Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

4 أزمات تزيد أوجاع الأسهم وسط موجة الخسائر

على المتعاملين التزام خططهم الاستثمارية وسحب القليل من السيولة من السوق

يمكن أن يكون تقلب السوق أمراً جيداً للمستثمرين (أ ب)

كانت الأسابيع القليلة الماضية بمثابة تذكير صارخ بأن الأسهم يمكن أن تكون متقلبة، وأحياناً ستكون شديدة التقلب خلال الأيام المقبلة. ففي الأسواق الأميركية، انخفض مؤشر "ستاندراد آند بورز 500" بأكثر من 5 في المئة خلال تداولات يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو أسوأ أداء له منذ بدء الوباء. وفيما استمر تقلب الأسواق خلال الأسبوعين الأولين من فبراير (شباط) الحالي، يتوقع محللون أن يستمر التقلب خلال الفترة المقبلة لأربعة أسباب، يتمثل الأول في زيادة المخاوف بشأن التضخم، والثاني في قرب ارتفاع أسعار الفائدة، والثالث في حالة عدم اليقين الجيوسياسي، وأخيراً استمرار وباء كورونا وظهور عديد من المتحورات.

ويرى كريج فيرانتينو، مؤسس "كريج جيمس فاينانشال سيرفيسز" في "ميلفيل" بنيويورك، أن "هناك كثيراً من الرياح المعاكسة... بعضها مؤقت، لكن البعض منها قد يستغرق وقتاً طويلاً حتى يُزال... هناك كثير من عدم اليقين الاقتصادي".

ويمكن أن يكون تقلب السوق أمراً جيداً للمستثمرين على المدى الطويل متوسط التكلفة بالدولار (بمعنى أنهم يساهمون بانتظام في حساباتهم الاستثمارية بمرور الوقت) لأنه يسمح لهم بالتحوط من مخاطرهم عن طريق شراء الأسهم عند الارتفاعات والانخفاضات على حد سواء، من العوائد. لكن الأداء الأخير للسوق جعل بعض المستثمرين قلقين في شأن التصحيح المحتمل، إذ تهبط السوق خلاله بنسبة 10 في المئة أو أكثر من المستويات المرتفعة الأخيرة.

كيف تتجاوز حالة التقلب الشديد؟

وترى ديبورا ماير، المخططة المالية المعتمدة والرئيس التنفيذي لشركة "وورثي نيست"، أنه "بالنسبة إلى المستثمر المتقاعد العادي الذي ليس لديه مستشار يذكره خلال فترة الصعود بأنه سيكون هناك تصحيح، يمكن أن تكون الفترة المقبلة مرعبة... هذا ينطبق بشكل خاص على جيل الألفية الذي لم يمر بأزمة السوق من قبل".

لكن، إذا كنت قلقاً في شأن استثماراتك، عليك أولاً أن تأخذ المال الذي تحتاج إليه في المدى القصير خارج السوق. وينصح المحللون بعدم الاحتفاظ بأي أموال ستحتاج إليها في السنوات الخمس المقبلة (أو قبل ذلك) خارج سوق الأوراق المالية وتحويلها إلى استثمارات أكثر أماناً مثل حساب التوفير عالي العائد أو صندوق سوق المال. ويتضمن ذلك صندوق الطوارئ الخاص بك، إضافة إلى الأموال النقدية التي خصصتها لأهداف قريبة المدى مثل دفعة أولى لمنزل أو تجديد أو حفل زفاف.

وإذا كنت متقاعداً أو على وشك التقاعد وتخطط للاستفادة من محفظتك في التكاليف اليومية، عليك التفكير في نقل ما يصل إلى عامين من النفقات خارج سوق الأوراق المالية. وترى نانسي هيتريك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "سمارتر فاينناشال سولوشنز"، أنه "طالما أنك تعلم أن احتياجات السيولة لديك قد تمت تلبيتها، يمكنك أن تدع محفظتك تقوم بعملها، وستتغلب على أي ركود محتمل".

كذلك، عليك الالتزام بخطتك للاستثمارات طويلة الأجل. وللاستثمارات طويلة الأجل، ذكر نفسك بما تدخر من أجله. فإذا كنت تضع المال جانباً لتقاعد بعد عقود، على سبيل المثال، أو الدراسة الجامعية لطفلك، فلديك متسع من الوقت لاستثماراتك للتعافي من أي انخفاضات أو حتى تصحيح. والسبب الذي يجعل معظم المستشارين يوصون بأن يحتفظ المستثمرون على المدى الطويل بالجزء الأكبر من أموالهم في محفظة متنوعة مع تخصيص كبير للأسهم، هو أن التقلبات والمخاطر قصيرة الأجل تسمح بعائدات أعلى بمرور الوقت. ولكن، يجب عليك تحديد التخصيص الأفضل بالنسبة إليك بناءً على أفقك الزمني وتحملك المخاطر الشخصية.

أخيراً، عليك ان تتأكد من أن لديك توقعات واقعية. فحتى مع السوق الهابطة القصيرة التي ضُربت في بداية الوباء، تمتع المستثمرون بأداء قياسي في السنوات الماضية. ارتفع مؤشر "ستاندارد آند بورز 500" بنسبة 60 في المئة تقريباً خلال السنوات الثلاث الماضية. ومن السهل أن ننسى أنه من الناحية التاريخية، فإن العوائد السنوية تقترب من 10 في المئة، وأن الأسواق الهابطة (التراجع بنسبة 20 في المئة أو أكثر) قد حدثت في المتوسط مرة كل سنتين إلى ثلاث سنوات. وهذا يعني أن توقع استمرار أداء استثماراتك كما كانت على مدار السنوات الثلاث الماضية ليس بالأمر الواقعي.

الأسوأ ينتظر أسواق الأسهم

في الوقت نفسه، كشف تقرير حديث أنه إذا غزت روسيا أوكرانيا، قد تكون أسواق الأسهم العالمية في طريق صعب وأسوأ بكثير من معظم الأحداث الجيوسياسية الأخرى في العقود العديدة الماضية. وقد يؤدي الغزو إلى مزيد من تعطيل إمدادات النفط الخام. مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار التي هي بالفعل في أعلى مستوياتها منذ سبع سنوات وتقترب من 100 دولار للبرميل، لكنها ستسجل مستويات أعلى من ذلك إذا وقع الغزو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى نعيم أسلم، كبير محللي السوق لدى "أفاتريد"، أنه "من المرجح أن يدفع الصراع بين روسيا وأوكرانيا أسعار النفط الخام إلى ما فوق 100 دولار للبرميل في وقت أقرب مما كان متوقعاً في وقت سابق... القفزة المحتملة في أسعار النفط تعتمد على نوع العقوبات التي من المحتمل أن تفرضها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على روسيا إذا ما قامت بغزو جارتها".

ويمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى الإضرار بالمستهلكين ودفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى إلى التحرك بسرعة أكبر لرفع أسعار الفائدة لمحاولة كبح التضخم. ومن المحتمل أن تكون هذه أخباراً سيئة للأسهم. وكتب محللو "كابيتال إيكونوميكس"، في تقرير حديث، أن "الغزو الروسي لأوكرانيا أو تشديد العقوبات يمكن أن يضيف ما يصل إلى نقطتين مئويتين للتضخم في الأسواق المتقدمة وخصوصاً في أوروبا".

يضيف التقرير أنه "بالنظر إلى الخلفية التضخمية والإشارات المتفائلة من البنوك المركزية، يمكن تشديد السياسة النقدية بقوة نتيجة لذلك". وقد تتجاهل السوق بعض العناوين المخيفة، لكن ليس عندما يتعلق الأمر بالنفط، وهذا أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل السوق على الأرجح لا تتجاهل الصراع في أوكرانيا، على الرغم من أنها سرعان ما رفضت العديد من المناوشات والهجمات الإرهابية الأخرى خلال القرن الماضي.

كيف ردت الأسواق على الأحداث العسكرية؟

وفي تحليل لرد فعل الأسواق على 24 حدثاً عسكرياً، يجد كبير محللي الاستثمار في "سي أف آر إي رسيرش"، أن مؤشر "ستاندارد آند بورز 500" ينخفض عادة بنسبة 1 في المئة فقط عند ورود أنباء أولية عن حدث عسكري أو هجوم إرهابي، و5.5 في المئة فقط على مدار حدث معين. ويستغرق الأمر في المتوسط نحو 52 يوماً فقط حتى تستعيد الأسهم خسائرها.

ويشير التحليل إلى أن أسواق الأسهم معرضة لخطر تداعيات الحرب على التضخم أكثر من تعرضها لغزو محتمل لأوكرانيا. ويوضح أن "التاريخ يذكر المستثمرين بأن الأنشطة العسكرية والإرهابية المفاجئة كانت تقليدياً قصيرة العمر وتمثل فرصة شراء جذابة".

فيما لم يكن لعديد من هذه الأحداث تداعيات اقتصادية أوسع، مثلما حدث عند اغتيال الرئيس كينيدي، ومذبحة الرياضيين الإسرائيليين في أولمبياد ميونيخ عام 1972، وتفجير مدريد عام 2004، وهجوم لندن الإرهابي عام 2005، وتفجير ماراثون بوسطن عام 2013.

لكن صراعاً عسكرياً رئيساً آخر على قائمة التحليل أثر بالفعل في سوق النفط، وهو حرب 1990 في أعقاب غزو صدام حسين الكويت. وقد أدى ذلك إلى صدمة أكبر في السوق. فقد انخفض مؤشر "ستاندارد آند بورز 500" بنسبة 17 في المئة تقريباً مع بداية حرب الخليج. واستغرق الأمر أكثر من نصف عام لتعويض السوق خسائرها.

ويبدو من المرجح أن الصراع الذي طال أمده في أوكرانيا سيكون أكثر إشكالية للأسواق والاقتصاد العالميين، يشبه إلى حد كبير غزو الكويت أكثر من الأحداث الإرهابية التي تحدث لمرة واحدة. ويشعر آخرون بالقلق من حقيقة أن روسيا ليست مجرد لاعب مهم في سوق الطاقة. تقول فيونا سينكوتا، كبيرة محللي الأسواق المالية في "سيتي إندكس"، إنه "بالنظر إلى أن روسيا هي مورد رئيس للنفط والحبوب ومنتج رئيس للبلاديوم المستخدم في المحولات الحفازة، فإن المخاوف من ارتفاع الأسعار حقيقية للغاية". ويوضح التحليل أن آخر ما يحتاج إليه المستهلكون أو المستثمرون هو مزيد من ضغوط التضخم لدفع تكاليف السلع إلى أعلى.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة