Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يدعم مرتزقة فاغنر الغامضون الروس في صراع أوكرانيا؟

دور هذه المجموعة المرتبطة بالكرملين غير واضح، لكن يقال إن مئات من مقاتليها موجودون في أوكرانيا

الحرب في أوكرانيا مستعرة على وقع سريان شائعات عن دور فاغنر الروسية (أ ف ب)

بدأت الطائرات تتحرك في أواخر ديسمبر (كانون الأول) وأوائل يناير (كانون الثاني). 

وكان على متن الطائرة العسكرية السرية القادمة من ليبيا مئات المرتزقة المتمرسين ممن ينتمون إلى مجموعة "فاغنر"، وهي مظلة غامضة تجمع شركات متعهدين عسكريين خاصة، مرتبطة بيفغيني بريغوجين حليف فلاديمير بوتين. وكانت وجهتهم هي المكان نفسه الذي برز فيه أولئك الذين يسمون بـ"الرجال الخضر الصغار" للمرة الأولى على مستوى العالم في عام 2014، أي أوكرانيا.

ويقول خبراء يتابعون من كثب تحركات مجموعة "فاغنر" وأعمالها منذ سنوات عدة، إن المتعهدين العسكريين، الذين يشتملون على جنود روس حاليين وسابقين وأوكرانيين وبيلاروسيين وصرب، كانوا على الأرض في أوكرانيا منذ أشهر. وقد أكدت تقارير إخبارية وجودهم هناك، ولمحت إلى منشورات غامضة على وسائط التواصل الاجتماعي عبر حسابات مرتبطة بمجموعة المرتزقة هذه.

غير أن العديد من الأسئلة عن دور هؤلاء المرتزقة في الصراع الأوكراني ما تزال مطروحة.

ورأى رسلان طراد، وهو متخصص بمجموعة "فاغنر" تابع تحركاتها في الشرق الأوسط وأفريقيا "إنهم ماهرون في مكافحة التمرد، وأوكرانيا هي المكان الذي رأت فيه المجموعة النور".

وقال طراد لصحيفة "اندبندنت" إنهم "بارعون في تتبع [ملاحقة حركات] المقاومة. إلا أنني أشك في أنهم سيشاركون في قتال مباشر".

وذكر مصدر مجهول يوم الاثنين لصحيفة الـ"تايمز" أن وجود مرتزقة "فاغنر" في البلاد كان جزءاً من مخطط يرمي إلى اغتيال الرئيس فولوديمير زيلينسكي ومعه بعض كبار المسؤولين، وهو سيناريو يقول الخبراء إن من شأنه أن يكون مغايراً بشكل مذهل لطريقة العمل المعتادة للمجموعة.

وكان مقاتلو "فاغنر" قد حاربوا في عام 2014 جنباً إلى جنب مع القوات النظامية الروسية والميليشيات الموالية للكرملين أيضاً، وغالباً ما كانوا يقومون بدور حرس إمبراطوري يعمل على الحفاظ على النظام في أوساط قوات كانت في غالب الأحيان مخمورة وغير منضبطة.

ومنذ ذلك الوقت جرى نشر مرتزقة "فاغنر" في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية كبنادق للإيجار. وهم يستخدمون من قبل حكومات استبدادية من أجل ملاحقة متمردين وتأمين منشآت أساسية من هجوم ضدها.

وقد فرضت الولايات المتحدة موجات من العقوبات على "فاغنر"، بالإضافة إلى بريغوجين بسبب [تورطهم في] انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان وجزاء جهود سعت إلى زعزعة الاستقرار في دول العالم النامي فضلاً عن حملات تضليل استهدفت دولاً غربية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وطبقاً لمذكرة وجهتها مجموعة "صوفان"، وهي شركة استشارية أمنية تتخذ من واشنطن مقراً لها، إلى المشتركين، يمكن لمقاتلي "فاغنر" أن ينخرطوا في عمليات استطلاع عميق في الأراضي الأوكرانية. "وهذا جزء من جهد يرمي إلى تقليص عدد الضحايا من العسكريين النظاميين الروس إلى الحد الأدنى"، علاوة على عمليات "الراية الكاذبة] [التضليل العسكري] من أجل تعزيز معنويات الروس والعمليات التخريبية الهادفة إلى تثبيط معنويات الأوكرانيين.

وجاء في مذكرة صوفان أن "الجمع بين حنكة بريغوجين في شن حملات تضليل وسيطرته على مجموعة فاغنر لشركات المتعهدين العسكريين الخاصة يشكلان كوكتيل مولوتوف فريداً وقوة غير متكافئة [خليطاً متفجراً ومصدر قوة غير متكافئة]".

وأوضح طراد أنه، استناداً إلى بحثه، الذي يشتمل على مناقشات مع مصادر مقربة من "فاغنر"، فإن الأهداف المأمولة من نشرها حالياً في أوكرانيا ما تزال غير واضحة. ورأى أن معظم مقاتلي "فاغنر" هم في المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة روسية محكمة، لكن يبدو أن قلة منهم قد نشرت في منطقة كييف التي دخلوا إليها عن طريق بيلاروس.

ويصف طراد وآخرون مقاتلي "فاغنر" بأنهم أكثر خبرة بكثير من معظم القوات الروسية، لكنهم ليسوا قوة فتاكة كما هي "سبيتسناز"، وحدات كوماندوز النخبة الخاصة التي سيكون من المرجح أكثر أن تتولى تنفيذ عمليات الاغتيال.

ولفت طراد إلى أنه "في حين أن عناصر فاغنر مرتبطون بهم [بسبيتسناز]، فإن ذلك [الاغتيال] ليس من نوع المهمات التي توكل إليهم. "وأضاف" حتى اليوم، لم يشارك مقاتلو "فاغنر"، في محاولات اغتيال. وما الحاجة إلى "فاغنر"، في وقت تتوفر لدى روسيا وحدات أفضل [أكثر كفاءة] من أجل القيام بذلك؟".

ويرى طراد أن من المرجح أن مقاتلي "فاغنر" يجري نشرهم استعداداً من أجل ما تتوقع روسيا أن يكون حرباً قذرة ستأتي في أعقاب الانتصار المحتمل للكرملين، حين تشكل جيوب المقاومة الشعبية الأوكرانية عقبات تعترض محاولة موسكو توطيد سلطتها وتنصيب نظام دمية [يأتمر بأوامرها].

إن اعتقال متمردين أو فارين من الخدمة، واستجوابهم وإساءة معاملتهم، هي أقرب إلى أنواع الأعمال التي تقوم بها عناصر "فاغنر"، حسبما ما يرى خبراء ومحققون. وتحقق الأمم المتحدة حالياً في مزاعم مقتل ما يزيد على 30 مدنياً على يد مرتزقة "فاغنر" وقوات جمهورية أفريقيا الوسطى في 16 يناير في سياق عملية كانت تستهدف مجموعة متمردة.

ورفع سوري في العام الماضي دعوى ضد مقاتلي "فاغنر" ممن زعم أنهم عذبوا شقيقه وقطعوا رأسه أثناء عملهم على تأمين محطة غاز في عام 2017. وقد كشف عن صور مروعة لعملية القتل، التي يظهر أن أحد مقاتلي فاغنر التقطها على سبيل الذكرى.

 وقال طراد إن "مهمات القتال على الجبهات الأمامية تختلف عما اعتاد عليه مقاتلو فاغنر... وإذا نظرت إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، يجد المرء أنهم جيدون جداً في وضع حد لكل أنواع المقاومة، لكن ذلك يتم لقاء ثمن وهو المشاركة في عمليات تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات