسط