تجددت الاحتجاجات في العاصمة السودانية ومدينة أم درمان المجاورة لها الخميس، 10 فبراير (شباط)، ضد الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان قبل ثلاثة أشهر، وذلك غداة اعتقال اثنين من قادة المعارضة.
واعتقلت قوات الأمن السودانية، الأربعاء، قياديين بارزين في ائتلاف قوى إعلان الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري، هما وزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف ووجدي صالح المتحدث باسم الائتلاف.
وأفاد صحافيو وكالة الصحافة الفرنسية بأن مسيرة الخميس التي شارك فيها الآلاف لم تتجه كالمعتاد إلى القصر الرئاسي وسط الخرطوم، وإنما هي تظاهرة دعت إليها لجان المقاومة في الأحياء السكنية.
وقال قيادي من لجان المقاومة من دون الكشف عن اسمه، إن "موكب اليوم خارج الجدول وهو محاولة لتنويع العمل الثوري مع الالتزام بالمواكب المعلنة إلى القصر".
"موكب تنشيطي"
وحمل المتظاهرون الأعلام السودانية وصور قتلى الاحتجاجات نتيجة القمع والذين بلغ عددهم على الأقل 79 شخصاً منذ الانقلاب العسكري في أكتوبر (تشرين الأول)، مطالبين بحكم مدني ومحاسبة المسؤول عن قتل المتظاهرين.
ووصفت المتظاهرة رؤى بشير المسيرة بأنها "موكب تنشيطي تحضيراً لموكب 14 فبراير لدعوة أكبر عدد من الناس إلى المشاركة".
كما أغلق المحتجون بعض الشوارع الرئيسة في جنوب العاصمة بوضع حواجز من الحجارة، وحاولت مجموعة من المتظاهرين التوجه إلى القصر الرئاسي إلا أن قوات الشرطة أطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال شاهد من مدينة أم درمان، "تجمع حوالى 1000 متظاهر في شارع الأربعين بوسط المدينة يحملون الأعلام وصور الضحايا ويهتفون ضد العسكر".
حميدتي يعود من الإمارات
وتأتي احتجاجات الخميس تزامناً مع عودة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو من الإمارات التي كانت رحبت بمبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة في السودان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، في زيارة إلى الامارات لبحث "مسار العلاقات السودانية - الإماراتية وسبل دعمها وتعزيزها"، بحسب وكالة أنباء السودان الرسمية.
وطالب المجتمع الدولي بالإفراج عن القياديين المعارضين، إذ كتبت سفيرة النرويج في السودان عبر حسابها على موقع "تويتر" أن "حملة التوقيف التي طالت السياسيين والناشطين والصحافيين تقوض جهود حل الأزمة".
وكتب السفير البريطاني جايلز ليفر أن التوقيفات الأخيرة "تظهر افتقاراً إلى حسن النية".
التحذير من "عواقب"
وحذرت الولايات المتحدة التي أوقفت صرف 700 مليون دولار من المساعدات من أن استمرار حملة القمع سيكون له "عواقب".
وقالت القائم بالأعمال الأميركية في السودان لوسي تاملين في تغريدة نشرت نسخة منها بالعربية ليل الأربعاء، إن "الاعتقالات والاحتجاز التعسفي لشخصيات سياسية ونشطاء المجتمع المدني والصحافيين تقوض الجهود المبذولة لحل الأزمة السياسية في السودان".
ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تخللتها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر، حين أطاح بالمدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير.
وتنفي الشرطة استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، وتقول إن ضابطاً طعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة مما أدى إلى مصرعه، إضافة إلى إصابة العشرات من أفراد الأمن.