كان الحب والشغف هما الدافع والمحرك وراء جهود الفنان السوداني أبو بكر الشريف لنشر فن الفسيفساء بين أبناء شعبه في بلد لا يحظى فيه هذا الفن بشعبية كبيرة.
ويعمل الفنان السوداني على تعليم طلاب الفن والهواة هذا الشكل الفني منذ عام 2010.
وفي بلد لا تحظى فيه الفسيفساء بشعبية كبيرة، يطمح الشريف إلى التعاون مع كل من الفنانين والشركات لملء الأماكن العامة بصور فسيفساء لشخصيات وطنية مهمة.
مواد غالية الثمن وبدائل محلية
ويتمنى الرجل لو يتمكن هو وغيره من الفنانين المهتمين من إنجاز هذه الأعمال. ويقول، "للأسف الشديد، ليس لدينا اهتمام بفن الفسيفساء في السودان ويكاد يكون غير موجود، والحمد لله أنا بدأت بقدر الإمكان أو بقدر مقدرتي أن أنشر هذا الفن في البلاد وبدأت تدريب طلاب وبدأوا ينتجون عملاً جيداً جداً... جداً وأنا سعيد بهم... بالنسبة إلى فن الجداريات، للأسف نحن نسافر إلى الخارج ونجد الجداريات واللوحات للشخصيات الوطنية وللأسف الشديد، نحن ليس لدينا هذا الشيء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويضيف، "من هنا، أناشد المسؤولية المجتمعية في الشركات... لو تكفلت كل شركة بأربع شخصيات وقامت بعمل جداريات لهذه الشخصيات واخترنا مواقع وعملنا عليها... بعد خمسة أو ستة أعوام، سنجد أن بلدنا امتلأت بالشخصيات الوطنية والقومية والدينية ونتعرف إليها. وبعد أن تكتمل اللوحة، يمكن أن توضع عليها قطعة رخام في الأسفل فيها السيرة الذاتية للشخصية".
ويقول إن المواد الخام التي يستخدمها في صناعة قطع الفسيفساء، خصوصاً أنواع الزجاج المختلفة، صعبة المنال وباهظة الثمن، إذ يحتاج إلى استيرادها من الخارج. ويستخدم أبو بكر الشريف حالياً السيراميك، وهو أرخص سعراً ومن السهل العثور عليه في السودان.
ويوضح، "المواد للأسف الشديد غير متوافرة وغالية... حتى عندما نشتريها... نشتريها غالية الثمن بالدولار... وهناك مواد بديلة نعمل بها وبالسراميك وأعتقد أننا وصلنا إلى حلول لطيفة جداً في معالجة السيراميك... أعتقد أنني ميّزت نفسي بالتعامل مع السيراميك كخامة متاحة عندنا هنا في السودان".
فن قديم
ويعمل الفنان البالغ من العمر 46 سنة في فن تجميع وصنع لوحات الفسيفساء منذ 17 عاماً، ويقوم بتدريس الفنون للطلاب والهواة منذ نحو 12 عاماً.
وتم إدخال فن الفسيفساء إلى كلية الفنون الجميلة في السودان منذ عام 2005، بحسب ما يقول عميد الكلية عبد الرحمن عبدالله.
وعلى الرغم من جهوده وإدخال الفن في مناهج الفنون الجميلة والتطبيقية، يقول أبو بكر الشريف إن هذا الفن نادر في السودان في حين أنه منتشر بصورة أكبر في شمال أفريقيا والمناطق التي كانت تحكمها الإمبراطورية الرومانية في مرحلة تاريخية ما.
ويشرح أن هذا الفن "هو فن بدأ 3500 سنة قبل الميلاد في أرض الرافدين بالعراق واستمر بعد ذلك في الفترة الرومانية والعصور الإسلامية، وفي أفريقيا وشرق أفريقيا وفي آسيا الوسطى. وحقيقة في السودان ليس فناً معروفاً وليس متداولاً بكثرة إلا في الأعوام الأخيرة".