Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاعات حادة مقبلة في أسعار الأغذية في بريطانيا بسبب حرب أوكرانيا

تفاقم معاناة الأسر مع تعثر إمدادات زيت عباد الشمس والقمح والأسمدة والأسماك التي تؤثر على مجموعة واسعة من السلع الأساسية

خرجت تظاهرات في بريطانيا قبل أسابيع، احتجاجاً على تفاقم أزمة المعيشة فيها (آنارشيست فيديراشين.نت)

حذر عدد من قادة قطاع الأغذية من مواجهة الأسر البريطانية زيادة حادة في أسعار السلع الغذائية على مدار الأشهر المقبلة يصحبها ارتفاع في معدلات نفاد تلك المنتجات من رفوف المتاجر جراء ما تسببت به حرب أوكرانيا من تعثر لإمدادات المواد الغذائية الأساسية.

وكذلك دعا منتجو الأغذية الحكومة إلى تشكيل مجلس وطني عاجل للأمن الغذائي بهدف تعزيز الإمدادات في الوقت الذي تشهد فيه صادرات القمح وزيت عباد الشمس والأسماك والأسمدة هبوطاً حاداً عصف بسلاسل الإمداد الغذائي في أوروبا التي تعاني أصلاً مشاكل في تلك الإمدادات.

واستطراداً، أشار "اتحاد الأغذية والمشروبات" إلى أن ارتفاع الأسعار سوف يخلّف تداعيات هائلة على تكلفة مجموعة واسعة من السلع الأساسية. ومثلاً، يستخدم القمح في تغذية الدجاج التي تضع البيض فضلاً عن الخنازير ومواشي الألبان، في حين يوجد زيت عباد الشمس في الأغذية المُعالَجة مثل تلك القابلة للدهن والوجبات الجاهزة والسريعة.

وكذلك أوضح رئيس قسم التجارة الدولية في "اتحاد الأغذية والمشروبات"، دومينيك غودي، "أن الحرب في أوكرانيا عرقلت سلسلة الإمدادات وسببت نقصاً في المكونات على مستوى قطاعي الأغذية والمشروبات"، ودعا غودي الحكومة إلى "تعبئة كامل الموارد المتاحة" لحماية العائلات، بما في ذلك ملايين الأسر الضعيفة، من زيادة الأسعار ودعم الشركات خلال "فترة غير مسبوقة من عدم الاستقرار".

وفي ذلك الصدد، أظهرت الأرقام الرسمية الصادرة هذا الأسبوع أن تضخم أسعار الغذاء آخذ في الارتفاع، ومن المتوقع أن تتسارع الزيادات في وقت لاحق من هذا العام، مما يزيد من حدة أزمة تكاليف المعيشة التي تهدد بتحويل 1.3 مليون شخص إلى الفقر المدقع، إذ ارتفع التضخم إلى 6.2 في المئة في فبراير (شباط) ويتوقع أن يتجاوز 8 في المئة مع حلول الخريف، ليسبب أسوأ انخفاض في مستويات المعيشة منذ فترة الخمسينيات من القرن العشرين، وسوف يضر ارتفاع أسعار الغذاء، الناتج من الحرب في أوكرانيا، بالأسر الأشد فقراً.

في صورة عامة، تمثل روسيا وأوكرانيا أكثر من 60 في المئة من الإمدادات العالمية من زيت عباد الشمس وثلث صادرات القمح، وعلى الرغم من استمرار روسيا في شحن بعض الكميات من القمح، إلا أن الصادرات من أوكرانيا توقفت تقريباً منذ أن شن فلاديمير بوتين هجومه قبل أربعة أسابيع.

وبالتالي، تتزايد المخاوف بشكل خاص بشأن إمدادات الزيوت النباتية من أوكرانيا، حيث ينبغي للمزارعين الآن أن يزرعوا محصول هذا العام، في حين يفكر بعض المزارعين في بيع بذورهم لأنهم لا يعتقدون أنهم سيتمكنون من حصادها، وفقاً لكايل هولاند، المحلل في موقع "مينتِك" Mintech، الذي يعتبر رائداً في تقديم أسعار وتحليلات حول السلع الغذائية.

ومن المتوقع أن يستبدل مزارعون أوكرانيون آخرون عباد الشمس الذي يجري تصديره في الغالب من أجل الربح، بالمحاصيل الأساسية التي تعين على البقاء على استمرارية الحياة كالشوفان، ويأتي ذلك في سياق حرب دموية لا تعرف الهوادة ولا توجد أي مؤشرات على نهايةٍ سريعةٍ لها. وتُترجَم تلك الأمور ارتفاعاً في الأسعار وعدم انتظام في الإمدادات المتعلقة ببعض الأطعمة للمستهلكين الأوروبيين. وقد ارتفعت أسعار زيت عباد الشمس إلى أكثر من الضعف منذ اندلاع الحرب. ويقدّر "مينتِك" أن لدى أوروبا إمدادات تكفي لثلاثة أسابيع.

ووفق لتقديرات الموقع نفسه، سوف ينخفض إجمالي المساحة العالمية للأراضي المزروعة بعباد الشمس هذا العام إلى النصف، "ويمكن أن يحول ذلك دون الوصول إلى السوق لفترة طويلة من الزمن"، وقد أوضح السيد هولاند إن إصلاح الضرر سيستغرق وقتا طويلاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سياق متصل، دفعت الأسعار المرتفعة المنتجين إلى شراء زيوت أخرى كزيت اللفت، لكن الحصاد الضعيف جعل الإمدادات صعبة، وارتفعت أسعار اللفت بـ90 في المئة خلال سنة. كذلك خففت حكومة المملكة المتحدة خلال الأسبوع الجاري القواعد الخاصة بالسماح لمنتجي الأغذية بالاستعاضة عن زيت عباد الشمس ببدائل له، من دون تحديث البيانات على العبوة.

وفي الوقت نفسه، انخفضت صادرات الأسمدة النيتروجينية أيضاً، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بمقدار خمسة أضعاف، ويشكل هذا النقص تهديداً للإنتاج الغذائي في مختلف أنحاء أوروبا، الأمر الذي قد يضعف قدرة القارة على تعويض الواردات من روسيا وأوكرانيا.

وفي تطور متصل، اتهمت "هيئة تجارة الأسمدة" في المملكة المتحدة الحكومة "بالتقليل من أهمية" أو سوء فهم خطورة الوضع. وبحسب رئيس قسم الأسمدة في "اتحاد الصناعات الزراعية"، جو جيلبرتسون، "نحن قلقون بشدة بشأن الأمن الغذائي". وطلب "اتحاد الصناعات الزراعية" عقد اجتماع مع وزير البيئة جورج يوستيس، لكن لم ينعقد أي اجتماع حتى الآن، وحذر جيلبرتسون من أن الوضع قد يتفاقم مع سعي الحكومات إلى فرض مزيد من العقوبات على روسيا.

وبالاسترجاع، بلغت مستويات مخزون القمح العالمية أدنى مستوى لها منذ عام 2006 في حين ارتفعت الأسعار بـ62 في المئة منذ يناير (كانون الثاني) 2022. وفي حين أن المملكة المتحدة لا تستورد كثيراً من القمح مباشرة من أوكرانيا أو روسيا، فإن أي انخفاض في الإمدادات العالمية ستكون له تداعيات عليها.

وحتى قبل الحرب، تعرضت هذه الإمدادات بالفعل لضغوط بسبب ضعف المحاصيل في الولايات المتحدة. وفي خطوة غير عادية، صرحت الصين أيضاً علناً أن لديها محصولاً سيئاً للغاية من القمح هذا العام.

وتخضع بكين للتدقيق بسبب بناء مخزونات هائلة من الحبوب بينما تكافح دول أخرى، لا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا، لاستيراد ما يكفي لإطعام مواطنيها.

وعلى نحوٍ مماثل، تتعرض إمدادات الحليب للضغوط. إذ حذرت شركة "آرلا فودز" Arla Foods، أكبر منتج للألبان في المملكة المتحدة، يوم الجمعة الماضي، من أن التكاليف تتزايد بمعدلات قياسية، ما يترك المزارعين يكافحون لتغطية النفقات، وتدعو شركة "آرلا فودز" إلى دفع رواتب أعلى للمزارعين لضمان قدرتهم على الحفاظ على تدفق الحليب.

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 25 مارس 2022.

© The Independent