Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مساع روسية لاحتواء احتجاجات السويداء السورية

رفع الدعم شرارة أججت الحراك الشعبي

لقاء الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف مع مسؤولين روس في موسكو (الصفحة الرسمية للشيخ طريف)

صمتت حناجر المحتجين في ساحة مدينة السويداء، جنوب سوريا، ولو بشكل مؤقت عن نداءات أطلقوها على خلفية تظاهرات شعبية اندلعت، أخيراً، وعلق المتظاهرون نشاطهم، بشكل مؤقت، بعد أسبوع احتكموا فيه للشارع من دون تسجيل حوادث أو اعتداءات.

ولعل الشرارة التي أججت هذا الحراك هو رفع الحكومة الدعم في الأول من فبراير (شباط) الحالي، واستبعادها مئات آلاف العائلات من إمكان حصولها على مواد غذائية ومحروقات بما فيها البنزين بسعر التكلفة، الأمر الذي أشعل الشارع السوري برمته وأرهق حياة السوريين الاقتصادية، لا سيما أن معدلات دخل الفرد متدنية مقابل ارتفاع متزايد بأسعار السلع والبضائع.

ويترقب الشارع السوري في جبل العرب ذي الأغلبية من الطائفة الدرزية، ما ستفضي إليه المشاورات والمباحثات مع الجانب الروسي، والتي يقودها الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ موفق طريف، لبحث مطالب المحتجين في موسكو، بعدما ساد توتر في أرجاء المدينة الجنوبية، وسط تخوف من تنامي حركة الاحتجاجات.

التظاهر بسلام

في غضون ذلك، تترقب القوى المحركة للتظاهرات، التي لم يظهر بعد عراب لها أو حزب سياسي يتبنى مطالبها، ما ستسفر عنه لقاءات الشيخ طريف في العاصمة الروسية حيث أجرى لقاءات مع مسؤولين في الكرملين والخارجية، سبقها تلويح من قبل الشيخ طريف بتدويل قضية السويداء، وسط صمت دمشق حول الأحداث الأخيرة التي شهدها جبل العرب.

وسرعان ما انتفض الشارع في السويداء (تبعد 100 كيلو متر عن دمشق) بعد مطالبته بطي قرار إلغاء الدعم، واتسع الغضب الشعبي مطالباً بحقوق مدنية وعدالة وديمقراطية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفضل شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، حمود الحناوي، التريث في التعليق على تطور الأوضاع بعد تواصل "اندبندنت عربية" معه، في حين وصلت المدينة قوى أمنية وعسكرية كبيرة قبل أيام وصفها مصدر أمني بأنها باتت ضرورية للحد من حال الفوضى والفلتان الأمني، وهي قوى مدربة لمكافحة الشغب، وتأتي حماية للأهالي من أي أعمال تخريبية.

وعد روسي

وعقد الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين الشيخ طريف سلسلة لقاءات مع مبعوث الرئيس الروسي ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، نتج عنها اقتراح "فتح معبر آمن مع الأردن لإنعاش جبل العرب اقتصادياً وتوفير فرص المعيشة اللائقة، وضرورة ترسيخ مكانة الدروز في الدستور السوري".

وطالب الشيخ طريف الروس، في اجتماعات موسكو، بإيجاد آلية لتقديم المساعدات لأبناء الطائفة في الجبل، ودعا إلى إنشاء مشاريع اجتماعية واقتصادية لتنمية الاقتصاد المجتمعي في جبل العرب.

ووعد الروس بدراسة المقترحات مع وزارة الدفاع الروسية والقوى العاملة على الأرض ومع الجانب السوري من أجل ضمان عودة الأمان إلى شوارع السويداء.

تجدد الاحتجاجات

وتوقع متابعون تجدد التظاهرات، الجمعة المقبل، 18 فبراير، واللافت تحول المطالب بشكل متدرج من قضايا تحسين المعيشة إلى رفع شعارات تعود بالذاكرة للحراك الشعبي في سوريا عام 2011، ورجح مراقبون أن تستمر التظاهرات على الرغم من المساعي الروسية لاحتوائها.

وقلل عضو لجنة المصالحة السورية والناطق باسمها، عمر رحمون، من خطورة ما يجري واصفاً ما يحدث بـ"فشة خلق" من قبل أهالي السويداء حول قرار رفع الدعم، "ما جرى هو مطالبة بتحسين الواقع المعيشي وبثني الحكومة، والتراجع عن قرارها، لكن أراد بعضهم جر الحراك إلى اتجاهات طائفية وعناوين لا تخدم القضية الوطنية بشكل عام، ولا تخدم مطالب الأهالي في السويداء، وبالتالي هي فشة خلق".

وقال الناطق باسم لجنة المصالحة السورية إنه لا يمكن وصف ما يحدث بـ "الثورة"، بل هناك محاولة لإيصال الصوت إلى الدولة والسعي للتراجع عن قرار رفع الدعم، لافتاً النظر إلى موقع الجغرافيا للسويداء التي لا يسمح لها أن تكون نقطة انطلاق لثورة، وبتقديره، ستثمر الوساطة الروسية لإنهاء هذه الأزمة.

وسارعت مجموعة أحزاب في الحراك بجبل العرب، منها هيئة التنسيق الوطني، إلى إطلاق حلول لما يجري أبرزها ضرورة التشاور والتنسيق من أجل توحيد القوى السياسية الوطنية الديمقراطية، والتفاهم على خريطة طريق للحل السياسي على أساس القرار الأممي 2254 للانتقال الديمقراطي، علاوة عن وقفات تضامنية مع الحراك الشعبي في الشمال السوري.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي