Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أخطبوطات تحتمي في قمامة تلوث قيعان المحيطات

شكلت المخلفات الزجاجية أكثر من 40 في المئة من استخدامات هذه الرخويات للقمامة والبلاستيك نحو 25 في المئة

اللجوء المتزايد للأخطبوطات إلى الزجاج واستخدامه كمأوى لها ربما يعزى إلى كونه يشبه الملمس الداخلي للأصداف البحرية (روي كولدويل/ جامعة كاليفورنيا في بيركلي)

وثق علماء حدوث زيادة محتملة في استخدام الأخطبوطات للقمامة التي تلوث قاع المحيط واتخاذها مأوى لها، في نتائج ربما تساعد في التخفيف من وطأة الآثار التي تطرحها المخلفات على هذه الطائفة من الرخويات التي تسمى "رأسيات الأرجل" (أو رأسيات القدم] cephalopods.

البحث، الذي نُشر الشهر الماضي في مجلة "مارين بوليوشن بوليتن" Marine Pollution Bulletin المعنية بالتلوث البحري، أجرى تقييماً لمجموعة من الصور التقطها تحت سطح الماء عدد من هواة العلم حول العالم، وذلك بغية تحديد أوجه استخدام الأخطبوطات للقمامة البحرية، ومعرفة أي من هذه الأنواع الحية تتأثر بهذه الظاهرة، وفي أي مناطق.

تفحص العلماء، وبعضهم من "الجامعة الفيدرالية في ريو غراندي" في البرازيل، ما يربو على 260 صورة ملتقطة تحت سطح الماء اشتملت عليها ملفات لهواة منخرطين في خدمة العلم التشاركي، ووجدوا في النتيجة أن ثمانية أجناس و24 نوعاً من الأخطبوطات التي تعيش على مقربة من قاع المحيط تستخدم القمامة الموجودة هناك.

جمع العلماء معظم الصور ومقاطع الفيديو التي خضعت للتحليل في الدراسة من وسائل التواصل الاجتماعي بإذن من المصورين الأصليين، بينما وفر العلماء أنفسهم البعض منها.

كشفت النتائج عن أن القطع الزجاجية شكلت أكثر من 40 في المئة من الحالات التي تفاعلت فيها هذه الرخويات مع القمامة البحرية، فيما حاز البلاستيك الربع منها تقريباً.

ويقول الباحثون إن اللجوء المتزايد للأخطبوطات إلى الزجاج واستخدامه كمأوى لها مقارنة مع البلاستيك وغيره من أنواع المخلفات البحرية ربما يعزى إلى كونه أكثر شبهاً من البلاستيك، بالملمس الداخلي للأصداف البحرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكتب العلماء في الدراسة أن "العدد الأكبر من الصور جاء من آسيا، وكانت غالبية التسجيلات بين 2018 و2021".

وثق العلماء وغواصون مختصون بالبحار العميقة حالات عدة كانت الأخطبوطات تتفاعل فيها مع أشكال عدة من القمامة البحرية من قبيل معدات صيد متروكة في المياه، وقوارير زجاجية، ثم تحولها إلى ملاجئ اصطناعية لها طوال عقود.

وجد الباحثون أيضاً أن هذه الرخويات تستخدم كمنازل لها أغراضاً تخلص منها أصحابها ووجدت طريقها إلى قيعان المحيطات، من بينها أنابيب معدنية وحاويات وأكواب بلاستيكية.

الآن، تشير دراسات عدة إلى أن استخدام الأدوات، الذي كان يُعتقد سابقاً أنه سمة يتميز بها البشر، يشكل في الحقيقة خاصية معقدة تضطلع بها أيضاً على نحو شائع الأخطبوطات مستعينة بجهازها العصبي اللا فقاري الفريد من نوعه.

في الدراسة الجديدة، يشير العلماء إلى أنه في المناطق التي جمع فيها السائحون عدداً كبيراً جداً من الأصداف البحرية، كانت "رأسيات الأرجل"، العائلة التي تضم الأخطبوطات وحيوانات الحبار، مجبورة على تطويع سلوكياتها من أجل التكيف مع عدم توفر أصداف كافية تحتمي فيها.

صحيح أن المخلفات البشرية أصبحت بديلاً مفيداً لهذه المخلوقات تلجأ إليه عوض الأصداف، غير أن العلماء يعربون عن قلقهم من أن الأخطبوطات الذكية التي تكيفت مع استخدام القمامة ربما تفرط في الاعتماد عليها مع مرور الوقت.

ولا يستبعد العلماء أن "أي تأثير إيجابي واضح من شأنه أن يترك أيضاً عواقب عدة أيضاً وغير مباشرة".

كذلك يعتريهم قلق من أن بعض القمامة التي تعتاد عليها الأخطبوطات ربما تكون سامة لاحتوائها على معادن ثقيلة، أو تسبب أذى جسدياً لهذه المخلوقات البحرية.

ويقول الباحثون إن بعض أنواع الأخطبوطات، مثل "الأخطبوط البيغمي" (القزم) في البرازيل، اكتفت، كما وثقت الصور، بالالتجاء إلى القمامة، من دون وجود أي صور أو تسجيلات رسمية تبين استخدام هذا النوع من الأخطبوطات لمواد طبيعية، من قبيل قشور جوز الهند أو الأصداف البحرية، كمنازل له.

وفيما وجدت الدراسة زيادة واضحة في استخدام الأخطبوطات لقمامة قاع المحيط في الفترة الممتدة بين 2018 و2021، يقول الباحثون إن هذا مرده أيضاً إلى أن التقاط الصور تحت سطح الماء أصبح أكثر سهولة الآن من أي وقت مضى.

ولكن مع ذلك، يوضحون أن هذه النتائج ربما تؤشر أيضاً إلى احتمال مفاده أن المشكلات التي تسببها النفايات البحرية تزداد سوءاً.

وكتب الباحثون في الدراسة أن "العلم التشاركي [الذي يشارك فيه علماء هواة أو غير مختصين] قدم أدلة مهمة على حدوث تفاعلات بين الأخطبوطات والقمامة البحرية، مسلطاً الضوء على الأهمية التي يكتسيها هذا الواقع، والحاجة إلى النهوض بعمليات تقصٍّ إضافية حول الموضوع".

وأضاف العلماء أن "هذه المعلومات تعتبر أساسية في الحؤول دون ظهور الآثار الضارة للقمامة على الأخطبوطات والتخفيف من حدتها، وتحديد الثغرات المعرفية التي تتطلب الاهتمام".

© The Independent

المزيد من بيئة