Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خبير في شؤون اوكرانيا يقدم ادلة "مقلقة جدا" حول تصرفات الرئيس

مسؤولون اميركيون ضغطوا على اوكرانيا كي تحقق مع جو بايدن مقابل لقاء مع ترمب. هل تعززت فرص عزله؟

تحت قبة الكونغرس، تتكشف وقائع كثيرة بشأن تعاملات الرئيس ترمب مع أوكرانيا (رويترز)

وصف الديمقراطيون الذين يقودون تحقيقا يهدف إلى عزل دونالد ترمب، تجاوزات مزعومة للسلطة في تعاملاته مع أوكرانيا، شهادة مسؤول أميركي برتبة عالية بأنّها "مقلقة جداً"، و"شديدة الإقناع" مع تهيؤ مجلس النواب للتصويت رسمياً على عزل الرئيس الأميركي.

وفي هذا الصدد، ذكرت كارولاين مالوني النائبة عن مدينة نيويورك ورئيسة "لجنة المراقبة في مجلس النواب" لقناة "أن بي سي نيوز " إنها وجدت ملاحظات ألكسندر فيندمان، "مقلقة جداً، جداً، جداً" خلال تقديمه شهادة أمام اللجنة، خلف أبواب مغلقة.

وبحسب إفادته، أظهر فيندمان "قلقه" مرتين" في البيت الأبيض بعد أن ناقش مسؤولون أميركيون من بينهم ترمب، الطلب من أوكرانيا إجراء تحقيق يخص نائب الرئيس السابق، جو بايدن، مقابل ترتيب لقاء مع ترمب والحصول على مساعدة عسكرية.

واستمع فيندمان، المحارب القديم في العراق والمقلد بوسام، إلى المكالمة الهاتفية التي جرت بين ترمب والرئيس الأوكراني فوليديمر زيلنسكي يوم 25 يوليو(تموز) الماضي، وقد باتت الآن في صميم التحقيق الهادف إلى عزل الرئيس الأميركي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، استهل فيندمان شهادته أمام لجنة التحقيق بالإشارة إلى أن غوردون سوندلاند سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي أخبر مسؤولين أوكرانيين، وبعض أعضاء حكومة ترمب، أن زيلنسكي يجب أن "ينفذ" تحقيقاً حول خصم ترمب السياسي مقابل لقائه الرئيس الأميركي.

وكذلك "شدد" سوندلاند على أن تحقق أوكرانيا مع بايدن وابنه هنتر الذي يحتل عضوية مجلس إدارة شركة "بوريسما" الأوكرانية للطاقة، بحسب مسودة الشهادة التي حصلت عليها صحيفة "نيويورك تايمز".

وقد أبلغ فيندمان الخبير في شؤون أوكرانيا بـ"مجلس الأمن القومي" والمستشار الأقدم فيه أيضاً، عن مخاوفه من أن تتسبب المكالمة الهاتفية في "تقويض الأمن القومي للولايات المتحدة".

وفي بيانه الاستهلالي أمام الكونغرس، أضاف فيندمان "كنت قلقاً من تلك المكالمة... لم أعتقد أنه من اللائق أن تطلب من حكومة أجنبية إجراء تحقيق مع مواطن أميركي، وكنت قلقاً من عواقب دعم الحكومة الأميركية لأوكرانيا. وقد أَدْرَكْتُ أنه إذا أجرت أوكرانيا تحقيقاً يتعلق بالأب بايدن وابنه وشركة "بوريسما"، فمن المرجح أن يؤوَّل ذلك باعتباره تصرفاً منحازاً (للحزب الجمهوري) ما سيؤدي من دون شك إلى فقدان أوكرانيا دعم الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) الذي ظلت محتفظة به حتى الآن".

بعد نشر شهادة فيندمان، ظل الرئيس الأميركي يكرر مزاعمه بأن التحقيق الهادف إلى عزله يشكّل نوعاً من "مطاردة الساحرات" (يستعمل هذا التعبير في الإشارة الى ممارسات محاكم التفتيش في القرون الوسطى في أوروبا).

وفي هذا الصدد، أعرب ترمب عن اعتقاده بأنه "إذا افترضنا، وفق الإعلام الفاسد، أن مكالمة أوكرانيا تسببت في "قلق" شاهد ضد ترمب. هل كان موجوداً عند إجرائي المكالمة نفسها؟ هذا مستحيل! أرجوكم أطبلوا منه أن يقرأ محضر المكالمة... إنها مطاردة الساحرات!".

وتجدر الإشارة إلى أن فيندمان الذي شارك في حرب العراق، ومنِح وسام "القلب الأرجواني" بعد إصابته نتيجة انفجار قنبلة مزروعة على جانب الطريق، هو أصلاً مهاجر أوكراني هربت أسرته من الاتحاد السوفياتي واستقرت في مدينة نيويورك 1979.

وقد أثار الجمهوريون الذين يسعون إلى تقويض التحقيق، تساؤلات حول خلفية فيندمان، بينما ظلوا يوبخون الديمقراطيين على مساعيهم في عزل الرئيس ترمب.

بيد أن "الزاوية الطريفة" في إفادة فيندمان، بالنسبة إلى الإعلامية ومقدمة البرامج على قناة "فوكس نيوز" لورا إنجراهام، ليست شهادته حول اجتماعاته مع مسؤولين في البيت الأبيض بل كونها جاءت من "مسؤول أمني يقدم استشاراته حول أوكرانيا، بينما يعمل داخل البيت الأبيض، ضد مصلحة الرئيس... شيء طبيعي أنهما كانا يتكلمان مع بعضهما البعض بالإنجليزية".

في ذلك السياق، ذكر جون يو، المسؤول السابق في إدارة جورج دبليو بوش، في حديث مع إنجراهام على شاشة "فوكس نيوز"، إنه من الممكن اعتبار دور فيندمان "تجسسيّاً".

وقد التحق فيندمان بـ"مجلس الأمن القومي" في البيت الأبيض في 2018، وكان يقدم تقاريره لفيونا هيل، التي عملت تحت إمرة مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون.

وقد حاجج بأن وجود "أوكرانيا قوية ومستقلة يخدم مصالح الأمن القومي الأميركي لأن أوكرانيا دولة تقع على الخطوط الأمامية والمعقل القوي ضد عدوان روسيا".

وفي أوائل هذه السنة، ذكر فيندمان أيضاً إنه "أصبح على دراية بوجود مؤثرين أجانب يروجون سردية زائفة عن أوكرانيا لا تتوافق مع الآراء المتفق عليها بالإجماع لدى جميع الوكالات في المؤسسة السياسية الأميركية".

وكذلك ذكر في بيانه الاستهلالي إن "هذه السردية مؤذية لسياسة الحكومة الأميركية... ففي الوقت الذي أصبحنا أنا والزملاء من وكالات متعددة أكثر تفاؤلاً حول آفاق أوكرانيا المستقبلية، قوّضت هذه السردية البديلة جهود حكومة الولايات المتحدة لتوسيع التعاون مع أوكرانيا".

بعد انتخاب زيلنسكي رئيسا لأوكرانيا في أبريل(نيسان) 2019، تنصَّت فيندمان إلى مكالمة ترمب الهاتفية التي هنأ فيها رئيس أوكرانيا الجديد. وكانت المكالمة "إيجابية" وقد دعا ترمب فيها زيلنسكي إلى زيارة البيت الأبيض، بحسب فيندمان. وفي مايو(أيار) الماضي، كان في عداد وفد ذهب إلى أوكرانيا لحضور حفل تنصيب زيلنسكي.

ويوم 10 يوليو 2019، قبل أسبوعين من المكالمة التي جرت بين الرئيسين، زار وزير الدفاع الأوكراني واشنطن لمقابلة سوندلاند وبولتون ومبعثوت وزارة الخارجية كيرت فولكر ووزير الطاقة الأميركي ريك بيري.

ووفق فيندمان، سار اللقاء بشكل جيد "إلى أن تطرق الوفد الأوكراني إلى موضوع لقاء الرئيسين ترمب وزيلنسكي".

وأفاد فيندمان بأن سوندلاند اقترح أن تقوم أوكرانيا بـ"تحقيق محدد" قبل ترتيب لقاء القمة، ثم قطع بولتون "الاجتماع قبل الأوان".

بعد اللقاء، زعم فيندمان أن سوندلاند "شدد على أهمية أن تنفذ أوكرانيا التحقيقات حول بايدن وابنه وشركة بوريسما قبل انتخابات 2020".

في تلك اللحظة، قال فيندمان لسوندلاند، إن "تصريحاته غير لائقة، لأن طلبه إجراء تحقيق حول بايدن وابنه، ليس له صلة بالأمن القومي، وتحقيقات كهذه ليست من الأمور التي يضطلع "مجلس الأمن القومي" بها أو يضغط لتنفيذها".

وكذلك ذكرت هيل لسوندلاند خلال استضافتها له إنّ "أقواله غير لائقة" بحسب فيندمان، الذي أعلم المستشار الأقدم في "مجلس الأمن القومي" بما دار بينهما. بعد مكالمة يوليو بين الرئيسين، كتب فيندمان تقريرا آخر لمستشار مجلس الأمن القومي الأقدم.

© The Independent

المزيد من تحلیل