Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حركة بيئية تطرح رؤية لإنهاء الحرب: "أوقفوا غازبروم"!

"التمرد على الانقراض" دعت إلى التظاهر أمام مكاتب شركة الطاقة الروسية العملاقة

"غازبروم" هي أكبر شركة للغاز الطبيعي في العالم، وهي تمد أوروبا بـ40 في المئة من متطلباتها (غيتي)

يقول مؤسس الفرع الأوكراني لحركة "التمرد على الانقراض" (إكس آر)، إن وقف الحرب في أوكرانيا ممكن "غداً" من خلال التسبب في تعطل "غازبروم" [شل عجلتها]، داعياً المحتجين على تغير المناخ في مختلف أنحاء العالم إلى التظاهر أمام مكاتب شركة الطاقة الروسية العملاقة.

وقال الناشط المناخي الذي رغب في أن يُعرَّف باسمه الأول غريشا، لـ"اندبندنت"، إن الإعراب عن التضامن مع أوكرانيا مع الاستمرار في تحويل الأموال إلى البلد الغازي من خلال واردات النفط والغاز يمثل "مشكلة"، وحضَّ على "حظر" الوقود الأحفوري الروسي.

وهو واحد من الملايين الذين شردهم الغزو الروسي الذي بدأ قبل أكثر بقليل من ثلاثة أسابيع. ودمرت الحرب عدة مدن، وتفيد تقارير بأنها تسببت في مقتل آلاف المدنيين.

وقال غريشا لـ"اندبندنت" من أوكرانيا، إن بلاده بأكملها تتعبأ لمقاومة الهجوم. ولا تتمثل مساهمته في الانضمام إلى المعركة على الجبهة، بل في تصعيد المعركة ضد الوقود الأحفوري.

"أنا لست رجلاً عسكرياً. لا أعرف كيف أقاتل أو أطلق النار باستخدام بندقية"، على حد قوله "نحن نحاول التركيز على أمور مختلفة يستطيع الناس أن يقوموا بها".

وأضاف الناشط في مجال المناخ، أنه يريد رؤية المزيد من العصيان المدني في أنحاء أوروبا كله يستهدف الوقود الأحفوري الروسي، وهذا يمكن أن يشمل مجموعات أخرى تحت مسمى "التمرد على الانقراض" ومتظاهرين آخرين يحتشدون خارج مكاتب "غازبروم" ويمنعون الموظفين من الذهاب إلى العمل.

وقال الرجل البالغ من العمر 38 سنة: "نعتقد أن توقف 'غازبروم' عن العمل اليوم يعني أن الحرب ستنتهي غداً".

و"غازبروم"، وهي أكبر شركة للغاز الطبيعي على مستوى العالم إنتاجاً، تتمتع بقدر كبير من النفوذ في روسيا وغيرها من البلدان، إذ تزود أوروبا بنحو 40 في المئة من احتياجاتها من الغاز. ولدى الشركات التابعة لها مكاتب في مختلف أنحاء القارة، بما في ذلك العديد من المكاتب في المملكة المتحدة.

وتحركت شركات أخرى للابتعاد عن شركة الطاقة الروسية المملوكة للدولة منذ بدأت الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك "شل"، التي قطعت علاقاتها بـ"غازبروم" في وقت سابق من هذا الشهر.

وفي المملكة المتحدة، أفادت تقارير بأن وزير الصحة طلب من المستشفيات التوقف عن استخدام الغاز الخاص بشركة الطاقة العملاقة. وأوقفت ألمانيا العمل في خط أنابيب جديد لـ"غازبروم" رداً على "العدوان" الروسي قبل أيام من اندلاع الحرب.

وحتى الآن لم تحظر أوروبا واردات الغاز الروسية. لكن الحرب في أوكرانيا كانت سبباً في تعاظم المخاوف من اعتماد العالم على الوقود الأحفوري.

ففضلاً عن أثره في أزمة المناخ، يعرب زعماء العالم عن قلقهم في شأن طريقة إنفاق هذا المال في السياق الروسي.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال أحد المسؤولين البيئيين البارزين في الاتحاد الأوروبي، إن اعتماد الكتلة على الوقود الأحفوري الروسي يموَل "صندوقاً حربياً".

وحظر الرئيس الأميركي جو بايدن واردات النفط والغاز الروسية، الأسبوع الماضي، بسبب الحرب في أوكرانيا، قائلاً إن القرار من شأنه أن يساعد في توجيه ضربة إلى "الآلة الحربية" التابعة لفلاديمير بوتين.

كذلك أُثِيرت مخاوف في المملكة المتحدة– حيث يجري التخلص تدريجياً من النفط الروسي– من أن يكون الناس العاديون يمولون الحرب عرضياً من خلال ملء السيارات بالوقود أو تسديد فواتير الطاقة.

وقال غريشا– وفق ترجمة أجرتها زميلة ناشطة في "التمرد على الانقراض– أوكرانيا" تُدعَى ناستيا، إن مجموعته تريد تشجيع المجتمع العالمي على الاحتجاج ضد الوقود الأحفوري مع استمرار الحرب وصنعت شعارات وملصقات لهذا الغرض، رغم صعوبة العمل بنشاط مع انطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية في شكل متكرر وحدوث هجمات في الخلفية.

وقال مؤسس "التمرد على الانقراض– أوكرانيا" البالغ من العمر 38 سنة، إن من المهم رؤية جماعات حول العالم تساعد اللاجئين الأوكرانيين، لكن هذا مجرد حل مؤقت.

"يريد كثر من الناس في أوكرانيا البقاء، ولا يريدون المغادرة والعودة إلى بلدانهم. لذلك فمن الحيوي إلى حد كبير معالجة مصدر [لب] المسألة، وليس النتيجة"، وفق ترجمة كلامه [ما نقل عنه].

وقالت سفيتلانا كراكوفسكا، العالمة الأوكرانية التي تشارك في أحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، لـصحيفة "غارديان"، إن الوقود الأحفوري يحرك عجلة أزمة المناخ والحرب في أوكرانيا على حد سواء.

"يتسبب حرق النفط والغاز والفحم في الاحترار ويؤدي إلى آثار، علينا أن نتكيف معها. وروسيا تبيع هذه الموارد وتستخدم الأموال لشراء الأسلحة. وتعتمد بلدان أخرى على الوقود الأحفوري، وهي لا تحرر نفسها منه"، على حد تعبيرها.

"إنها حرب من حروب الوقود الأحفوري. ومن الواضح أننا لا نستطيع أن نستمر في الحياة على هذا النحو، فهذا سيدمر حضارتنا".

وأعلنت المملكة المتحدة، الأسبوع الماضي، أنها لن تواصل استيراد النفط الروسي بحلول نهاية العام، وتدرس الخيارات لخفض واردات الغاز.

ومن ناحية أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يخطط للتخلص تدريجياً من اعتماده على الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال غريشا لـ"اندبندنت"، إنه "من المستهجن جداً" فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا ومواصلته على الرغم من ذلك دفع مبالغ زعم الناشط أنها تساوي المليارات في مقابل النفط والغاز الروسيين منذ بدأت الحرب.

ووفق نظام للمتابعة تديره مجموعة الحملات "أوروبا خارج نطاق الفحم"، دفعت الكتلة إلى روسيا أكثر من 17 مليار يورو (18.8 مليار دولار) في مقابل الوقود الأحفوري منذ بدء الغزو في 24 فبراير (شباط).

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي لـ"اندبندنت"، إن الكتلة أطلقت رداً على الحرب في أوكرانيا عقوبات غير مسبوقة، وتبنت للتو حزمة رابعة، تتضمن فرض حظر "بعيد الأجل" على الاستثمار الجديد في الطاقة الروسية.

وقال، إن "الأمر ينجح، فنحن نرى الأثر في الاقتصاد الروسي بالفعل– لقد أغلقت سوق الأوراق المالية أبوابها، وخسر الروبل نصف قيمته، وتفر شركات من البلاد.

لكن هناك حاجة إلى بعض المعاملات لضمان إمدادات بعض منتجات الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي".

وجرى التواصل مع "غازبروم" ووزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية في المملكة المتحدة للتعليق.

ودعا رئيس "غازبروم" موظفيها البالغ عددهم 500 ألف شخص إلى الالتفاف حول السيد بوتين للحفاظ على روسيا كقوة عظمى في مواجهة المحاولات الأجنبية لكسرها، طبقاً لرسالة نُشِرت الخميس.

© The Independent

المزيد من بيئة