Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

8 شخصيات تحكم "اليمن الجديد"... فمن هي؟

خلفيات تاريخية وسياسة مختلفة والتقاء ضد المشروع الحوثي

أعضاء مجلس الرئاسة بجوار رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك في الجلسة الختامية لمشاورات الرياض (اندبندنت عربية - هشام الشبيلي)

بعد أن نقل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كامل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي، منهياً بذلك 10 سنوات من الحكم في بلد تطحنه آلة الحرب، أصبح التساؤل الأهم من هي الشخصيات الثمان التي ستحكم؟

وتتويجاً لمشاورات الرياض وتوحيداً لصفوف المعسكر الذي يقاتل ميليشيات الحوثيين منذ أكثر من سبع سنوات، أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الخميس السابع من أبريل (نيسان) الحالي، تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن سلمه بموجبه صلاحياته.

فيما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استقبل مجلس الرئاسة اليمني الجديد.

مهمات المجلس

وقال هادي المقيم في العاصمة السعودية الرياض خلال خطاب بث على التلفزيون، "ينشأ بموجب هذا الإعلان مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهمات المرحلة الانتقالية، وأفوض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضاً لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".

وسيتسلم المجلس إضافة إلى صلاحيات الرئيس صلاحيات نائب الرئيس.

وكلف هادي أيضاً مجلس القيادة الرئاسي "التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حال الحرب إلى السلام".

ووفق القرار المعلن فإن للمجلس الرئاسي سلطة القيادة العليا للقوات المسلحة وتمثيل البلاد وتعيين محافظي المحافظات ومديري الأمن وقضاة المحكمة العليا ومحافظ البنك المركزي والتصديق على الاتفاقات وإعلان حال الطوارئ.

وتصدر قرارات مجلس القيادة الرئاسي بالتوافق، وفي حال عدم التوافق تتخذ القرارات عند التصويت عليها بالأغلبية البسيطة، وعند تساوي الأصوات يرجح الجانب الذي صوت له رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وفي حال تعذر وجود الأغلبية البسيطة يحال الموضوع إلى اجتماع مشترك مع رئاسة هيئة التشاور والمصالحة.

ممن يتشكل المجلس؟

المجلس الرئاسي سيكون برئاسة رشاد محمد العليمي، ويضم في عضويته سبعة أعضاء هم سلطان بن علي العرادة وطارق محمد صالح وعبدالرحمن أبو زرعة المحرمي وعبدالله العليمي وعثمان مجلي وعيدروس الزبيدي وفرج البحسني.

وقضى القرار بتعيين رشاد العليمي رئيساً للمجلس، حيث ولد في محافظة تعز بوسط اليمن عام 1954، وبهذا سيصبح الرئيس الثالث لليمن منذ توحيده العام 1990، إذ سبقه كل من علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي.

 

والعليمي رجل أمني بخلفية أكاديمية، إذ عمل أستاذاً بجامعة صنعاء وتدرج في مناصب أمنية عدة في وزارة الداخلية قبل أن يتسلم إبان حكم صالح منصب وزير الداخلية ونائباً لرئيس الحكومة لشؤون الدفاع والأمن ووزيراً للإدارة المحلية، وفي عهده أطلقت وزارته خطة الانتشار الأمني التي كان لها دور بارز حينها في الحد من أنشطة تنظيم القاعدة في اليمن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما عين العليمي، الذي يوصف بأنه كان مقرباً من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، قبل أن ينشق عنه مع بداية عمليات التحالف في اليمن، مستشاراً لهادي وظل إلى جواره طوال فترة الحرب بشكل شبه دائم، وهو ما يفسر مكانته الأمنية لدى الرئاسة.

شخصيات مؤثرة

ووفقاً لقرار هادي فإن كل عضو في مجلس القيادة الرئاسي سيكون بدرجة نائب لرئيس مجلس القيادة، وكان واضحاً أن اختيار أعضائه جاء من خلفيات ووجهات سياسية مختلفة ومتباينة، ولعبت دوراً مؤثراً خلال سنوات الحرب.

ويتصدر تلك الشخصيات محافظ مأرب، آخر معاقل الحكومة الشرعية شمالاً، اللواء سلطان بن علي العرادة الذي يقود القوات التي تتصدى للهجوم الحوثي المستميت على محافظة النفط والغاز والسد التاريخي، ويحظى بتوافق كبير من الأحزاب والقيادات العسكرية المناهضة للحوثيين.

 

ونجح العرادة خلال سنوات الحرب في أن يجعل من مدينة مأرب الصغيرة التي تضم قرابة 300 ألف يمني قبل الحرب، واجهة مفضلة لليمنيين والنازحين، إذ تضم بين جنباتها اليوم أكثر من ثلاثة ملايين يمني وفق السلطات المحلية.

يضم المجلس في عضويته محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني، وهو عسكري سابق في الجيش اليمني الجنوبي، وعينه هادي قائداً للمنطقة العسكرية الثانية عام 2015 قبل أن يصبح محافظاً عام 2017.

وعلى الرغم من التهم التي توجه للبحسني مثل عدم وضع حد للمشكلات الإدارية في محافظة حضرموت النفطية التي تشهد احتجاجات غاضبة ومنددة بتردي الخدمات الأساسية، إلا أنه استطاع تجنيب المحافظة دوامة العنف الذي تعيشه المحافظات الجنوبية.

مناهضة الحوثيين

وضم المجلس عثمان مجلي، عضو البرلمان عن حزب المؤتمر ووزير الدولة والزراعة السابق، ويعرف الرجل المنحدر من محافظة صعدة شمالي اليمن بمواقف المناهضة الصلبة ضد الحوثيين منذ تمردهم على الدولة في العام 2004.

 

وبحسب القرار فالعضو الرابع في المجلس هو عبدالله العليمي الشاب القادم من مدينة بيحان بمحافظة شبوة المعروف بتشدده الحزبي، وأحد أبرز أعضاء حزب الإصلاح ذي المرجعية الإخوانية، وعينه مدير مكتب الرئاسة الأسبق نصر طه مصطفى نائباً له، وظل بجوار الرئيس هادي حتى تم تعيينه مديراً لمكتب الرئيس نهاية العام 2016.

من المطاردة إلى الرئاسة

قرار التشكيل ضم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتبنى خيار فصل جنوب اليمن عن شماله عيدروس قاسم الزبيدي، القيادي العسكري في جيش اليمن الجنوبي، المنتمي لمحافظة الضالع.

 

وواجه الزبيدي مطاردات كثيرة من نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح عقب حرب صيف عام 1994، التي اجتاح فيها صالح محافظات الجنوب، كما برز اسمه خلال اجتياح الحوثيين عدن وجنوب البلاد، إذ قاد قوات مسلحة من المقاومة التي أجبرت الحوثيين على الانسحاب من عدن.

وعقب تحرير عدن عين الرئيس هادي الزبيدي محافظاً للعاصمة المؤقتة نهاية العام 2015 عدن قبل أن يقيله ليتجه تحت الاحتحاج مع آخرين إلى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي تتبعه تشكيلات عسكرية كبيرة، مثل الحزام الأمني وألوية الدعم والإسناد التي خاضت مواجهات ضد القوات التابعة للحكومة لتسيطر في النهاية على عدن وعدد من المحافظات في أغسطس (آب) 2019.

طارق المنتقم من قتلة عمه

المجلس الرئاسي ضم طارق محمد عبد الله صالح نجل شقيق الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، الشاب الذي تولى قيادة الحرس الخاص واللواء الثالث حرس جمهوري إبان حكم عمه حتى إقالته في أبريل (نيسان) 2012 بموجب قرار الرئيس هادي "إعادة هيكلة القوات المسلحة".

 

ومع اندلاع الحرب اصطف طارق إلى جانب عمه ودخلا في تحالف ثنائي مع الحوثيين قبل أن ينفرط عقد تحالف عمه مع الحوثيين الذي انتهى بمقتله على أيديهم في ديسمبر (كانون الأول) 2017 ليفر طارق مع ضباط آخرين ويظهر بعد أسابيع متوعداً باستعادة الجمهورية من الحوثيين، ليشكل لاحقاً بدعم إماراتي قوات المقاومة الوطنية التي تتمركز في السواحل الغربية للبلاد.

وخلال السنوات الثلاث الماضية أنشأ طارق صالح مكتباً سياسياً واختاره الأعضاء رئيساً له، ورفض الاعتراف بسلطة الرئيس هادي حتى الأيام الأخيرة، إذ بدأ يشير إلى شرعية هادي.

قائد العمالقة المجهول

أما العضو الأخير في المجلس فهو عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي المولود في يافع بمحافظة لحج جنوب اليمن، وقائد العمليات العسكرية في الحديدة، وقائد ألوية العمالقة التي تقع في نطاق القوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي، الداعم للشرعية في اليمن وإلى جواره عدد من القيادات العسكرية والمدنية الأخرى في هذه الجبهة التي تمثل هاجس رعب لا ينقطع بالنسبة إلى الحوثيين الذين تلقوا هزائم ساحقة على يد هذه القوات.

 

المحرمي الذي ظهر صباح الخميس السابع من أبريل (نيسان) للمرة الأولى على وسائل الإعلام، يحظى بمكانة بارزة لدى منتسبي قوات العمالقة التي تولت قبيل أشهر تحرير محافظة شبوة واتجهت لمهمة مماثلة في مأرب.

المزيد من تقارير