Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المعارك في اليمن تمتد إلى معاقل الحوثي التاريخية

ألوية الجيش والتحالف تستعيد "حرض" الاستراتيجية وعينها على "صعدة" عاصمة الميليشيات قبل صنعاء

في أول تحرك من نوعه منذ نحو عامين على توقف تلك الجبهات، شنت قوات الجيش اليمني بإسناد جوي وبري من التحالف العربي يوم السبت، هجوماً على مواقع ميليشيات الحوثي في مديرية الظاهر الحدودية بمحافظة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة المدعومة من إيران، تزامناً مع تقدم جديد أحرزته في مدينة حرض المجاورة التابعة لمحافظة حجة أقصى الشمال.

وقال المركز الإعلامي التابع لوزارة الدفاع اليمنية، إن قوات الجيش حققت تقدماً في محور الملاحيط باتجاه مديريتي الظاهر وحيدان، وتمكنت من تدمير آليات حوثية ضمن تعزيزات تم الدفع بها باتجاه المنطقة، في مسعى إلى إعاقة تقدم القوات الشرعية بعد قصفها بالمدفعية الثقيلة.

إلا أن قناة "المسيرة" المتحدثة باسم الحوثيين نقلت عن قيادة الميليشيات قولها إنها نجحت في صد هجمات القوات التي "تسللت إلى بعض المناطق في محيط مدينة حرض".

وتكمن أهمية منطقة الظاهر في كون السيطرة عليها ستقطع أحد أبرز خطوط إمدادات الحوثي في "مثلث الملاحيط" الاستراتيجي الذي يربط بين اليمن والسعودية في مدينة حرض، ومنطقة مران ومديريتي شدا ورازح ذات التضاريس الجبلية الوعرة.

حرض وعمليات موازية

وتتزامن هذه التطورات مع قيام الجيش اليمني بعملية موازية تهدف إلى تحرير مدينة حرض غرب البلاد على الحدود مع السعودية، في إطار جملة المستجدات الميدانية التي تشهد تحولاً لافتاً في مسار معركة الشرعية اليمنية ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، عقب تغير المعادلة العسكرية وتحرير محافظة شبوة بالكامل ومديرية حريب في مأرب (شرق) قبيل أسابيع، ومباغتة الحوثيين في محاور قتالية عدة ونقل المعركة إلى معاقلهم التاريخية والمقر المفترض لوجود زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الذي ترجح معظم الروايات اليمنية تنقله بين كهوف جبال صعدة.

تمشيط المحرر

من جانبه، نقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش بدأت منذ ساعات الفجر الأولى التعامل مع الجيوب الحوثية في الأطراف الجنوبية والغربية لمدينة حرض التابعة لمحافظة حجة الحدودية، في إطار العملية العسكرية لاستكمال تحرير المدينة بعد إطباق الحصار عليها.

وأضاف أن الجيش تعامل مع تعزيزات حوثية قدمت عبر جبهة المزراق لمحاولة استخراج عناصرها المحاصرة داخل المدينة، مؤكداً تدمير طيران تحالف دعم الشرعية تعزيزات تابعة للحوثيين كانت قادمة باتجاه المدينة، وأنه ألحق بها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال الساعات الماضية نجحت القوات الحكومية بإسناد من مقاتلات التحالف في التقدم على الجهة الشرقية لمديرية حرض، عبر محوري منطقة الفج ثم معسكر المحصام، وصولاً إلى جبال الحصنين، والثاني من قرية الخمج وصولاً إلى جبال الحصين، لتُحاصر الميليشيات الحوثية في مدينة حرض مع تأمين المناطق المحررة.

وتمثل مدينة حرض مركزاً استراتيجياً لوقوعها على الحدود مع السعودية، وبها يوجد منفذ "الطوال" البري مع الرياض، وأغلق هذا المنفذ عام 2015 بعد تحويل الحوثيين المدينة إلى قاعدة عسكرية يستهدفون عبرها مدن جنوب المملكة بالمقذوفات والصواريخ.

وتكمن أهمية المدينة كذلك في توسطها محافظات يمنية عدة، وهي صعدة وعمران والحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، وهي المناطق التي تمثل العمق الاستراتيجي والمخزون البشري للميليشيات الحوثية، الأمر الذي سيجعل من خسارتها نقطة تحول قد تكون عواقبها قاسية على الحوثي.

عام الانتقال النوعي

يأتي هذا عقب ساعات من تصريح لوزير الدفاع اليمني قال خلاله إن العام 2022 سيكون عام الانتقال النوعي في سير المعركة الوجودية مع المشروع الإيراني وميليشيات الحوثي في البلاد.

وقال الفريق الركن محمد المقدشي إن الجيش قادر على صناعة التحولات الوطنية بفضل تضحياته والتفاف كل الشرفاء والأحرار، ودعم الأشقاء في التحالف العربي.

ونوّه خلال اجتماع لهيئات ودوائر وزارة الدفاع بالدعم والإسناد الجوي واللوجستي الفاعل الذي تقدمه قوات التحالف العربي، ووقوفها بجانب اليمن وجيشه لاستعادة دولته واستقراره.

وبقيام الجيش اليمني بتغيير معادلة الحرب من الدفاع إلى الهجوم، فرض واقعاً جديداً في مسرح العمليات القتالية غيرت مجرى السيطرة الميدانية على نحو سريع ومفاجئ لمصلحة الشرعية المعترف بها دولياً، لتكشف عن انهيارات عسكرية واسعة بين صفوف مقاتلي العناصر الموالية لإيران عقب أيام من طردهم من شبوة وأجزاء من مأرب، والاتجاه نحو فك الخناق عن جارتها مأرب (وكلتاهما غنيتان بالنفط) التي تواجه ضغطاً حوثياً متواصلاً منذ فبراير (شباط) الماضي.

المزيد من الأخبار