صحافية سودانية تقذف قياديا حزبيا بالحذاء

أثناء مؤتمر صحافي لقوى الوفاق الوطني في مقر وكالة الأنباء السودانية (سونا)، ألقت الصحافية السودانية صفاء الفحل حذائها على القيادي في الجبهة الثورية التوم هجو. ووقعت الحادثة لدى طلبها طرح أسئلة على المسؤولين، وبمجرد وقوفها على المنصة قبالتهم، قالت الصحافية إن "لديها رسالة من الشعب السوداني إلى التوم هجو"، وقامت بفعلتها. في المقابل، قابلها التوم هجو بابتسامة كما أظهر مقطع فيديو، قائلاً، "الرسالة وصلت". يُذكر أن التوم هجو معروف بآرائه المخالفة للشعب السوداني، إذ يظهر باستمرار في مداخلات تلفزيونية في مختلف القنوات، كان الشعب يتلقّاها بغضب واسع، حتى أصبح من الشخصيات الأكثر شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

بين مؤيد ومخالف

استنكر عدد كبير من الصحافيين ما قامت به زميلتهم واعتبروا أن تصرفها غير مسؤول ويتعارض مع أهداف الثورة التي تدعو إلى قبول الرأي والرأي الآخر والديمقراطية وأن تصرفها يعكس صورة سيئة عن الثورة والصحافة. وقال الصحافي خطاب "لو أن هناك صحافية قذفت حمدوك بحذاء، ستقول لها شكراً رسالتك وصلت؟ سوء السلوك هو ذاته، ولا علاقة له بالبطولة الصحافية".

بينما علّق الصحافي وليد دليل على "فيسبوك" بالقول، "تصرف همجي داست به الصحافية على كثير من القيم ومكارم الأخلاق. فالصحافة رسالة ومهنة قوامها الأخلاق ومثل هذا التصرف محله أوساط منحطة أخلاقياً".

في الوقت الذي أبدى عدد من الصحافيين استياءهم من تصرف الفحل، رحّب عدد آخر من زملاء المهنة والناشطين السياسيين بما فعلته. واعتبروا تصرفها بطولياً وشجاعاً. فعلّق أحدهم "قوم إذا صفع النعال وجوههم شكت النعال بأي ذنب تصفع... صفاء الفحل توزن بالذهب".

ضجة كبيرة

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بما فعلته الصحافية وقدّم كثيرون منهم آراء مهنية، فغرّد صحافي سوداني بضرورة وضع قوانين لتنظيم المهنة وقال "يجب أن يصدر مثل هذا البيان وبسرعة ليضيع على هجو وجماعته فرصة الحديث عن أي شيء له علاقة بالعنف والصحافة". وأضاف اقتراحات عدة، بينها إدانة شديدة وغير مشروطة لهذا التصرف المستورد وغرابته على تقاليد الصحافة السودانية، والإشارة إلى الضرر الكبير الذي لحق بالصحافيين من مثل تلك التصرفات التي هي جزء أصيل من طبيعة أجهزة الأمن والأنظمة الشمولية وديكتاتورية البشير وأيضاً المعاناة الشديدة للصحافة السودانية من تصرفات السلطات الانقلابية الحالية واستماتتها في ابتداع أسوأ الأساليب لخنق الصحافة وتشريد الصحافيين والقضاء على المهنة بفرض قوانين الطوارئ".

يذكر أن صفاء الفحل، صحافية سودانية تكتب عموداً صحافياً بجريدة "الانتباهة" السودانية، وتنشط في كتابة مقالات مناهضة للحكومة الحالية. عُرفت ككادر حزب شيوعي، كما أنها رئيسة جمعية الصداقة الإسرائيلية.