Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علامات غريبة على أسنان قرود يابانية تستدعي مراجعة التطور البشري

علماء يدعون إلى "إعادة النظر" في تفسير شقوق غير عادية تحملها حفرية إنسانية

آثار تآكل وقروح ظاهرة على أنياب وأسنان قردة المكاك (أونلاين لايبريري، ويلي.كزم)

أفادت دراسة حديثة بأن اكتشاف علامات غير عادية تحملها أسنان قرود من نوع "المكاك الياباني" الذي يعيش في البراري [المتوحش]، ربما يترك انعكاسات كبيرة على فهمنا لعملية تطور الجنس البشري.

قبل اليوم لم يعثر على هذه العلامات غير المألوفة من التآكل إلا على أسنان بشرية، وقد استخدمت بوصفها دليلاً على ثقافة استخدام الأدوات لدى أسلافنا البشر، إذ يقول خبراء إن ظهروها يعزى إلى الطريقة التي مضغ بها البشر القدماء جلود الحيوانات مستعينين بأسنانهم.

علماء آثار

تذكيراً، كان علماء آثار قد وجدوا أن أسناناً تعود إلى إنسان ضارب في القدم تحمل تشققات يخلفها استخدام "السواك"، كما وصفوها، على اعتقاد أن سببها وضع أدوات بين الأسنان الخلفية للتخلص من بقايا الطعام أو تخفيف حدة الألم.

ولكن دراسة جديدة نشرت الأسبوع الماضي في "المجلة الأميركية للأنثروبولوجيا البيولوجية" "American Journal of Biological Anthropology"، اكتشفت اهتراء مماثلاً للشقوق المذكورة آنفاً لدى قرود "مكاك" يابانية، مع العلم أنها لا تستخدم أدوات لتنظيف أسنانها.

"الابتلاع غير المقصود للرمل"

يعتقد الباحثون الآن أن "الابتلاع غير المقصود للرمل" لدى قرود المكاك اليابانية "ومضغ الرخويات البحرية" ربما يتركان على الأسنان تلك الآثار التي تشبه علامات "السواك".

ويعتقد العلماء أن تفسير التآكل المماثل الموجود في عينات بشرية ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ بوصفه دليلاً على أن إنسان تلك الحقبة استخدم الأدوات "ربما يتطلب إعادة النظر"، وفق قولهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"حتى الآن، اُعتبر أن الخدوش الكبيرة التي شابت الأسنان الأمامية في أحافير بشرية غابرة القدم مردها إلى سلوك يسمى" الحشر والقطع"، ومفاده أن شيئاً ما من قبيل جلود الحيوانات وضع بين أسنان أمامية من جهة وأداة حجرية من جهة أخرى بغرض القطع، قال إيان تاول، باحث مشارك في الدراسة من "جامعة أوتاغو" في نيوزيلندا.

ووجدت الدراسة الجديدة أن الأخاديد التي تشبه "السواك" على الأسنان الخلفية والخدوش المنتظمة الكبيرة على الأسنان الأمامية لقرود "المكاك" كانت ناتجة في الواقع من أكل المحار العالق في الصخور، من ثم مضغ الحصى والرمل في طعامهم عن غير قصد.

ويوضح العلماء أن هذه المجموعة من قرود "المكاك" معروفة جيداً باتخاذها سلوكيات رائعة من قبيل غسل الطعام في الماء وتناول الأسماك، وقد خضعت للدراسة طوال ما يربو على 70 عاماً.

تآكل غير عادي

ويقول هؤلاء إنه لم يلاحظ على هذا النوع من القرود استخدامه أدوات أو أغراضاً أخرى يمكن أن تسبب تآكلاً غير عادي في الأسنان.

"كان يعتقد أن التآكل غير المألوف الموجود في أسنان حفرية لأسلافنا اقتصر وجوده لدى البشر وحسب، وأنه يؤشر إلى أشكال معينة من استخدام الأدوات. وقد اعتبرت هذه الأنماط من التآكل في الأسنان أيضاً من بين أقدم الأدلة على العادات الثقافية التي تميز بها أسلافنا"، قال الدكتور تاول، ولكنه أضاف أن "بحثنا يشير إلى أن وجوب إعادة النظر في هذه الفكرة لأننا نرى تآكلاً متطابقاً للأسنان لدى مجموعة من القرود البرية لا تستخدم أدوات".

تساؤلات

ويقول الباحثون إن النتائج تثير تساؤلات بارزة تتصل بفهم التغيرات الثقافية التي طرأت خلال عملية التطور البشري، وتشير إلى ضرورة إعادة تقويم الأدلة الأولى المتصلة بالعادات الثقافية.

"نحن معتادون على السعي إلى إثبات أن البشر فريدون من نوعهم، لذا غالباً ما تلقى أوجه التشابه مع الرئيسات الأخرى الإهمال. عليه، ربما دراسة الرئيسات الحية اليوم تحمل أدلة مهمة لم تؤخذ في الاعتبار سابقاً"، ختم الدكتور تاول.

© The Independent

المزيد من علوم