Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تأثير الزوجة أقوى من تقاليد الإليزيه

تثير إطلالات إيمانويل ماكرون في الآونة الأخيرة جدلاً بسبب السلوك الاستعراضي الذي يعتريها

صور نشرها مكتب الرئيس إيمانويل ماكرون عقب اتصال له ببوتين (الرئاسة الفرنسية)

يطيب لأنصار الرئيس إيمانويل ماكرون توصيف علاقته بزوجته بريجيت التي تكبره بـ24 عاماً، بأنها علاقة حب تحدت التقاليد، فيما ينعتها المناوئون له بأنها علاقة بين طالب وأستاذته لم تحترم الأعراف المدرسية في بواكيرها.

إلا أن الجدل حول هذه القصة انتهى مع انتهاء حمى الانتخابات الأسخن التي فاز بها في 2017 ضد مرشحة اليمين ماري لوبان، لتطوى بعدها صحف المكايدات السياسية التي لا تحترم في كثير من الأحيان التفاصيل الشخصية، بخاصة عندما تطغى عليها الحدية المتطرفة التي غذتها لوبان في المشهد خلال ذلك العام.

عادت السيدة ماكرون بعدها إلى الظل كما هو عادة سيدات القصر في باريس، مارست مهام السيدة الأولى المعتادة، نشاط خيري، وحملات لمساعدة الأطفال المصابين بالأمراض المستعصية، رئاسات فخرية لمؤسسات تطوعية، ومناصب حقيقية في هيئات اجتماعية، وكل ما يمت إلى نشاط السيدة التي تسكن قصراً ينشغل فيه زوجها بإدارة أمور البلاد، إلا أن نشاطاً واحداً لا يشبه ما قامت به نظيراتها.

ترتيب جلسات التصوير

في الخامس من يونيو (حزيران) 2021، تم إيقاف المصورة الفرنسية الشهيرة ميشيل مارشان من قبل الشرطة، بعد أن وجهت إليها تهم "التلاعب والتأثير على الشهود" في قضية تمويل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي حملة الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، قبل أن تودعها المحكمة السجن لتهم أخرى ذات علاقة بهذه القضية.

وكعادة الساحات السياسية، تثير هذه القضايا التي تطال شخصيات شهيرة مثل المصورة الصحافية الشهيرة بـ"ميمي" نهم المهتمين بالنشاط العام، للبحث في علاقاتها السياسية الأخرى، وهو ما قاد الصحافة الفرنسية إلى علاقتها ببريجيت.

تقول التقارير إن السيدة ماكرون أدارت الأعمال الشخصية للزوجين منذ وصولهما إلى الإليزيه، كان من ضمن المهام التي اعتنت بها هو البحث عن مصور مناسب لتصوير الزوجين لصالح الصفحات الأولى للصحف والمجلات، والرحلات الخاصة واللحظات المهمة التي تعني الرئيس أو العائلة، ووقع خيارها على ميمي.

العلاقة بحسب بريجيت انقطعت مع المصورة بعد ظهور تورطها في الفضيحة السياسية، إلا أنها أظهرت اهتمام الزوجة بإطلالات الرئيس وحضوره العام على "المسرح" السياسي عبر استئجار أشهر المصورين.

أستاذة الدراما والفنون الأدائية

بالعودة إلى مدرسة أميان في شمال فرنسا الهادئ، حيث كان يدرس إيمانويل الثانوية في 1993، كانت بريجيت تدرس الدراما والفنون الأدائية عندما قرر الشاب ذو الـ16 عاماً الالتحاق بصف المسرح، ومنها تعارفا وبدأت قصتهما الشهيرة.

اضطرت الأستاذة إلى مغادرة المنطقة بعد أن ذاع صيت العلاقة كما يحصل عادة في القرى الصغيرة، واضطرت عائلة المراهق الشاب إلى الانتقال أيضاً وإيداع ابنها مدرسة أخرى في باريس، لكنه عاد ليلتقي بها من جديد بعد تخرجه وانفصالها عن زوجها السابق، إلا أن من التقاها كانت بالتأكيد أستاذة المسرح وليس شيئاً آخر.

كان هذا جلياً على صوره التي ينشرها الإليزيه أخيراً منذ اندلعت الحرب الأوكرانية، إذ يحاول إيمانويل ماكرون لعب دور أوروبي بارز يزاحم به نجومية بوريس جونسون الذي قطف ثمار الحرب سياسياً على المستوى الداخلي، في حين ينتظر الأول الاستحقاق الانتخابي الفرنسي بعد شهر من الآن بشعبية سياسية متراجعة.

إذ نشرت الرئاسة الفرنسية صوراً للرئيس في أوضاع استعراضية، وصفها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بـ"المفتعلة"، قالت إنها أعقبت اتصالاً مطولاً أجراه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أجريا خلاله مفاوضات "صعبة"، بحسب وصف باريس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف البيان المرفق مع الصور على لسان الرئيس "المفاوضات مع بوتين صعبة، لأنه يرفض وقف إطلاق النار، ولا أعتقد أنه سيتم التوصل إلى حل في الأيام المقبلة".

واجتهد الرئيس في شرح مضمون المكالمة في الصور، التي تظهر أسى وإحباطاً كبيرين يعتريانه بعد الاتصال.

المسرحي يهتم بتبرجه

لم تكن تلك هي الصور المسرحية الأخيرة التي أذاعها القصر في إطار نشاط الرئيس لإيجاد حل للحرب في أوكرانيا المندلعة منذ أواخر فبراير (شباط) الماضي.

فعلى غرار فولوديمير زيلينسكي، النجم التلفزيوني الذي لا يخفي تأثره بالأضواء في إطلالاته الأخيرة منذ تخلى عن البدلة لإدارة حكومة الحرب في كييف، يظهر نجم آخر في باريس يحاوله اقتدائه بسراويل الجينز الملفتة وإدارة حرب أخرى مع بوتين لكن من خلف الهاتف.

 

لكن تأثير نجوم الدراما والأضواء في منزل تسكنه بريجيت كان جلياً منذ الأيام الأولى، ففي 2017، قبل أن يكمل الرئيس الذي خرج من معركة شرسة أمام لوبان يومه الـ100 في أهم قصور الشانزليزيه، واجه ماكرون أولى تبعات تمرد شخصية النجم داخله، بعد أن تقدمت ناتاشا أم، خبيرة التجميل الشهيرة في باريس بفاتورتين إلى الإليزيه بقيمة 26 ألف يورو (31 ألف دولار) قالت إنها لمساحيق تجميل استهلكها الرئيس خلال ثلاثة أشهر، ولم يتم سدادها بعد.

هذه الفضيحة التي فجرتها مجلة "لو بوان" الباريسية انتشرت مثل النار في الهشيم، ليرد ممثلو صاحب المكياج الأغلى بأنها "كانت نفقات طارئة، وأن تكاليف المكياج المستقبلية ستنخفض بشكل ملحوظ".

أتت "فضيحة المكياج" مصحوبة بسياسات التقشف التي بدأها الرئيس الجديد منذ يومه الأول، بخفض كبير في الإنفاق العام، وخفض أكبر في ميزانية الدفاع بلغت 980 مليون دولار، أدت إلى استقالة قائد القوات المسلحة.

لدى الرئيس إيمانويل ماكرون شهوة كبيرة في اللعب مع الكاميرا والاستعداد لها، ليس منصفاً إلقاء المسؤولية حيالها على بريجيت لوحدها على الرغم من أنها قالت في وثائقي حول حياة الأسرة الرئاسية بث على شبكة "فرانس إنفو" إنها من تهتم بالتفاصيل الشخصية لزوجها الرئيس، إلا أنها قالت شيئاً آخر استحضرته من لقائها الأول به في المدرسة "عندما عدت إلى البيت ذلك اليوم، قلت لعائلتي: يوجد شاب مجنون في صفي، يعرف كل شيء عن كل شيء".

 

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير