Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لاجئو أميركا اللاتينية يسـألون: لما لا يعاملنا الأميركيون أسوة بالأوكرانيين؟

التناقض صارخ في مراكز الإيواء عند الحدود والآمال التي علقت على إدارة بايدن تخيب

طفلة في مركز "موفيميينتو خوفنتود 2000" لإيواء اللاجئين عند الحدود الأميركية (أ ف ب)

يصل آلاف اللاجئين من دول أميركا اللاتينية إلى مدينة تيخوانا المكسيكية كل عام آملين في عبور الحدود يوماً ما إلى الولايات المتحدة. لكن يتساءل كثيرون منهم عن أسباب عدم تلقيهم المعاملة ذاتها التي يتمتع بها اللاجئون الأوكرانيون الذين يعبرون الحدود نفسها من دون تأخير.

ويقول مكسيكي عمره 44 سنة، طلب الإشارة إليه بحرف "أل"، "لماذا نحن، جيران الولايات المتحدة، لا نعطى الفرصة نفسها لطلب اللجوء؟ جئنا إلى هنا هرباً من الشيء نفسه تقريباً".

وبسبب الحرب في بلادهم، منح الأوكرانيون إذناً إنسانياً خاصاً لدخول الولايات المتحدة. وأعلنت واشنطن الشهر الماضي أنها ستستقبل ما يصل إلى 100 ألف لاجئ منهم.

وتوجه آلاف الأوكرانيين جواً إلى تيخوانا لعبور الحدود البرية مع الولايات المتحدة، إذ إن ذلك أسهل من الحصول على تأشيرة ضرورية للدخول على متن رحلات جوية مباشرة.

ويقول متطوعون في تيخوانا وفي بلدة سان إيزيدرو الأميركية المجاورة، إن الأوكرانيين ينتظرون بمعدل يومين أو ثلاثة بعد وصولهم لعبور الحدود عن طريق نقطة دخول مخصصة لهم فقط.

"الجميع يستحق فرصة"

وقالت زوجة "أل" دامعة، "أعتقد أن الجميع يستحق فرصة". وفر الزوجان من بلدتهما إيرابواتو بوسط المكسيك مع أطفالهما الثلاثة، حاملين معهم قطعة واحدة من الملابس، بعد أن قام أفراد يعتقد أنهم عناصر عصابة بإحراق منزلهم والمخبز الذي كانوا يعتاشون منه.

وكانت الزوجة تحدق في الأرض ممسكة ورقة بيديها المرتجفتين، وتتحدث بتردد لوكالة الصحافة الفرنسية. وامتنعت عن إعطاء اسمها خشية حصول مكروه لها أو لأسرتها. وقالت، "لم نأتِ هنا باختيارنا إنما بدافع الضرورة، تحملنا الكثير من العنف".

وأضافت "نريد أن نقدم لهم حياة أفضل"، مشيرة إلى أطفالها الذين يعيشون في واحدة من الخيم العديدة التي أقيمت في مركز "موفيميينتو خوفنتود 2000" (حركة الشباب 2000) للإيواء.

وتقيم العائلة على بعد مسافة قصيرة عن منشأة "بينيتو خواريز" الرياضية التي باتت نقطة انطلاق لآلاف الأوكرانيين. وتساءلت الوالدة، "لماذا لا يعطوننا فرصة؟".

إحباط مقابل أمل

والتناقض الصارخ بين مركزي الإيواء بالغ الوضوح. فالأجواء في مركز "موفيميينتو خوفنتود 2000" مثقلة بالإحباط والحزن، فيما يسود الارتياح والأمل مركز "بينيتو خواريز".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأنشأ المتطوعون في مركز الإيواء الأوكراني قاعدة بيانات لتسجيل أعداد طالبي اللجوء الذين يصلون بوتيرة متسارعة. وبحلول بعد ظهر السبت، التاسع من أبريل (نيسان)، كان أكثر من 1600 أوكراني قد تسجلوا.

وفي "موفيميينتو خوفنتود 2000"، تنتظر بعض العائلات منذ أكثر من ستة أشهر حصول تغيير في إجراءات الحدود تسمح لهم بالتقدم بطلب لجوء.

ومن بينهم الهندوراسية "آر"، التي امتنعت عن إعطاء اسمها الكامل، ولديها خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وتسع سنوات. وقالت إن عائلتها أجبرت على مغادرة المدينة قبل ثماني سنوات وبأن زوجها الصحافي هوجم.

وفروا إلى غواتيمالا حيث تلقى الزوج علاجاً طبياً، لكنهم أدركوا أن ليس بإمكانهم المكوث بعدما قتل أحد الأطباء الذين كانوا يعالجون زوجها.

آمال معقودة على بايدن

وفشلت محاولة أخرى للعائلة لإعادة بناء حياتها في المكسيك عندما اجتاحت فيضانات منزلها الجديد، فتوجهت إلى الحدود الأميركية متشجعةً بانتخاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

وقالت "آر"، "واظبنا على تقديم طلبات لجوء منذ أن ذهبنا إلى غواتيمالا، ولكن مر وقت طويل وما زلنا ننتظر". وكانت تتحدث جالسة على وعاء بلاستيكي قرب الخيمة التي تنام فيها الأسرة منذ أشهر. ومشى أصغر أبنائها خطواته الأولى بين الخيم.

ومثل الأوكرانيين "هربنا نحن أيضاً"، على حد قولها. وأضافت، "الأمر مختلف لكنها حرب تقريباً مع العصابات... لا يمكننا العودة".

وبفضل تبرعات من جانبي الحدود، تمكن متطوعون أوكرانيون من إقامة مساحة لعب للأطفال في مركز الإيواء، حيث يجدون أقلام تلوين وكتباً.

التحلي بالصبر

وفي الجوار، ليس للأطفال الهايتيين والمكسيكيين وسواهم من دول أميركا الوسطى أي مساحة مخصصة للعب، ويأتي إليهم مرتين أسبوعياً موظفون من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومتطوعون منفردون.

وتقول المعلمة نيلي كانتو، المشاركة في ذلك الجهد، إنه طلب منها المساعدة في مركز إيواء الأوكرانيين لكنها امتنعت عن ذلك.

وقالت، "إضافة إلى حاجز اللغة، فضلت البقاء هنا لأن الأطفال بحاجة إليَّ. لقد عانوا كثيراً ويتلقون القليل من الدعم. هذه حرب أيضاً".

ويقيم نحو 125 شخصاً غالبيتهم من هايتي ودول أميركا الوسطى، في المركز الذي يعمل فيه ستة أشخاص، بحسب قول مديره خوسيه ماريا غارسيا. ويضيف، "نحاول أن نشرح لهم بأن عليهم التحلي بالصبر".

المزيد من تقارير