Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بإصبعين ومضرب... عبدالقادر يحصد بطولات دولية في تنس الطاولة

استغرق تدريب اللاعب الفلسطيني نحو سنتين حتى أتقن مهارات اللعبة

بذراع واحدة وإصبعين في يده اليمنى تمكن اللاعب عبدالقادر من تثبيت مضرب تنس الطاولة، وبعد رمي الحكم الكرة الخفيفة بدأت المباراة بسرعة.

كان الرياضي يتحرك لصد ضربات خصمه مسجلاً في مرماه أهدافاً لمصلحته، وما إن مرت دقائق حتى حقق 11 نقطة ليعلن الفائز في المركز الأول في بطولة أميركا للاعبي رياضة تنس الطاولة لذوي الإعاقة.

عبدالقادر يعد بطلاً فلسطينياً في رياضة تنس الطاولة لذوي الإعاقة، وهو يعاني منذ ولادته قصوراً في الطرفين العلويين ولديه مشكلة في نمو يده اليسرى، وفي اليمنى فقط إصبعان وبهما تمكن من إتقان القبض على مضرب لعبة تنس الطاولة ليحصد بإصبعيه العديد من الجوائز العالمية والعربية ممثلاً لمعوقي فلسطين.

الإعاقة أكبر التحديات

تعتمد رياضة تنس الطاولة على استخدام اليدين بكامل قدرتهما، إذ بهما يتناوب اللاعبان على ضرب الكرة باستخدام مضرب اللعب على طاولة صلبة، ولكن في قطاع غزة كسر عبدالقادر هذه القاعدة. يقول، "مارست حياتي منذ مراحلها الأولى بشكل اعتيادي وتمكنت من وضع بصمة خاصة في عالم رياضة تنس الطاولة، وفي يدي القصيرة التي بها إصبعان فقط تمكنت من الإبداع في استخدام مضرب التنس لأتوج بطل فلسطين وأحصد كثيراً من الجوائز العالمية في هذه الرياضة".

فكرة لعب تنس الطاولة لم تكن سهلة على عبدالقادر الذي يوضح أن إعاقته كانت أكبر التحديات أمامه في رياضة تعتمد بشكل أساس على اليدين، ولكن إرادته ومعنوياته القوية شكلت له سنداً في تحدي الصعوبات، وقرر أن يتعلم قوانين وفنون هذه الرياضة.

بدأ عبدالقادر تدريباته بعد الالتحاق بناد رياضي لتنس الطاولة في منطقة سكنه، واستغرق تدريبه نحو سنتين متواصلتين حتى تمكن من القبض على مضرب تنس الطاولة بإصبعيه وتحريك يده الوحيدة التي تعاني قصوراً بشكل سلس، وبعد تمارين مطولة بات الرياضي محترفاً في مبارزة لاعبي هذه الرياضة.

سنتان حتى أتقن القبض على المضرب

ويقول عبدالقادر إنه تمكن بالعزيمة والإصرار "وبعد محاولات عدة وتدريبات كان يمارسها ليلاً ونهاراً من إمساك مضرب التنس بشكل ممتاز كأي رياضي سليم يمارس تلك الرياضة" مشيراً إلى أنه واصل تدريباته مع زملائه من ذوي الإعاقة بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع حتى تمكنوا من إتقان مهارات لعبة تنس الطاولة.

ويوضح أنه بعد وصوله إلى التصفيات النهائية في لعب تنس الطاولة التي أقيمت في غزة توج كأفضل لاعب في الأراضي الفلسطينية، وحينها وقع عليه الاختيار لتمثيل فلسطين في الدول الخارجية وأصبح ممثلاً عن بلاده للأشخاص ذوي الإعاقة في رياضة تنس الطاولة.

ونجاح عبدالقادر في هذه التجربة دفعه إلى تشكيل أول فريق رياضي من ذوي الإعاقة يمارس رياضة تنس الطاولة في قطاع غزة انضم إليه نحو 25 شخصاً من ذوي الإعاقة، وتمكنوا من المشاركة في العديد من بطولات تنس الطاولة وأبرزها تلك التي أقيمت في مدينة جدة لتنس الطاولة بالمملكة العربية السعودية، وحصدوا فيها سبع ميداليات تنوعت بين ذهبية وفضية وبرونزية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتأتي فكرة ممارسة رياضة تنس الطاولة لذوي الإعاقة تطبيقاً لقانون ذوي الإعاقة الفلسطيني والاتفاق الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي انضمت إليه فلسطين العام 2014، وعدلت قوانينها في الضفة الغربية بعد المصادقة عليها عام 2016، وتنص على ضرورة ممارسة هذه الفئة مختلف الرياضات والأنشطة الترفيهية.

حصد الميداليات

وممارسة الرياضي لتنس الطاولة في كثير من المحافل الدولية مكنته من حصد مزيد من البطولات، كان أبرزها أن توج في المركز الأول في بطولة أميركا المخصصة للألعاب التي يتقنها ذوو الإعاقة، وخلال مسيرته في الرياضة حصد نحو 35 ميدالية منوعة من أندية عالمية.

ويقول عبدالقادر إنه في كل مرة يتوج فيها ويرفع خلالها العلم الفلسطيني يشعر بأنه حقق إنجازاً لبلاده على الصعيد الرياضي، ولكن للأسف بمجرد العودة إلى أرض الوطن يذهب شعور الحصاد بسبب عدم إيجاد من يهتم به من قبل المؤسسات الرسمية والمجتمع الرياضي، مشيراً إلى أن ذوي الإعاقة لا يجدون أدنى متطلبات حياتهم ويعانون عدم توفر الحاجات اللازمة، سواء كانت خاصة بهم أم على صعيد ممارسة اللعبة.

وبحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (منظمة حكومية) فإن أعداد ذوي الإعاقة في قطاع غزة ارتفعت من 90 ألفاً إلى أكثر من 130 ألف شخص بعد الاحتجاجات الحدودية 2018، ويشكلون 2.4 في المئة من مجمل سكان القطاع، وبينهم 40 في المئة يعانون إعاقات حركية.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة