أزمة مالية جديدة تضرب برشلونة

أعلنت، اليوم الاثنين، رابطة الدوري الإسباني "لا ليغا"، التقرير المالي للرواتب المسموح بها لأندية الدرجتين الأولى والثانية، بعد مراجعة العمليات المالية التي تمت خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وواصل ريال مدريد صدارة التصنيف بأعلى حد مسموح للرواتب والعمليات الرياضية، قيمته 739 مليون يورو، وهو نفس الرقم الذي بدأ به الموسم الحالي.

وتباينت الأرقام الجديدة للأندية بين من تمكنت من زيادة الحد الأقصى مثل أتلتيك بيلباو الذي بات بإمكانه استثمار 125 مليون يورو بدلاً من 112 مليون يورو في بداية الموسم، وأندية أخرى تقلصت القيمة المتاحة أمامها، إلا أن نادي برشلونة الذي نشط في انتقالات الشتاء لمحاولة دعم صفوفه، حقق رقماً استثنائياً، بتحول القيمة المتبقية معه إلى -144 مليون يورو.

وعانى برشلونة خلال الأشهر الأخيرة من أزمة مالية طاحنة، دفعت إدارته الجديدة برئاسة خوان لابورتا لتخفيض رواتب اللاعبين والإنفاق الرياضي لأدنى حدود ممكنة، كما اتخذت خطوة تاريخية بإعلان عدم التوصل إلى اتفاق مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، الهداف التاريخي للنادي، الذي رحل إلى باريس سان جيرمان، في أغسطس (آب).

ودخل النادي الكتالوني الموسم الحالي بقيمة متدنية لهامش الرواتب الجديدة هي 98 مليون يورو، لكن بعد إنفاق 55 مليون يورو لضم فيران توريس من مانشستر سيتي الإنجليزي، والتعاقد مع المهاجم الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ في صفقة انتقال حُر، بعد فسخ تعاقده مع أرسنال، واستعارة الجناح الإسباني أداما تراوري من ولفرهامبتون، وعودة الظهير البرازيلي المخضرم داني ألفيش، واحتساب رواتبهم، هبطت القيمة المتبقية لبرشلونة إلى رقم بالسالب، ليكون مُطالباً بتقليل رواتبه ومصروفاته بـ 144 مليون يورو، قبل بدء الموسم المقبل.

وسعى برشلونة خلال الفترة الأخيرة لإعادة بناء فريقه بقيادة مدربه الجديد، واللاعب الأسطوري للنادي، تشابي هيرنانديز، الذي تولى المهمة خلفاً للهولندي رونالد كومان، وبالفعل نجح لاعب الوسط السابق في إخراج الفريق من جموده، وتقدم به إلى المركز الثالث في الدوري، والمنافسة في بطولة الدوري الأوروبي.

ومن المتوقع أن تتحرك إدارة برشلونة خلال الأشهر القليلة المقبلة، لإبرام صفقات اقتصادية كبرى لزيادة دخل النادي، قبل حلول فصل الصيف، بخاصة أنه يستهدف استكمال مشروع إعادة بناء الفريق بضم لاعبين على مستوى عالمي، أبرزهم المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند.

وأشارت صحيفة "سبورت" الكتالونية إلى سير إدارة برشلونة نحو إبرام صفقتين استراتيجيتين قبل 30 يونيو (حزيران)، الأولى ستكون بالانضمام لاتفاق أندية "لا ليغا" مع صندوق "سي في سي" الاستثماري، والتي من شأنها أن تجلب إلى خزائن برشلونة دخلاً يبلغ حوالى 270 مليون يورو، فضلاً عن بيع نسبة 49 في المئة من شركة الإنتاج التابعة له، التي تحمل اسم "استديوهات برشلونة"، وذلك مقابل 300 مليون يورو.

ويأمل برشلونة في أن يتمكن سريعاً من إيجاد راعٍ رئيسي جديد مع اقتراب نهاية حقبة الراعي الحالي، شركة راكوتن اليابانية للتجارة الإلكترونية.

وإن تمكن برشلونة من إبرام تلك الصفقات الاستراتيجية الكبرى، إضافة إلى التخلص مع بعض اللاعبين غير المرغوب فيهم سواء بالبيع النهائي أو الإعارة لإخراج رواتبهم من قوائمه، سيعود إلى وضع مالي مميز يمكنه من التعاقد مع أهدافه في فصل الصيف للعودة للمنافسة على الألقاب الكبرى.