Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تحاول إجلاء المدنيين وروسيا تلزم الغرب بالدفع بالروبل

واشنطن تفرض عقوبات على قطاع التكنولوجيا الروسي وبايدن "يشكك" في إعلان موسكو سحباً جزئياً لقواتها

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 31 مارس (آذار)، أن على الدول "غير الصديقة" أن تدفع ثمن واردات الغاز اعتباراً من الجمعة بالروبل من حسابات في روسيا تحت طائلة قطع الإمدادات عنها، وهو إجراء يطاول بصورة خاصة بلدان الاتحاد الأوروبي، واعتبرت برلين أنه يصل إلى حد "الابتزاز". غير أن سعر الغاز يبقى بالعملة المنصوص عليها في العقود، وهي في غالب الأحيان اليورو أو الدولار.

والاتحاد الأوروبي هو المستورد الأول للغاز الروسي، غير أنه يسعى منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا للحد من اعتماده على موسكو في إمدادات المحروقات.

وقال بوتين في تصريحات بثها التلفزيون بعد توقيع مرسوم بهذا الصدد، إن على الأوروبيين ودول أخرى تعتبر "غير صديقة"، "فتح حسابات بالروبل في مصارف روسية. ستُسدد المدفوعات من هذه الحسابات مقابل عمليات تسليم الغاز اعتباراً من يوم غد، الأول من أبريل (نيسان)".

ويوكل المرسوم العمليات إلى بنك "غازبروم" المتفرع عن مجموعة الغاز العملاقة. وحذر بوتين من أن التخلف عن الدفع بهذه الطريقة سيؤدي إلى "إيقاف العقود القائمة".

وذكّر بأن هذا الإجراء رد على تجميد حوالى 300 مليار دولار من احتياطات روسيا بالعملات الأجنبية في الخارج، بموجب عقوبات أقرها الغرب رداً على الهجوم الروسي على أوكرانيا. وبناءً على ذلك، اعتبر بوتين أن فرض شراء الإمدادات بالروبل "يعزز السيادة الاقتصادية والمالية" لروسيا.

وفي مطلع مارس، نشرت موسكو قائمة من الدول "غير الصديقة" تضم بصورة خاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا واليابان والنرويج وأستراليا وسويسرا وتايوان وكوريا الجنوبية.

وشدد بوتين على أن الدفع بالروبل لن يؤثر إطلاقاً في كمية الإمدادات أو الأسعار المحددة في معظم العقود بالعملة الأجنبية.

شولتز: المدفوعات ستبقى باليورو

وسيتحتم على مستهلكي الغاز الروسي القيام بعملية تحويل عملات في روسيا، مثلما أوضح الكرملين صباح الخميس. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، "بالنسبة لمن يتسلمون الغاز الروسي ويدفعون ثمن الإمدادات، لن يكون هناك أي تغيير عملياً. فهم فقط يشترون الروبل لقاء المبلغ بالعملة الأجنبية المنصوص عليه في العقد".

وأضاف أن "روسيا تبقى ملتزمة بواجباتها طبقاً للعقود، سواء لناحية الكمية أو السعر"، مشيراً إلى أن بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتز ومستشاريهما بحثوا هذا النظام الجديد بصورة مفصلة الأربعاء.

غير أن شولتز أكد الخميس أن المدفوعات ستبقى باليورو. وقال خلال مؤتمر صحافي مع المستشار النمساوي كارل نيهامر، "تنص العقود على أن المدفوعات تُسدّد باليورو وأحياناً بالدولار". وتابع، "قلت للرئيس الروسي بوضوح إن الأمر سيبقى كذلك" وإن "الشركات ترغب في التمكن من الدفع باليورو وستفعل ذلك".

كما قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إن روسيا لن تقدر على تقسيم أوروبا وإن الحلفاء الغربيين مصممون على عدم قبول "الابتزاز" الروسي.

وتعتبر إمدادات الغاز الروسي حيوية للاتحاد الأوروبي الذي يسعى منذ بدء الهجوم على أوكرانيا للحد من اعتماده عليها. وتعتزم الدول الـ27 من الآن فصاعداً شراء الغاز بشكل مشترك، فيما تعتزم الولايات المتحدة زيادة إمداداتها من الغاز الطبيعي المسال لأوروبا.

من جهة أخرى، قامت المفوضية الأوروبية بعمليات دهم مباغتة في ألمانيا داخل مكاتب مجموعة "غازبروم" للاشتباه بأنها استغلت موقعها المهيمن للتسبب بارتفاع أسعار الغاز في أوروبا.

محاولة إجلاء في ماريوبول

في غضون ذلك، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، عن "شكوكه" في إعلان روسيا سحباً جزئياً لقواتها لتركيز هجومها في أوكرانيا على منطقة دونباس في شرق البلاد. وقال بايدن إن بوتين "يعزل نفسه على ما يبدو"، موضحاً أن لديه "مؤشرات إلى أن (الرئيس الروسي) أقال أو وضع في الإقامة الجبرية بعض مستشاريه"، مع تأكيده أنه لا يملك "أدلة دامغة" على ذلك.

ميدانياً، أُطلقت الخميس محاولة جديدة لإجلاء عدد كبير من المدنيين العالقين في مدينة ماريوبول المحاصرة، في وقت أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها مستعدّة لقيادة هذه العملية "المهمّة"، شرط أن تتوافر الضمانات كافة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مراراً لكن من دون جدوى، تنظيم عمليات إجلاء من ماريوبول، المدينة الساحلية الاستراتيجية الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا على بحر آزوف والمحاصرة والتي تتعرض لقصف روسي متواصل منذ نهاية فبراير.

وكانت موسكو أعلنت في وقت متأخر الأربعاء وقفاً لإطلاق النار ابتداءً من الساعة 10:00 من صباح الخميس في مدينة ماريوبول بهدف فتح ممرّ إنساني "بمشاركة مباشرة من ممثلي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر".

الحكومة الأوكرانية أعلنت من جهتها إرسال 45 حافلة لإجلاء مدنيين من ماريوبول، باتجاه مدينة زابوروجيا الواقعة على بُعد 220 كيلومتراً إلى الجهة الشمالية الغربية، وفق ما أعلنت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك.

ووصف أشخاص تمكنوا من مغادرة المدينة ومنظمات غير حكومية الظروف الكارثية في ماريوبول، مع مدنيين مختبئين في ملاجئ ومحرومين من المياه والطعام وخدمات الاتصالات وجثث منتشرة في الشوارع. ولا يزال نحو 160 ألف مدني عالقين في المدينة، والبلدية تتهم موسكو بإجلاء أكثر من 20 ألف شخص من ماريوبول إلى روسيا "بخلاف رغبتهم".

وبحسب وزارة الدفاع البريطانية، فإن "معارك كثيفة تتواصل في ماريوبول" لكن الأوكرانيين "يحافظون على سيطرتهم على وسط المدينة".

في المقابل، يؤكد زعيم جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف المخلص للرئيس الروسي والذي يقاتل الآلاف من رجاله في هذه المنطقة، أن ما بين 90 و95 في المئة من المدينة أصبح تحت سيطرة الروس.

الجبهات تتغير  

وقال مستشار بوزارة الداخلية الأوكرانية إن مدينة ماريوبول الجنوبية و"الممر" بين بلدتي إيزيوم وفولنوفاكا الشرقيتين أصبحا جبهتي القتال الرئيسيتين في أوكرانيا. وأضاف المستشار فاديم دينيسينكو، "(روسيا) تسحب قواتها من منطقة كييف، لكن من السابق لأوانه القول إن الشيء نفسه يحدث في منطقة تشيرنيهيف".

وأعلن قائد اللواء 92 في القوات الأوكرانية، وهو إحدى الوحدات المدافعة عن المدينة، الخميس، أن الوضع "مستقر" في خاركيف، لكن الجيش الروسي "يعيد تجميع قواته للهجوم" في شرق البلاد وجنوبها.

غرباً، قُتل شخصان ودُمّر مبنيان أحدهما مستودع محروقات جراء سقوط صواريخ على موقع عسكري في منطقة دنيبرو في وسط البلاد، بحسب حاكم المنطقة فالينتين ريزنيشنكو.

وقُتل شخص وأصيب أربعة آخرون بجروح في إطلاق نار استهدف قافلة إنسانية مكوّنة من خمس حافلات على متنها متطوّعون كانوا متّجهين إلى مدينة تشيرنيهيف المحاصرة في شمال أوكرانيا، بحسب ما أعلنت السلطات الأوكرانية.

الانفصاليون الموالون لروسيا في دونباس أكدوا من جهتهم الخميس، السيطرة على شبه كامل منطقة لوغانسك وأكثر من نصف مساحة دونيتسك، في معلومات لم يكن بالإمكان التحقق من صحّتها.

وفي وقت متأخر ليل الأربعاء- الخميس، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قواته تتحضّر لخوض معارك جديدة في شرق البلاد وأنه لا يصدّق التعهّدات التي أطلقتها روسيا بشأن تقليص عملياتها العسكرية في اتجاه كييف.

وتوجه الرئيس الأوكراني الخميس عبر الفيديو إلى البرلمانين الهولندي والأسترالي، وحضهما على تقديم أسلحة لبلاده ومقاطعة صادرات الطاقة الروسية. كما استدعى سفيرَي أوكرانيا لدى المغرب وجورجيا، معتبراً أنهما غير "فعّالَين" بما فيه الكفاية للحصول على أسلحة أو الدفع لفرض عقوبات ضد روسيا في هذين البلدين.

عقوبات جديدة

وفي بريطانيا، أعلنت وزيرة الخارجية ليز تراس الخميس، فرض 14 عقوبة جديدة تستهدف جهات "دعائية روسية والإعلام الرسمي" بينها مجموعة "تي في نوفوستي" المالكة لقناة "آر تي" التلفزيونية و"روسيا سيغودنيا" التي تتحكم بوكالة "سبوتنيك" للأنباء، بسبب "معلومات الكرملين المضللة".

كما أعلنت واشنطن فرض عقوبات جديدة على روسيا الخميس، تستهدف هذه المرة قطاع التكنولوجيا بما في ذلك أكبر شركة لتصنيع أشباه الموصلات في روسيا، بهدف منع موسكو من الالتفاف على عقوبات سابقة.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها تستهدف "21 كياناً و13 فرداً في حملتها على شبكات الالتفاف على العقوبات (المفروضة) على الكرملين وشركات التكنولوجيا التي تؤدي دوراً حاسماً في آلة الحرب الروسية".

وأضافت الوزارة أن "الشركة المساهمة ميكرون هي أكبر منتج ومصدّر روسي للإلكترونيات الدقيقة"، مؤكدة أن الشركة مسؤولة عن تصدير أكثر من 50 في المئة من الإلكترونيات الدقيقة الروسية. وأوضحت وزارة الخزانة أن من بين المشمولين بالعقوبات شركة "إي أو أن آي آي فيكتور" المختصة في برمجيات وتكنولوجيا الاتصالات، وشركة "تي-بلاتفورمز" العاملة في قطاع المعدات الحاسوبية، إضافة إلى معهد أبحاث الإلكترونيات الجزيئية "ميري" الذي يقوم بأعمال لصالح الحكومة الروسية.

في المقابل، أعلنت روسيا الخميس منع القادة ومعظم النواب الأوروبيين من دخول أراضيها رداً على العقوبات التي استهدفتها.

المزيد من دوليات