Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تكهنات حول تحضير حسين الشيخ لخلافة الرئيس الفلسطيني

ترجيحات متضاربة في شأن مرحلة ما بعد محمود عباس مع ضعف احتمال إجراء الانتخابات

يُعتبر حسين الشيخ من أبرز المقربين لعباس خلال السنوات الماضية (وفا)

سارع العضو الجديد في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إلى الدعوة لحوار وطني فوري شامل وثنائي لـ "حماية المشروع الوطني"، وذلك بعد أيام قليلة على انتخابه من قبل "المجلس المركزي" في موقعه الجديد.
وعلى الرغم من أن تلك الدعوة اعتيادية ولم تأت بجديد، لكن الإعلام الرسمي الفلسطيني عمل على تضخيمها والترويج لها، وذلك بعدما دفع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقوة لحصول الشيخ على عضوية "اللجنة التنفيذية"، أعلى هيئة تنفيذية لمنظمة التحرير.
نفوذ كبير
ويحظى حسين الشيخ بنفوذ كبير للغاية في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، لقربه الشديد من عباس الذي يقابله يومياً ويصطحبه معه في زياراته الخارجية، وأيضاً خلال لقاءاته بالمسؤولين العرب والأجانب بمقر الرئاسة في رام الله.
ومع أن منصب الشيخ كعضو في اللجنة المركزية لحركة فتح لا يؤهله لذلك، إلا أن ترؤسه ملف العلاقة مع إسرائيل عبر رئاسته "هيئة الشؤون المدنية" أسهم في تعاظم نفوذه، إضافة إلى ثقة عباس الكبيرة فيه.
ويتولى الشيخ إلى جانب ملف العلاقة مع إسرائيل التواصل مع المسؤوليين الأميركيين، ومارس فعلياً مهمات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الراحل صائب عريقات بعد وفاته أواخر العام 2020.
وقبل ساعات من لقاء عباس وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس جنوب تل أبيب في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، زار الشيخ القاهرة للاجتماع بوزيري الخارجية المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي، وكانت لافتة مشاركة الشيخ في ذلك الاجتماع بدلاً من وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي يشارك عادة في الاجتماعات مع نظرائه العرب والأجانب.
وخلال اجتماعه الأسبوع الماضي في رام الله، انتخب "المجلس المركزي" الشيخ في عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بدلاً من الراحل عريقات.


مسألة الانتخابات
كما انتخب "المجلس المركزي" روحي فتوح رئيساً للمجلس الوطني الفلسطيني في ظل ترجيح أن يتولى المجلس الوطني، باعتباره البرلمان الفلسطيني، دوراً في المرحلة الانتقالية لما بعد الرئيس عباس.
لكن المرحلة الانتقالية تتطلب إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية كان عباس أجلها العام الماضي، متعللاً برفض إسرائيل السماح بإجرائها في القدس المحتلة.

وشهد الإعداد لتلك الانتخابات صراعات وانقسامات في حركة فتح، وفصل عضو لجنتها المركزية ناصر القدوة من الحركة بسبب نيته خوض الانتخابات بقائمة مستقلة عن "فتح"، بالتعاون مع القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي المعقتل منذ أكثر من 20 سنة في إسرائيل.
ويستعبد مراقبون إمكان اتفاق "حركة فتح" بمختلف تياراتها على مرشح واحد يمثلها خلال الانتخابات الرئاسية في اليوم التالي لرحيل عباس.
ومع أن الشيخ لم ينف نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، لكنه شدد على أن "الرئيس الفلسطيني لن يأتي إلا عبر صناديق الاقتراع وليس عبر التعيين".
لمن الاختيار؟
وأوضح الشيخ أن "المؤسسات في حركة فتح وفي منظمة التحرير هي صاحبة الحق في الاختيار"، مضيفاً أنه "لن يأتي أي قائد أو زعيم عبر بروباغندا أو دبابة إسرائيلية أو بقرار إقليمي أو دولي".
لكن القيادي المفصول من اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة قال لـ "اندبندنت عربية" إن "ما جرى تحضيره في الغرف المغلقة من إبراز بعض الشخصيات وفصل أخرى لن يستمر، وسيكون غير صالح في اليوم التالي لرحيل الرئيس عباس"، مضيفاً أن ذلك "غير شرعي وغير مستدام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدد على أن "محاولات الدفع ببعض الشخصيات نحو الترشح للانتخابات لن يكتب لها النجاح"، مضيفاً أن "المجموعة الحاكمة لا تريد الانتخابات لكنها ستكون مضطرة إليها عقب وفاة الرئيس عباس".
وحذر القدوة من أن "السيناريوهات كافة مطروحة بما فيها الفوضى إثر وفاة الرئيس، وذلك لعدم وجود مؤسسات شرعية تعمل على سد الفراغ".
العلاقة مع إسرائيل
ويرفض الشيخ قطع العلاقات مع إسرائيل أو تعليق الاعتراف بها، على الرغم من اتخاذ المجلسين المركزي والوطني قرارات بذلك، مرجعاً ذلك إلى أن "المنظومة الفلسطينية القائمة غير قادرة على تطبيق ذلك، مما يعني انهيار السلطة الفلسطينية".
وبحسب الشيخ فإن الصراع مع إسرائيل "لن ينتهي بالضربة القاضية لكنه بالتراكم"، مشدداً على أن "تعزيز صمود الفلسطينيين على أراضيهم وتوفير حياة كريمة لهم يجب أن يكون من أبرز أولويات أي قائد مسؤول للفلسطينيين".

ومع أن الشيخ أشار إلى عدم وجود شريك إسرائيلي لصنع السلام استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، لكنه دعا إلى "المقاومة والمفاوضات معه".
وأوضح الشيخ أن الفلسطينيين يعيشون في "مرحلة بين الثورة والدولة، فلا يوجد رجل ثورة أو دولة في فلسطين، لكن هناك مزيجاً بينهما".

كما اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت جورج جقمان أن "عضوية الشيخ في اللجنة التفيذية لمنظمة التحرير تضعه في موقع المنافسة على الترشح للرئاسة"، مضيفاً أن "المعركة المحتدمة على خلافة الرئيس عباس متواصلة منذ سنوات بين قيادات في حركة فتح ولم تحسم بعد".
وأشار جقمان إلى "عدم وجود آلية واضحة تضمن انتقالاً سلساً للسلطة بعد الرئيس عباس"، مرجحاً أن يتولى المجلس المركزي تسمية بديل لفترة انتقالية قبل إجراء الانتخابات.
وشدد جقمان على أن "أي شخصية ستأتي إلى الرئاسة الفلسطينية يجب أن تحظى برضا إقليمي وإسرائيلي وأميركي"، مشيراً إلى وجود شخصيات من حركة فتح تتمتع بذلك.

لكن جقمان أشار إلى "ولادة حزب جديد" خلال اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني عام 2018 سماه "حزب السلطة ويضم شخصيات فتحاوية نافذة متحالفة مع رجال أعمال"، مضيفاً أن المجلس الوطني "لم يعد يمثل كل الفلسطينيين".
وتوقع جقمان أن "ينتهي عصر الالتحام بين حركة فتح والسلطة الفلسطينية بعد انتهاء الجيل القديم من قيادات الحركة خلال 10 سنوات"، مضيفاً أنه "ستتم إعادة بناء الحركة من جديد".

المزيد من الشرق الأوسط