Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كييف تتعرض للقصف خلال زيارة غوتيريش

بايدن يطلب 33 مليار دولار لدعم أوكرانيا متجاهلا تحذيرات موسكو ولندن تؤكد مقتل أول بريطاني في أوكرانيا

تعرّضت كييف لقصف مساء الخميس، 28 أبريل (نيسان)، في وقت كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يزورها، في أول ضربات من نوعها تستهدف العاصمة الأوكرانية منذ منتصف الشهر الجاري.

وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية نيراناً تلتهم طابقاً في أحد مباني العاصمة ونوافذ محطّمة، في حين انتشرت في المكان أعداد كبيرة من عناصر الأمن والإسعاف.

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، إن "العدو قصف كييف مساءً. ضربتان على حي شيفشينكوفسكي"، مضيفاً أن "المعلومات عن سقوط ضحايا لا تزال في طور التوضيح".

وكتب ميخايلو بودولياك، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني على "تويتر"، "قصف بالصواريخ على وسط كييف خلال الزيارة الرسمية لأنطونيو غوتيريش". وأضاف هازئاً، "بالأمس، كان يجلس خلف طاولة طويلة في الكرملين، واليوم انفجارات فوق رأسه".

في السياق نفسه، قال رئيس الإدارة الرئاسية أندريه يرماك، "هذا دليل على حاجتنا إلى انتصار سريع على روسيا وعلى وجوب أن يتحد كل العالم المتحضر حول أوكرانيا. علينا التحرك سريعاً. مزيد من الأسلحة، مزيد من الجهود الإنسانية، مزيد من المساعدة". ودعا إلى حرمان روسيا حقها في استخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر صحافي في كييف، أن مجلس الأمن الدولي "فشل في منع" الحرب في أوكرانيا و"إنهائها". وقال في حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن "مجلس الأمن فشل في القيام بكل ما يمكنه لمنع هذه الحرب ووضع حد لها"، مضيفاً أن هذا الأمر "يثير خيبة أمل كبيرة وإحباطاً وغضباً".

كما قال غوتيريش إن المنظمة الدولية تبذل قصارى جهدها لجعل الإجلاء من مصنع للصلب يتحصن فيه مقاتلون ومدنيون في مدينة ماريوبول ممكناً. وأضاف، "في الوقت الراهن لا يمكنني سوى أن أقول لكم إننا نبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك. لن أدخل في أي تعليقات يمكن أن تقوض هذه الإمكانية".

زيلينسكي قال من جهته، "أثق تمام الثقة، مثلما يعتقد كثير من أقارب المحاصرين (في مصنع الصلب) في آزوفستال، أن الأمين العام، ونحن (معه)، سيكون بإمكاننا تحقيق نتيجة جيدة".

33 مليار دولار

طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس، الخميس، 33 مليار دولار لدعم أوكرانيا، في تصعيد كبير لتمويل الولايات المتحدة للحرب ضد روسيا، معتبراً أن واشنطن لا يمكن أن تبقى على الحياد وأن تهديد الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي هو أمر "غير مسؤول" ويظهر "شعوراً باليأس" لدى موسكو بعد إخفاقات هجومها.

ويشمل طلب التمويل الضخم أكثر من 20 مليار دولار للأسلحة والذخيرة والمساعدات العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى 8.5 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية المباشرة للحكومة و ثلاثة مليارات دولار من المساعدات الإنسانية والأمن الغذائي.

وقال بايدن في البيت الأبيض، "نحن بحاجة إلى مشروع القانون هذا لدعم أوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية... تكلفة هذه المعركة ليست زهيدة لكن الرضوخ للعدوان سيكون أفدح ثمناً". وأضاف، "نحن لا نهاجم روسيا. نحن نساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة زودت كييف عشرة أسلحة مضادة للدبابات مقابل كل دبابة روسيا أرسلت إلى هذا البلد.

مسعى لتحويل أصول روسية مصادرة إلى أوكرانيا

ويسعى بايدن أيضاً إلى القدرة على الاستيلاء على المزيد من الأموال من النخبة الروسية الثرية لدفع ثمن المجهود الحربي. واقترح البيت الأبيض استخدام أصول صودرت من أوليغارشيين روس لتعويض أوكرانيا عن الأضرار الناجمة عن الهجوم الروسي.

وتعليقاً على التحذيرات الروسية من اندلاع حرب نووية، قال بايدن، "يجب ألا يدلي أحد بتعليقات لا معنى لها عن استخدام أسلحة نووية أو إمكان اللجوء إليها، هذا أمر غير مسؤول. هذا يظهر شعوراً باليأس لدى روسيا التي تواجه فشلها البائس مقارنةً بالأهداف الأولى" التي حددتها عند الهجوم على أوكرانيا.

وبعدما أوقفت موسكو إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا لعدم سداد مستحقات الغاز بالروبل الروسي، أكد الرئيس الأميركي أن بلاده لن تسمح لروسيا بأن تمارس "ابتزاز الغاز" للضغط على الحلفاء الأوروبيين والالتفاف على العقوبات التي فرضت عليها.

شولتز يؤيد مدّ أوكرانيا بأسلحة ثقيلة

وفيما تحذر روسيا الغرب من تبعات تسليح أوكرانيا، شكر المستشار الألماني أولاف شولتز، الخميس، برلمان بلاده لدعمه قرار إمداد كييف بأسلحة ثقيلة.

وشولتز الموجود في طوكيو في زيارة رسمية هي الأولى له إلى آسيا، لم يتطرّق إلى تصريحات الكرملين بشكل مباشر لكنه أشار إلى وجود خطة لتبديل إمدادات أرسلتها دول في أوروبا الشرقية إلى أوكرانيا سيجعل الأسلحة جاهزة للاستخدام بأسرع وقت ممكن.

واكتفت ألمانيا بتزويد كييف أسلحة دفاعية إلى أن أعلنت الحكومة الألمانية الثلاثاء تعديل توجّهها على هذا الصعيد في خطوة أقرّها الخميس المشرّعون الألمان. وقال شولتز خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني فوميا كيشيدا، "أنا ممتنّ للغاية للدعم الصريح الذي قدّمه البرلمان الألماني اليوم لسياسة حكومتي" بشأن الإمداد بأسلحة ثقيلة.

وكان شولتز قد قال في وقت سابق خلال منتدى اقتصادي، إن ألمانيا "تزوّد على نطاق واسع" مناطق النزاع المسلّح في أوكرانيا "أسلحة متطوّرة"، وإن برلين "وسّعت بشكل كبير لحلفائنا في وسط أوروبا وشرقها نطاق الدعم العسكري بما يمكّنهم من تزويد أوكرانيا سريعاً بالأسلحة".

وتعليقاً على التطورات التي شهدتها الأيام الأخيرة، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، للصحافيين، "هذا الميل لإغراق أوكرانيا بالأسلحة وخصوصاً الأسلحة الثقيلة يعد تصرفاً يهدد أمن القارة ويزعزع الاستقرار".

مقتل أول بريطاني في أوكرانيا

في غضون ذلك، قُتل مواطن بريطاني في أوكرانيا واعتبر آخر مفقوداً، وفق ما أفاد الخميس متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية.

وقال المتحدث، "يمكننا التأكيد أن مواطناً بريطانياً قتل في أوكرانيا ونقدم دعمنا إلى عائلته". وأضاف، "تم إبلاغنا أن مواطناً بريطانياً اعتبر مفقوداً"، مؤكداً "السعي الحثيث إلى مزيد من المعلومات" عن ذلك.

ولم تدلِ الخارجية بمعلومات إضافية عن هوية مواطنيها وما كانا يفعلان في أوكرانيا. لكن الإعلام البريطاني ذكر أنهما كانا يقاتلان كمتطوعين ضد القوات الروسية.

بعيد الهجوم الروسي، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تشكيل "لواء دولي" من المتطوعين الأجانب لمساعدة أوكرانيا. وعلى الرغم من أن السلطات البريطانية نصحت مواطنيها بعدم التوجه إلى هذا البلد للقتال، فإن بعضهم لم يمتثل لهذا الطلب.

وذكرت صحف بريطانية أن الرجل الذي قتل يدعى سكوت سيبلي. 

 

 

تبادل أسرى واتهام بسرقة حبوب

أعلنت كييف الخميس الإفراج عن 45 أوكرانياً في إطار عملية تبادل جديدة مع روسيا، من دون أن تكشف على عادتها عدد الروس الذين تم تسليمهم لموسكو.

وكتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، على "تلغرام"، "حصلت عملية تبادل جديدة للأسرى. اليوم، تم تحرير 45 من رجالنا من الأسر الروسي". وأوضحت أن هؤلاء هم 13 ضابطاً و20 جندياً بينهم خمسة جرحى، إضافةً إلى 12 مدنياً.

وحصلت عمليات تبادل عدة بين كييف وموسكو منذ الهجوم الروسي. وقبل أسبوع، أفادت كييف بأن 19 أوكرانياً عادوا إلى عائلاتهم بعد تبادل شمل 76 شخصاً.

كما اتهمت أوكرانيا روسيا بسرقة حبوب من أراض احتلتها، في تصرف قالت إنه زاد من التهديد للأمن الغذائي العالمي الناجم عن اضطرابات غرس البذور في الربيع وإغلاق الموانئ الأوكرانية خلال الحرب.

وفي رده على سؤال بشأن هذه الادعاءات، قال الكرملين إنه ليس لديه معلومات في هذا الصدد.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان مكتوب، إنها "تستنكر بشدة الأفعال الإجرامية للاتحاد الروسي فيما يسمى بمصادرة المحاصيل من المزارعين بإقليم خيرسون" في جنوب أوكرانيا. ولم تكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن السرقة المذكورة للحبوب بإقليم خيرسون الذي خضعت مدينته الرئيسة لاحتلال القوات الروسية منذ الأيام الأولى للحرب.

وقالت الوزارة، "نهب الحبوب من إقليم خيرسون وكذلك منع الشحنات من الوصول إلى الموانئ الأوكرانية وتلغيم خطوط الشحن يهدد الأمن الغذائي للعالم". وأضافت، "نطالب بتوقف روسيا عن سرقة الحبوب، رفع الحصار عن الموانئ، إعادة حرية الملاحة والسماح بمرور السفن التجارية".

روسيا للغرب: لا تختبروا صبرنا

وحذرت روسيا الغرب، الخميس، من أنه سيكون هناك رد عسكري قاس على أي هجوم آخر على الأراضي الروسية، متهمةً الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين الرئيسين بتحريض أوكرانيا علانيةً على مهاجمة روسيا، في حين أكدت كييف أنه "من حقها" ضرب أهداف عسكرية روسية.

وأسفر الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير (شباط)، عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين، وزاد المخاوف من أخطر مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. وبعد شهرين من بدء الهجوم، أبلغت روسيا في الأيام الأخيرة عما وصفته بسلسلة من الهجمات شنتها القوات الأوكرانية على مناطق روسية متاخمة لأوكرانيا، وحذرت من أن مثل هذه الهجمات تهدد بتصعيد كبير. كما قال شاهدان لـ"رويترز"، إن دوي انفجارين قويين سُمع الخميس في مدينة بيلغورود الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا.

ولم تعلن أوكرانيا المسؤولية بشكل مباشر عن تلك الهجمات، لكنها قالت إن الحوادث بمثابة دفع للثمن، بينما استاءت موسكو من تصريحات بريطانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بأن استهداف أوكرانيا بنية تحتية لوجستية للجيش الروسي هو أمر مشروع.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، للصحافيين في موسكو، "إنهم في الغرب يدعون كييف علانيةً لمهاجمة روسيا بما في ذلك باستخدام أسلحة تسلمتها من دول حلف شمال الأطلسي. لا أنصحكم باختبار صبرنا".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت الثلاثاء إنه إذا استمرت مثل هذه الهجمات، فإن موسكو ستستهدف مراكز صنع القرار في أوكرانيا، بما في ذلك تلك التي قالت إن مستشارين غربيين يساعدون كييف منها.

وقالت زاخاروفا، "يجب على كييف والعواصم الغربية أن تأخذ بيان وزارة الدفاع على محمل الجد بأن تحريض أوكرانيا على ضرب الأراضي الروسية سيؤدي بالتأكيد إلى رد قاس من روسيا". ووصفت زاخاروفا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه دمية في يد الغرب، تستخدمه الولايات المتحدة لتهديد روسيا. وقالت "يتم استغلالك".

واستبعدت الولايات المتحدة إرسال قوات أميركية أو من حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، لكن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين زودوا كييف بأسلحة مثل الطائرات المسيرة ومدفعية "هاوتزر" الثقيلة وصواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات وصواريخ "جافلين" المضادة للدبابات. وقال مسؤول أميركي إن إجمالي المساعدة الأمنية الأميركية لأوكرانيا منذ الهجوم بلغ حوالى 3.7 مليار دولار.

وفي ما يتعلق بمحادثات السلام بين موسكو وكييف، قالت زاخاروفا الخميس إن بلادها لم تتلقَ رداً بعد من أوكرانيا على أحدث مقترحاتها في هذا الشأن.

كييف: "من حقنا" ضرب أهداف عسكرية روسية

في المقابل، أكد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخاييلو بودولياك، الخميس، أن "من حق" أوكرانيا ضرب أهداف عسكرية روسية، ملمحاً بذلك إلى أن كييف قد تعمد إلى استهداف الأراضي الروسية.

وأوضح بودولياك في تغريدة، "روسيا تهاجم أوكرانيا وتقتل مدنيين. وستدافع أوكرانيا عن نفسها بكل الوسائل بما يشمل ضربات على مخازن وقواعد للقتلة الروس. العالم يعترف بهذا الحق".

وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الخميس، إن استهداف القوات الأوكرانية للوجيستيات روسية لعرقلة إمدادات الغذاء والوقود والذخيرة سيكون "أمراً مشروعاً بموجب القانون الدولي"، لكن من غير المرجح استعمال أسلحة بريطانية في ذلك.

لكن والاس أوضح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن أي أسلحة بعيدة المدى لن تأتي على الأرجح من بريطانيا، لأن القوات الأوكرانية تستخدم قاذفات محمولة متنقلة بينما يطلقها الجيش البريطاني من الجو أو البحر. وقال، "بالطبع بريطانيا تساعد أوكرانيا وتعثر لها على مدفعية تستخدمها بالأساس داخل أوكرانيا ضد قوات روسية".

ونفى والاس أن يكون حلف شمال الأطلسي قد تورط في حرب بالوكالة مع روسيا، لكنه قال إن الغرب سيمد أوكرانيا بدعم متزايد إذا تواصلت الهجمات الروسية. وقال لراديو "تايمز"، "في بعض الأحيان سيشمل ذلك طائرات ودبابات".

بريطانيا ترغب بتحرير "كل أوكرانيا"

وبعد تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس التي قالت إنه يجب تحرير "كل أوكرانيا"، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، قال والاس إن ذلك يتماشى مع المواقف الغربية منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014. وقال لشبكة "سكاي نيوز"، "قلنا باستمرار إن على روسيا أن تغادر الأراضي الخاضعة لسيادة أوكرانيا، وهذا لم يتغير".

ورداً على سؤال حول إذا ما كانت المملكة المتحدة ستدعم أوكرانيا عسكرياً في أي هجوم لاستعادة شبه جزيرة القرم، أكد والاس أنه "ما زال هناك طريق طويل يجب قطعه" قبل دخول القوات الأوكرانية القرم. وأضاف، "نحن ندعم وحدة أوكرانيا وسيادتها وهذا يشمل بالطبع القرم"، لكن "قبل كل شيء، دعونا نخرج روسيا من مكانها الآن في خطة غزوها".

وكانت تراس أكدت أمام جمهور من الدبلوماسيين ورجال الأعمال الأربعاء، أن بريطانيا "ضاعفت" دعمها لأوكرانيا. وقالت، "سنواصل المضي قدماً وبشكل أسرع لدفع روسيا للخروج من أوكرانيا بأكملها"، داعيةً الغربيين إلى زيادة الإنتاج العسكري بما في ذلك الدبابات والطائرات لمساعدة كييف.

وكرر بن والاس أن الدبابات والطائرات المقاتلة البريطانية لن تذهب مباشرةً إلى أوكرانيا ولكنها ستحل محل معدات تعود إلى الحقبة السوفياتية أرسلتها دول مثل بولندا.

وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يمهد الطريق" لإعلان مهم بمناسبة "يوم النصر" في الحرب العالمية الثانية في التاسع من مايو (أيار). وأكد والاس لهيئة "بي بي سي" أيضاً، أنه سيكون على بوتين "أن يعترف إذا كان يريد تعزيز التعبئة في صفوف الشعب الروسي" بأن هذا الشعب "في حالة حرب"، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي يستخدم عبارة "عملية عسكرية خاصة" لوصف الهجوم. وأضاف، "لا يمكنه الاعتراف بذلك والقول ’أخطأت‘ لذلك سيكون عليه الاعتراف عبر محاولته تحميل الآخرين المسؤولية"، وخصوصاً حلف شمال الأطلسي.

 

 

بوتين يصعّد

وكان الرئيس الروسي قد حذّر من رد صاعق إذا تدخلت دول في أوكرانيا. وطلبت روسيا من الولايات المتحدة الكف عن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، قائلةً إن وصول شحنات أسلحة كبيرة من الغرب يشعل الصراع.

وفي كلمة إلى نواب البرلمان في سانت بطرسبرغ الأربعاء، قال بوتين إن الغرب يريد تقسيم روسيا إلى أجزاء ودفع أوكرانيا للدخول في صراع مع موسكو. وذكر في كلمة مصورة نشرتها وسائل إعلام روسية، "إذا كان هناك من يعتزم التدخل في الأحداث الجارية من الخارج وخلق تهديدات استراتيجية لروسيا فهذا غير مقبول بالنسبة إلينا. عليهم أن يعلموا أن ردنا سيكون صاعقاً". وأضاف، "نملك الأدوات كافة لذلك، أشياء لا يمكن لغيرنا التفاخر بامتلاكها الآن، ونحن لن نتفاخر لكننا سنستخدمها إذا تطلب الأمر. وأريد أن يعلم الجميع ذلك".

ستولتنبرغ: مستعدون لدعم كييف في حرب تستمر سنوات

في الأثناء، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الخميس، إن الحلف مستعد لمواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا في الحرب مع روسيا لسنوات، بما في ذلك مساعدة كييف في التحول من منظومات أسلحة الحقبة السوفياتية إلى الأسلحة والمنظومات الغربية الحديثة.

كما قال ستولتنبرغ إن فنلندا والسويد ستتمكنان من الانضمام بسرعة لحلف شمال الأطلسي إذا قررتا طلب العضوية في التحالف العسكري الغربي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف للصحافيين في بروكسل، "إذا قررتا طلب الانضمام، فستكون فنلندا والسويد محل ترحيب دافئ وأتوقع أن تكون وتيرة العملية سريعة". وأشار إلى أنه يعتزم التحدث مع الرئيس الفنلندي في وقت لاحق الخميس.

وأضاف أنه متأكد من أن ترتيبات يمكن القيام بها للفترة الانتقالية بين التقدم بالطلب من الدولتين ولحين التصديق الرسمي في برلمانات الدول الأعضاء في الحلف وعددها 30. وقال، "أنا واثق من أن هناك سبل لتخطي الفترة الانتقالية بطريقة جيدة بما يكفي وتكون مقبولة لفنلندا والسويد".

ولروسيا حدود طولها 1300 كيلومتر مع فنلندا. وقالت موسكو من قبل إنها ستنشر أسلحة نووية وصواريخ سرعتها تفوق سرعة الصوت في كالينينغراد إذا انضمت الدولتان للحلف.

"أكثر من 8 آلاف جريمة حرب محتملة"

وفي كييف، أكدت المدعية العامة إيرينا فينيديكتوفا، الخميس، أن المحققين الأوكرانيين حددوا "أكثر من ثمانية آلاف حالة" من جرائم الحرب المحتملة منذ بدء الهجوم الروسي. وقالت في مقابلة مع "دويتشي فيلي" الألمانية، "لدينا الآن أكثر من ثمانية آلاف حالة".

كما وجهت الخميس إلى عشرة جنود روس تهمة ارتكاب جرائم محتملة في بوتشا، إحدى ضواحي العاصمة الأوكرانية، وفق ما أعلن المدعي العام الأوكراني عبر "تلغرام".

وأوضح المدعي العام، "وجهت التهمة إلى 10 جنود من الكتيبة الروسية المؤللة 64 على ارتباط بمعاملة مدنيين بوحشية وانتهاكات أخرى لقانون الحرب وأعرافها". وأفاد المدعي بأن العسكريين الروس، خلال احتلالهم بوتشا في مارس (آذار)، "احتجزوا مدنيين لم يكونوا مشاركين في العمليات القتالية فضلاً عن كونهم غير مسلحين. وامتنع المحتلون عن تزويدهم الطعام والشراب". وأضاف، "دفعهم المشتبه بهم الى أن يجثوا على ركبهم وعصبوا عيونهم بقماش وورق لاصق وقيدوا أيديهم بأصفاد بلاستيك وهددوا بقتلهم عبر إطلاق النار عمداً في اتجاههم".

وتابع المدعي، "بهدف الحصول على معلومات عن أماكن وجود الجنود الأوكرانيين، وفي حالة غير مبررة، تسبب العسكريون الروس بإصابات للمدنيين. تعرض (هؤلاء) للكم والضرب" في أنحاء مختلفة من أجسامهم، لافتاً إلى أن "المحتلين نهبوا كذلك السكان المحليين واستولوا على مقتنياتهم الشخصية والمنزلية". وأشار المدعي العام إلى أن الجنود العشرة قيد الملاحقة بهدف اعتقالهم وإحالتهم على القضاء.

دعوة من غوتيريش لروسيا  

ومن أوكرانيا، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، عند وصوله إلى بوروديانكا في ضواحي كييف حيث يتهم الأوكرانيون الروس بارتكاب فظاعات خلال احتلالهم المنطقة في مارس (آذار) الماضي، أن "الحرب في القرن الحادي والعشرين عبثية".

وقال غوتيريش الذي يقوم بأول زيارة له إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي، أمام المباني المدمرة، "أتخيل عائلتي في أحد هذه المنازل، أرى أحفادي يركضون مذعورين. الحرب عبثية في القرن الحادي والعشرين، أي حرب غير مقبولة في القرن الحادي والعشرين".

وفي تطور لافت، دعا غوتيريش روسيا إلى "قبول التعاون" مع تحقيق المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم حرب محتملة قد تكون ارتكبت في أوكرانيا. وقال خلال زيارته إلى بوتشا في ضاحية كييف حيث يتهم الأوكرانيون الروس بارتكاب مجازر في حق مدنيين خلال احتلالهم المدينة، "حين نرى هذا الموقع الرهيب، أرى كم هو من المهم إجراء تحقيق كامل وتحديد المسؤوليات"، مضيفاً "أدعو روسيا إلى قبول التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية".

زيلينسكي يطالب بوقف التجارة مع روسيا

وبينما تواصل روسيا هجومها العسكري في شرق وجنوب أوكرانيا، يهدد صراعها الاقتصادي مع الغرب إمدادات الغاز إلى أوروبا ويقوض الاقتصاد الروسي الذي يواجه أسوأ أزمة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في عام 1991.

وقالت أوكرانيا إنه يتعين على أوروبا وقف اعتمادها على روسيا في التجارة بعدما أوقفت موسكو إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا لعدم سداد مستحقات الغاز بالروبل الروسي.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت متأخر الأربعاء، "كلما كان إدراك الجميع في أوروبا أنهم لا يستطيعون الاعتماد على روسيا في التجارة سريعاً، كانت إمكانية ضمان استقرار الأسواق الأوروبية أسرع".

وتأمل ألمانيا، أكبر مشتر للطاقة الروسية، في وقف استيراد النفط الروسي في غضون أيام، لكنها حذرت من أن فرض حظر على الطاقة الروسية أو حصارها سيدفع أكبر اقتصاد أوروبي نحو الكساد.

وتستضيف فرنسا اجتماعاً لوزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي في الثاني من مايو (أيار) المقبل.

 

1150 جثة وفرار أكثر من 5.4 مليون

من جهة أخرى، قالت الشرطة الأوكرانية الخميس إنه تم العثور على 1150 جثة لمدنيين في منطقة كييف منذ أن بدأت روسيا هجومها، وإن ما بين 50 و70 في المئة منها بها جروح إصابات طلقات نارية من أسلحة خفيفة.

وأضاف قائد شرطة منطقة كييف أندري نيبيتوف، في تسجيل مصور على "تويتر"، أن أغلب الجثث تم العثور عليها في بلدة بوتشا التي وجدت بها مئات الجثث منذ انسحاب القوات الروسية.

ونفت روسيا استهداف المدنيين ووصفت زعم أوكرانيا أن القوات الروسية أعدمت مدنيين في بوتشا بأنه تلفيق يهدف لتشويه سمعة الجيش الروسي.

هذا وفر نحو 5.4 مليون أوكراني من بلدهم منذ بدء الحرب، وفق تعداد نشرته الخميس مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وتراجعت الوتيرة بشكل ملحوظ منذ مارس، إلا أن الأمم المتحدة تتوقع أن يزيد عددهم بنحو ثلاثة ملايين بحلول نهاية السنة الحالية.

وبحسب المفوضية، بلغ عدد الأوكرانيين الذين غادروا بلادهم 5372854 شخصاً، بزيادة قدرها 55635 شخصاً مقارنة بالحصيلة المعلنة الأربعاء.

جرائم حرب

وفي سياق متصل، صوت أعضاء البرلمان الكندي بالإجماع الأربعاء لصالح وصف الهجمات الروسية في أوكرانيا بأنها "إبادة جماعية"، وقال أعضاء في البرلمان إن ثمة "أدلة وافرة على جرائم حرب ضد الإنسانية ممنهجة وواسعة النطاق" ترتكبها روسيا.

وذكر البرلمان الكندي أن جرائم الحرب الروسية تشمل الأعمال الوحشية الجماعية وقتل المدنيين عن عمد وتشويه الجثث ونقل الأطفال قسراً والتعذيب والإيذاء البدني والنفسي والاغتصاب.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين.

وفي وقت لاحق الخميس، قالت روسيا إنها فرضت حظراً على دخول ما يقرب من 600 كندي من بينهم رئيس الوزراء جاستن ترودو بسبب ما وصفته بأنه "أعمال عدائية" من جانب القيادة الكندية.

وكان اسم كريستيا فريلاند، نائبة رئيس الوزراء، أيضاً من بين 592 اسماً أدرجوا في قائمة الممنوعين من السفر إلى روسيا، في خطوة رمزية إلى حد بعيد.

ميدانياً

قالت وزارة الدفاع الروسية الخميس، إن الجيش أطلق صواريخ على ستة مستودعات أسلحة ووقود في أوكرانيا فدمرها. وأضافت الوزارة أن روسيا قصفت 76 منشأة عسكرية أوكرانية.

ولم يصدر أي رد فعل بعد من أوكرانيا على التصريحات الروسية التي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.

وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير الخميس، إن الولايات المتحدة ترى مؤشرات إلى أن بعض القوات الروسية تغادر مدينة ماريوبول الأوكرانية متجهة نحو الشمال الغربي بينما لا يزال القتال مستمراً للسيطرة على المدينة الساحلية.

أضاف المسؤول، الذي اشترط عدم كشف هويته، أنه إضافة إلى تدريب القوات الأوكرانية على مدافع الـ"هاوتزر"، يستمر التدريب خارج أوكرانيا على نظام رادار متنقل وناقلات جند مدرعة طراز "إم 113". وتابع، "لن أذكر بالتفصيل الدولة أو المكان الذي يجري فيه ذلك التدريب".

وذكرت السلطات أن دوي انفجارات سُمع في ثلاثة أقاليم روسية متاخمة للحدود الأوكرانية الأربعاء، في حين شبت النيران في مخزن للذخيرة في إقليم بلغورود.

وذكر مساعد لرئيس بلدية ماريوبول المدمرة، أن القوات الروسية جددت هجماتها على مصنع آزوفستال للصلب حيث يتحصن مقاتلون وبعض المدنيين.

كما زادت المخاوف من احتمال امتداد الصراع إلى مولدوفا المجاورة، حيث اتهم انفصاليون موالون لروسيا أوكرانيا بشن هجمات هذا الأسبوع على منطقتهم التي تنتشر فيها قوات روسية منذ التسعينيات.

وفي خيرسون، قال كيريل سترموسوف، مسؤول من لجنة موالية لروسيا تطلق على نفسها "الإدرة العسكرية المدنية"، لوكالة الإعلام الروسية، إن المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا ستبدأ استخدام الروبل الروسي بدءاً من أول مايو.

وذكرت الوكالة أن سترموسوف أشار إلى أن التحول إلى الروبل الروسي سيستغرق ما يصل إلى أربعة أشهر، وخلال هذه الفترة سيجري استخدامه جنباً إلى جنب مع العملة الأوكرانية.

وقالت روسياالثلاثاء إنها سيطرت بالكامل على منطقة خيرسون ذات الأهمية الاستراتيجية حيث تشمل جزءاً من الطريق البري الواصل بين شبه جزيرة القرم والمناطق الانفصالية المدعومة من روسيا في الشرق.

وتقول السلطات المحلية في أوكرانيا إن روسيا عينت رئيس بلدية تابعاً لها في مدينة خيرسون وسيطرت على المقرات المحلية، لتكون بذلك أول مركز حضري كبير يسيطر عليه الروس منذ الهجوم على أوكرانيا.

الأسطول الروسي ناشط في البحر الأسود

وقالت وزارة الدفاع البريطانية الخميس إن الأسطول الروسي في البحر الأسود ما زال قادراً على ضرب أهداف أوكرانية وساحلية، على الرغم من خسارته سفينة الإنزال "ساراتوف" والطراد "موسكفا".

وقالت الوزارة على "تويتر" إن حوالى 20 قطعة تابعة للبحرية الروسية، تشمل غواصات، موجودة في منطقة عمليات البحر الأسود.

وأضافت في نشرتها الدورية، "مضيق البوسفور لا يزال مغلقاً أمام جميع السفن الحربية غير التركية مما يجعل روسيا غير قادرة على استبدال الطراد موسكفا الذي خسرته في البحر الأسود".

مستوى الإشعاع "آمن" في مناطق حفر بتشرنوبل

قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، إن مستويات الإشعاع مرتفعة في جزء من المنطقة المحظورة في محطة تشرنوبل، حيث تقول أوكرانيا إن القوات الروسية حفرت خنادق في التربة الشديدة التلوث لكن المستويات لا تزال في النطاق الآمن.

وتوجه غروسي إلى تشرنوبل هذا الأسبوع مع موظفي الوكالة لإحضار المعدات والتحقق من مستويات الإشعاع في الموقع الذي يشمل مرافق نفايات مشعة قرب محطة الطاقة المعطلة حالياً والتي تعرضت في عام 1986 لأسوأ كارثة نووية في العالم.

وقال غروسي في مؤتمر صحافي، "حدثت زيادة (في مستويات الإشعاع) لكن هذه الزيادة لا تزال أقل بكثير من المستويات المسموح بها للعاملين في بيئة بها مثل هذا النوع من الإشعاع".

ولم يصف غروسي أعمال الحفر بالقرب مما يسمى الغابة الحمراء الشديدة التلوث بمزيد من التفصيل، لكنه قال إنها ربما كانت من عمل القوات الروسية التي احتلت تشرنوبل.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات