Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المغرب ينقل الطاقة النظيفة إلى بريطانيا عبر الكابلات البحرية

وضعت الرباط في عام 2009 خطة طاقية جد طموحة لتحسين التغذية الكهربائية بحلول عام 2020

يتمتع المغرب بأقصر يوم شتاء، وتتوفر فيه أكثر من عشر ساعات من ضوء الشمس (أ ب)

يتجه المغرب إلى تصدير الطاقة النظيفة إلى المملكة المتحدة، وذلك عبر أطول كابل بحري في العالم تقوم بإنشائه شركة "إكس لينكس" البريطانية الناشئة، التي أطلقت أخيراً مناقصة لإجراء المسح الجيوفيزيائي والتقني لمشروع الخط الكهربائي البحري البالغ طوله 3800 كيلومتر، وتعتزم الشركة البريطانية إنشاء منطقة للطاقة الشمسية والريحية في جهة كلميم- واد نون الواقعة جنوب المغرب لنقل الطاقة النظيفة نحو بريطانيا.

مشروع غير مسبوق

وسيتم في جزء من المشروع، إنشاء محطة لتوليد التيار الكهربائي تعمل بطاقة الشمس والريح، في جهة كلميم واد نون الغنية بالطاقة المتجددة، على مساحة تُقدر بـ1500 كيلومتر مربع، وسيُعمَل على توصيل تلك المحطة حصرياً ببريطانيا عبر كابلات "أتش في دي سي" HVDC في عمق البحر، وبحسب شركة "إكس لينكس" فإن "المشروع الأول من نوعه" في العالم يُنتظَر أن ينتج 10.5 غيغاواط من الكهرباء الخالية من الكربون، لتوفير 3.6 غيغاواط من الطاقة الخضراء لمدة تزيد على 20 ساعة في المتوسط ​على مدى اليوم، وهو ما يكفي لتوفير طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة لأكثر من سبعة ملايين منزل بريطاني بحلول عام 2030، موضحةً أن المشروع بمجرد إنشائه سيكون قادراً على توفير ثمانية في المئة من احتياجات الكهرباء لبريطانيا.
وتضيف الشركة أنه إلى جانب إنتاج الطاقة من الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، ستضم "محطة كلميم" منشأة لبطاريات التخزين بسعة 20 غيغاوات/ساعة، من أجل ضمان تخزين كافٍ للطاقة، وضمان توصيلها بشكل مستمر ومضمون، موضحة أنه عندما ينخفض ​​توليد الطاقة المتجددة المحلية في المملكة المتحدة، بسبب انخفاض قوة الرياح وقصر فترات النهار، سيجني المشروع فوائد ساعات النهار الطويلة في المغرب وقوة الرياح، لتوفير مصدر طاقة خالٍ من الكربون. ويُرجَّح أن تبلغ تكلفة المشروع نحو 22 مليار دولار.

تفاصيل الربط
وسيتم ربط محطة إنتاج الطاقة الخضراء بالمغرب بمحطة الاستقبال ببريطانيا باستخدام أربعة كابلات، يبلغ طول كل واحد منها 3800 كيلومتر، وهي من أنظمة الكابلات البحرية المزدوجة 1.8 غيغاوات HVDC، بحيث سيتم وضعها في قعر البحر، انطلاقاً من المياه المغربية نحو موقع الشبكة في بريطانيا، مروراً بإسبانيا والبرتغال وفرنسا، ويتطلب إنتاج تلك الكمية الهائلة من الكابلات نحو 90 ألف طن متري من الفولاذ.
وسيتم وضع الكابل الأول في عام 2025 ليبدأ استخدامه في عام 2027، فيما سيتم وضع الكابلات الثلاثة الأخرى في عام 2029. وتضم المرحلة الأولى من المشروع، المزمع إجراؤها بين عامي 2025 و2027، ضخ الطاقة الخضراء المنتَجة في المغرب إلى منطقة ألفيرديسكوت، في ديفون الشمالية، الواقعة في الجنوب الغربي للمملكة المتحدة.
يُذكر أنه تم الانتهاء من تصميم السفينة التي ستُستخدم في مد الكابلات البحرية ورفعها وصيانتها، من أجل النقل المستقبلي للطاقة الكهربائية بين المغرب وبريطانيا، وتعمل شركة "إكس لينكس" بالتعاون مع "سولت شيب ديزاين" Salt Ship Design على اختيار حوض بناء السفن المناسب لبناء تلك السفينة. وتم إطلاق إجراءات المناقصة، لاختيار حوض بناء السفن المناسب بحلول نهاية الربع الثاني من عام 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه، قال رئيس شركة "إكس لينكس"، آلان ماذرز "ستكون سفينتنا، عند التسليم، أكثر سفن الكابلات تطوراً وكفاءة واحتراماً للبيئة في العالم، بفضل هذه السعة، سنكون قادرين على تلبية الطلب العالمي المتزايد على نشر كابلات أتش في دي سي HVDC ولملء الفراغ الحالي والمستقبلي في السوق".

لماذا المغرب؟

من جهته، وضع المغرب في عام 2009 خطة طاقية جد طموحة تهدف أن تشكل الطاقة المتجددة 42 في المئة من إجمالي الطاقة بالمملكة بحلول عام 2020. وبسبب تلك الخطة تضاعفت قدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية 16 ضعفاً، وزاد حجم الطاقة الريحية ستة أضعاف بحلول عام 2020، حيث شيّد المغرب العديد من محطات الطاقة النظيفة، أهمها مجمع "نور ورزازات"، أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم. كما تتجه الرباط إلى إنشاء مزيد من تلك المحطات لتحقيق الاكتفاء الطاقي الذاتي ومن ثم التصدير. وبذلك أصبح المغرب بلداً رائداً في مجال إنتاج الطاقة النظيفة على المستوى القاري.
وبحسب الباحث الاقتصادي محمد الشرقي، المتخصص في الطاقات المتجددة، فإن "المغرب سينتج في أفق عام 2030 ما يُقدَّر بـ2000 ميغاوات من الكهرباء الشمسية، و200 ميغاوات من الطاقة الريحية، و2000 ميغاوات من الطاقة الهيدروليكية، ما من شأنه تلبية الحاجات الطاقية للبلاد بمعدل 52 في المئة"، موضحاً أن "المملكة تتنعم بأشعة شمس استثنائية يصل مداها إلى 300 يوم في السنة".
من جانبها، أوضحت شركة "إكس لينكس" أن اختيارها المغرب ليكون شريكاً في مشروع الربط الطاقي يعود لكون هذا البلد "يستفيد من موارد الطاقة الشمسية والطاقة الريحية المثالية اللازمة لتطوير مشاريع متجددة، يمكن أن تضمن إنتاجاً مناسباً للطاقة على مدى العام"، مشيرة إلى أن "لدى المغرب ثالث أعلى إشعاع أفقي عالمي (GHI) في شمال أفريقيا، وهو أكبر بنسبة 20 في المئة من إسبانيا، وأكثر من ضعف نظيره في المملكة المتحدة". وأضافت الشركة البريطانية أن "المغرب يتمتع بأقصر يوم شتاء، ويوفر أكثر من عشر ساعات من ضوء الشمس، مما يساعد في توفير تعرفة الإنتاج التي تلبي احتياجات سوق الطاقة في المملكة المتحدة، بخاصة خلال فترات انخفاض إنتاج الرياح البحرية".
وأوضحت الشركة أن "الألواح الشمسية في المغرب تولّد طاقة أكثر بثلاثة أضعاف مما تنتجه في المملكة المتحدة، وأن الألواح الشمسية في المغرب ستولّد ما يصل إلى خمسة أضعاف الطاقة بين شهرَي يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) من تلك الموجودة في المملكة المتحدة.

المزيد من متابعات