فتحت الأسهم الأوروبية على ارتفاع طفيف لتواصل مكاسبها للجلسة السادسة على التوالي، على الرغم من استمرار المخاوف في شأن التداعيات الاقتصادية للأزمة الأوكرانية. وكانت أسهم شركات الطاقة والمواد الأساس من أكبر الرابحين، إذ أدت مخاوف نقص الإمدادات بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار المعادن والنفط. وبعد تسليم قوي من "وول ستريت" وأسواق الأسهم الآسيوية، عزز مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي تعافيه بنسبة 0.1 في المئة، وكان المؤشر قد أغلق أمس محققاً مكاسب هامشية.
رفع الفائدة
وبعد تصريحات لرئيس مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي جيروم باول يوم الإثنين، دعا مزيد من أعضاء المجلس إلى رفع سعر الفائدة بشكل أكبر، مما أدى إلى عزوف المستثمرين عن السندات. وقللت شركة "توتال إنيرجيز" عملاق الطاقة الفرنسية وبنك "كريدي أجريكول" الانكشاف على روسيا. وساعد ارتفاع أسعار النفط في زيادة سهم "توتال" بنسبة 0.1 في المئة، في حين خسر بنك "كريدي أجريكول" 0.6 في المئة. وانخفض سهم بنك "إس إي بي" بنسبة ستة في المئة، إذ تم تداوله من دون الحق في توزيع الأرباح.
الذهب ينتعش
وزادت أسعار الذهب مع بحث المستثمرين عن درع في مواجهة التضخم المتنامي بشكل حاد، والغموض الذي تفرضه الأحداث في أوكرانيا على الأسواق، كما قدم تراجع عائدات السندات الأميركية دعماً للمعدن الأصفر. وارتفع الذهب خلال التعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 1932.28 دولار للأوقية (الأونصة)، وزادت أيضاً العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المئة إلى 1932.90 دولار. وقال المحلل المستقل روس نورمان "تبدو السوق متماسكة بشكل جيد للغاية منذ الانخفاض التصحيحي الحاد الذي شهدته"، وهذا بدعم من الغموض الجيو-سياسي القائم والطلب المادي على السلع. وشهدت أسعار الذهب ارتفاعات مقتربة من مستويات قياسية هذا الشهر، ثم شهدت تراجعاً متواصلاً حتى عقد اجتماع لجنة السياسة النقدية بالمركزي الأميركي الأسبوع الماضي، لتنتقل منذ ذلك إلى مستويات أكثر استقراراً. ويعتبر الذهب ملاذاً آمناً للقيمة خلال أوقات ارتفاع التضخم والغموض الجيو-سياسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المحلل من "كوانتيتاتيف كوميدتي ريسيرش" بيتر فرتيج، إن الذهب يتلقى دعماً أيضاً من أسواق الدين مع تعافي السندات الحكومية الآجلة في أوروبا من الخسائر التي تكبدتها خلال الجلسات القليلة الماضية.
الاتحاد الأوروبي يخفف قواعد المساعدات الحكومية
وقالت المفوضية الأوروبية إن شركات الاتحاد الأوروبي المتضررة من العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، يمكن أن تحصل على ما يصل إلى 400 ألف يورو (440360 دولاراً)، في صورة دعم حكومي بموجب القواعد المخففة للمساعدات الحكومية بالدول أعضاء التكتل الأوروبي، فالشركات العاملة في قطاعات الزراعة ومصائد الأسماك والمزارع السمكية يمكن أن تحصل على ما يصل إلى 35 ألف يورو (38.7 ألف دولار)، بينما يمكن أن تحصل الشركات التي تواجه أزمة سيولة على ضمانات حكومية على القروض وعلى قروض مدعومة. ويمكن للشركات التي تواجه ارتفاع كلفة الطاقة الحصول على مساعدة حكومية تصل إلى 30 في المئة من الكلف بحد أقصى مليوني يورو (2.2 مليون دولا ر)، وهو ما يؤكد موضوعاً نشرته "رويترز" أمس الثلاثاء. وكانت المفوضية الأوروبية خففت قبل عامين قواعد المساعدات الحكومية، الأمر الذي سمح للحكومات بضح مليارات اليوروات للشركات المتضررة من جائحة كورونا.
"وول ستريت" تغلق على ارتفاع
وأنهت المؤشرات الرئيسة للأسهم الأميركية تعاملاتها على ارتفاع، تتصدرها مكاسب كبيرة للمؤشر "ناسداك" مع تعافي أسهم التكنولوجيا من خسائرها خلال الآونة الأخيرة، وصعود أسهم شركة "نايكي" لصناعة الملابس والأدوات الرياضية بعد نتائج فصلية إيجابية. وارتفعت الأسهم المالية أيضاً مع صعود عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 2.36 في المئة، ليحقق مؤشر "ستاندرد آندبورز 500" مكاسب كبيرة. ووفقاً لبيانات أولية، زاد مؤشر "ستاندرد آندبورز 500" القياسي 51.38 نقطة أو 1.15 في المئة إلى 4512.56 نقطة عند الإغلاق، في حين صعد مؤشر "ناسداك" المجمع 270.91 نقطة أو 1.96 في المئة إلى 14109.37 نقطة، وقفز أيضاً مؤشر "داو جونز" الصناعي مرتفعاً 263.63 نقطة، أو 0.76 في المئة إلى 34816.62 نقطة.
أسهم اليابان تغلق عند أعلى مستوى
وأغلقت الأسهم اليابانية عند أعلى مستوياتها خلال أكثر من شهرين، إذ صعدت أسهم التكنولوجيا متبعة خطى مثيلاتها الأميركية، وزادت أسهم قطاع السيارات مع تراجع الـ "ين." وأغلق مؤشر "نيكي" الياباني مرتفعاً بنسبة ثلاثة في المئة ليسجل 28040.16 نقطة، وصعد مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 2.33 في المئة إلى 1978.70 نقطة. وأغلق المؤشران عند أعلى مستوياتهما منذ الـ 18 من يناير (كانون الثاني)، وحققا مكاسب للجلسة السابعة على التوالي. وفي اليابان زاد سهم شركة "فاست ريتيلينغ" مالكة سلسلة متاجر "يونيكلو" للملابس 5.21 في المئة، وارتفع سهم "طوكيو إلكترون" لصناعة الرقائق 3.8 في المئة، وكان سهم "سوفت بنك" الأفضل أداء وصعد 7.22 في المئة.
وارتفعت أسهم قطاع السيارات 3.37 في المئة مع تراجع سعر الـ "ين" بدرجة أكبر، فزاد سهم "تويوتا موتور" 3.99 في المئة، وصعد سهم "هوندا موتور" 2.89 في المئة.