Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يتأثر الاقتصاد العالمي بالعقوبات الغربية على روسيا؟

النظام المالي الدولي هش وهناك مجال لتضخم الحرب الأوكرانية صدمات أخرى

تُعَد الدبابات نذير فوضى مالية فضلاً عن الدمار المادي. وروسيا تدرك هذا الأمر مثل أي دولة أخرى، فالحرب الشيشانية الأولى استنفدت خزائنها وعجلت بوقوع الأزمة المالية الروسية لعام 1998. والسؤال هذه المرة هو إلى أي مدى ستنتشر التموجات إلى ما وراء روسيا؟ في حين أن الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو السقوط الحر للروبل بعدما اقترح القادة الغربيون عقوبات أكثر صرامة على روسيا. فهم يخططون لتجميد أصول البنك المركزي الروسي، وحظر التعامل معه وطرد بعض البنوك الروسية من شبكة المدفوعات الدولية "سويفت".
وبحسب "فايننشال تايمز"، فقد قلصت الصدمة من احتياطيات روسيا من النقد الأجنبي المقدرة بـ630 مليار دولار، من خلال تحويلها إلى أصول لا يستطيع الغرب لمسها، إلا أن مستويات الديون الحكومية منخفضة نسبياً. ومع ذلك، فإن حزمة العقوبات هي إعلان حرب مالية. كما ضاعف البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة إلى 20 في المئة لحماية الروبل. لكن العملة الروسية تراجعت بنحو الخمس إلى 104 مقابل الدولار الأميركي، ما دفع الروس إلى الاصطفاف عند ماكينات الصرف الآلي لسحب النقود منذ الأحد الماضي. وتبخرت السيولة في لمح البصر، ولم يفتح سوق الأوراق المالية. ولم يتم تداول السندات المقومة بالروبل. كما انخفضت سندات اليورو إلى النصف. وارتفعت كلفة المقايضات للتأمين ضد التخلف عن السداد الروسي إلى 37 في المئة من القيمة الاسمية للسندات.

العقوبات وإضعاف النمو الاقتصادي وتضخم الأسعار

كل الأضرار التي تطال الاقتصاد الروسي تتزامن مع استمرار هشاشة النظام المالي العالمي، وجائحة كورونا التي لم تنتهِ بعد والميزانيات العمومية الحكومية المثقلة بالديون. وبالتالي هناك مجال للأزمة المالية الروسية لتضخيم الصدمات الأخرى في العالم- مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق الناشئة، على سبيل المثال. ونذكر أنه حين تداخلت الأزمات المالية في روسيا وآسيا في أواخر التسعينيات، كان من بين الضحايا، صندوق التحوط الأميركي لإدارة رأس المال طويلة الأجل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتوقع باحثون أن تؤدي الحرب والعقوبات إلى إضعاف النمو الاقتصادي المحلي وتضخم الأسعار، التي يتم تصديرها إلى العالم الأوسع عبر النفط والغاز المقوَّمين بالعملة الصعبة.ومن المؤكد أن التعرض هذه المرة سيكون في الغالب أقل وضوحاً مع تلاشي أهمية روسيا كسوق قابلة للاستثمار، حيث تمثل أقل من 4 في المئة من مؤشر الأسهم للأسواق الناشئة "أم أس سي آي". 

وسيكون هناك أيضاً كثير من الجيوب المالية، من تأجير الشركات للطائرات إلى شركة "إيروفلوت" (الناقل الرسمي لروسيا) إلى المدارس الداخلية البريطانية الفاخرة والتي تعج بالطلاب الروس الأثرياء. وسيتم تعطيل مدفوعات قسيمة السندات. إلى جانب الخطر المتزايد من وقوع هجمات إلكترونية من النوع الذي تعرضت له "تويوتا"، حيث قالت الشركة، إنها ستعلق كل عمليات المصانع المحلية، الثلاثاء، مما سيفقدها إنتاج نحو 13 ألف سيارة.

هجوم إالتكروني
ويأتي ذلك بعد تعرض إحدى الشركات التي تورد لها قطع غيار بلاستيكية ومكونات إلكترونية إلى ما اشتُبه بأنه هجوم إلكتروني. ولم تتوفر حتى الآن معلومات عن الجهة التي تقف وراء الهجوم أو دوافعه. كما يأتي بعد انضمام اليابان إلى الحلفاء الغربيين في تضييق الخناق على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، على الرغم من أنه لم يتضح على الإطلاق ما إذا كان الهجوم يرتبط بذلك.ويتمثل التهديد الأخطر في الاضطرابات التي لا يمكننا توقعها، مثل لحظات إفلاس بنك "ليمان براذرز" عندما انتشر الذعر في الأسواق على وقع الأزمة المالية العالمية في فترة 2007 - 2008. ثم تصبح النكسات الصغيرة أو المتوسطة للشركات، تهديدات وجودية. وتعني الحرب أن هذا التهديد أكبر الآن مما كان عليه خلال الأيام الأولى للوباء.