Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذيرات أممية من بقاء المساعدات المنقذة للحياة بسوريا في طي النسيان

تعول الأمم المتحدة على الدعم السخي للمانحين لحل الأزمة المعيشية

العديد من السوريين يعانون شهرياً في سبيل البقاء على قيد الحياة لإطعام عائلاتهم (اندبندنت عربية)

تخشى المنظمات العاملة في المجال الإنساني والإغاثي من استمرار الواقع المرير للسوريين، ولم يُخفِ مسؤولون أمميون قلقاً يساورهم من تراجع الدعم المقدم للمدنيين وسط الظروف الاقتصادية والمعيشية المتردية، علاوة على القاطنين في مخيمات النزوح، والتي تفتقد إضافة لذلك الرعاية الصحية المناسبة.

التحذير من أزمة منسية

في غضون ذلك، حذرت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا، من تحول الأزمة السورية إلى "أزمة منسية، تضاف إلى قائمة الأزمات المنسية الأخرى، فملايين السوريين يعانون شهرياً في سبيل البقاء على قيد الحياة لإطعام عائلاتهم ولتوفير مستقبل لأطفالهم".

ولفتت النظر في اجتماع لمجلس الأمن عُقد أخيراً إلى ما يواجهه الناس من أزمة اقتصادية حادة، ومنها شح الوقود والافتقار للكهرباء، وتأثيرات ذلك على إيصال الخدمات الأساسية لقطاعات الصحة والتعليم والمياه، "أسعار الوقود والأغذية تزداد بشكل مطرد الشهر تلو الشهر، مما يجعل السلع الأساسية ومقومات الحياة الكريمة بعيدة المنال، إذ زادت أسعار الأغذية بين شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) بنسبة 18 في المئة".

ويشير الناشط الحقوقي، رضوان العلي، في حديثه لـ"اندبندنت عربية" إلى تأثير نشوب الحرب الأوكرانية منذ ثلاثة أشهر ماضية وما خلفته من أحداث ووقائع حرب مدمرة على الأوكرانيين جميعاً، جعلت أنظار العالم بأسره تتفحص المشهد في كييف وتراقبه بدقة، وهذا الأمر، بحسب قوله، أنسى المجتمع الدولي القضية السورية، والتي عمرها أكثر من عقد، من دون حلول. 

وأردف، "مخيمات العشوائيات، وعددها بالمئات، شمال غربي سوريا، خارج الاهتمام، وتفتقد الرعاية الصحية والغذائية، وهناك يتعرض قاطنو الخيام للمرض والجوع والبرد القارس شتاءً، قرابة 2,8 مليون نازح متمسك بأي بصيص أمل لأي حل سياسي ينهي رحلة اللجوء والعذاب بعيداً من أرضه وبيته، وجميعهم يملكون حق العودة إلى ممتلكاتهم الخاصة والعيش بها، والأمر بات ملحاً من مبدأ إنساني وأخلاقي".

التعويل على المانحين وسخائهم 

وتعول مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للتخفيف من أزمة السوريين مع دخولهم عامهم الثاني عشر، على الدعم السخي للمانحين وعلى تعاون السلطات، وقالت: "إن تجديد إذن العبور للأمم المتحدة عبر الحدود في يوليو (تموز) العام الماضي يظل أساساً لإنقاذ الأرواح في شمال غربي سوريا، والنداء للحفاظ على قرار مجلس الأمن 2585 وتوافق الآراء بشأن تجديده".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حين استمع مجلس الأمن في جلسته لإحاطة أدلت بها المديرة الإقليمية لمنظمة "كير" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نيرفانا شوكي، معربة عن قلق بالغ من وجود 60 في المئة من الناس باتوا يخفضون حصصهم الغذائية كي يتمكنوا من تغذية أطفالهم، "فضلاً عن تنازلهم بما يخص جودة الغذاء، لعدم قدرتهم على شراء الخضراوات أو زيت الطهي".

الجولة الثامنة لـ"الدستورية" 

في غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي للقيام بحل سياسي تفاوضي للأزمة السورية، بحسب بيان له بمناسبة مرور 11 عاماً على اندلاع الحرب الأهلية منتصف مارس (آذار) 2011، مؤكداً ضرورة "ضمان وصول أكبر للمساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات الناس في جميع أنحاء سوريا".

إزاء ذلك، يسعى المبعوث الأممي الخاص لسوريا، غير بيدرسون إلى إيجاد حالة من التوافق بين أطراف النزاع، معتمداً بذلك على قرار مجلس الأمن 2254 لإيجاد حل سياسي شامل، وكشف في جلسة مجلس الأمن الأخيرة عن أنه من الممكن انعقاد الجولة الثامنة بين 28 مايو (أيار) و3 يونيو (حزيران) المقبل. ولفت إلى "التحلي بالنية الإيجابية بين الوفود المشاركة وبها ستمضي العملية قدماً إلى الأمام".

وحذر بيدرسون من تأجيج الصراع الداخلي، والذي شهد تزايداً، بحسب وصفه، في الشمال الغربي واشتباكات مكثفة حول عفرين والشمال الشرقي، في ظل استمرار تبادل إطلاق الصواريخ والقصف على طول خطوط التماس علاوة على العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وما تسفر عن حوادث أمنية تستهدف المدنيين والعسكريين على حد سواء.

من جهته، لا يتوقع الناشط الحقوقي، رضوان العلي، أن اللجنة الدستورية ستفلح بإيجاد حل للأزمة السورية، قائلاً، "التوافق على دستور وقانون يحكم البلاد لن يحدث إلا قبل إيجاد حلول سياسية ومفاوضات بين جميع أطراف النزاع السوري للجلوس على طاولة واحدة، حتى الانخراط بهذه المفاوضات من قبل القوى الدولية اللاعبة على الساحة، وبعد الوصول إلى تسوية يمكن إنجاز قانون يحكم البلاد، ودون ذلك فهي جولات فاشلة ومضيعة للوقت".

ومع كل التحذيرات الأممية من ضرورة أن تبقى الأزمة السورية في الذاكرة، يرى مراقبون في ذلك الوقت أن المجتمع الدولي أمامه تحديات جسيمة، وليس مجدياً بالوقت ذاته إطالة الصراع إلى هذا الحد، وإلا مصير البلاد يتجه إلى مستقبل مجهول، لا سيما تقاسم أجزاء من الأراضي شمالاً وشرقاً، ووقعها تحت نفوذ فصائل وإدارات تسعى للتقسيم وتهدد وحدة البلاد.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير