Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السندات العالمية تتلقى ضربة مع استعداد المتداولين لتشديدات البنوك المركزية

يتوقع المستثمرون زيادات "مبكرة وسريعة" في الأسعار بينما يكافح صانعو السياسة التضخم الحاد 

مبنى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (رويترز)

خضعت السندات الحكومية العالمية لموجة جديدة من البيع يوم الجمعة الماضي، حيث زادت توقعات التجار بأن البنوك المركزية الرائدة في العالم ستضطر إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لترويض التضخم.

وكان الدين قصير الأجل، الذي يتسم بحساسية خاصة لتوقعات السياسة النقدية، في قلب عمليات البيع، في انعكاس لانخفاض الأسعار، حيث قفز العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين (وهو معيار عالمي مهم) 0.11 نقطة مئوية إلى 1.3 في المئة، هذا التحول الكبير، بالنسبة إلى سوق تتحرك عادة بزيادات طفيفة، أخذ العوائد إلى أعلى مستوى منذ أوائل عام 2020.

أما عبر المحيط الأطلسي، فارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل خمس سنوات بما يصل إلى 0.13 نقطة مئوية، وأغلق في النهاية فوق الصفر في المئة للمرة الأولى منذ عام 2018. 

وقال ويليام مارشال، وهو محلل استراتيجي لأسعار الفائدة في بنك "غولدمان ساكس" لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، "لقد تحولت سياسة تسعير مجموعة العشر بشكل حاد نحو توقع ارتفاعات مبكرة وبشكل أسرع". 

وجاءت هذه التحركات في نهاية أسبوع حافل بالنسبة لصانعي السياسة النقدية العالمية. ورفع بنك إنجلترا يوم الخميس الماضي، سعر الفائدة الرئيس للمرة الثانية على التوالي، بينما أشار البنك المركزي الأوروبي في ذات اليوم، إلى تحول متشدد في السياسة. وبعد يوم واحد، عزز تقرير أقوى بكثير من المتوقع عن سوق العمل الأميركية، التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع تكاليف الاقتراض بقوة هذا العام لإبطاء نمو الأسعار المرتفع باستمرار. 

من جهته، قال بيل باباداكيس، الباحث في مجال الاقتصاد الكلي في "لومبارد أودييه"، إن "الدافع الرئيس الوحيد عبر الأسواق هو هذا المحور المتشدد المنسق الآن من قبل البنوك المركزية الرئيسة". 

وكانت السرعة التي اضطر بها صانعو السياسة لتعديل خططهم، صارخة بشكل خاص في أوروبا، حيث أظهر تقرير نشر الأربعاء الماضي، أن التضخم في منطقة اليورو يرتفع بشكل غير متوقع إلى مستوى قياسي بلغ 5.1 في المئة. 

وأقرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، الخميس، بأن مخاطر التضخم "مالت إلى الأعلى"، وامتنعت عن استبعاد ارتفاع أسعار الفائدة هذا العام. وكانت لاغارد قد رفضت الشهر الماضي، مثل هذه الخطوة، ووصفتها بأنها "غير مرجحة للغاية". 

بيانات التضخم الساخنة وتوقعات السوق 

وأدّت بيانات التضخم الساخنة وتحول لاغارد الأكثر تشدداً إلى تعديل كبير في توقعات السوق للسياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي لهذا العام. ففي حين تظهر بيانات "بلومبيرغ" حول التداول في أسواق المال، أن تسعير الأسواق الآن يتم بنصف نقطة مئوية من زيادات الأسعار بحلول نهاية عام 2022، مقارنةً بنحو 0.12 نقطة مئوية في نهاية الأسبوع الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال جيوفاني زاني، كبير الاقتصاديين في منطقة اليورو في بنك "نات ويست"، إن لاغارد تبدو وكأنها "تتحول إلى صقر" لأنها أخذت على محمل الجد مخاطر استمرار التضخم في تجاوز هدف البنك المركزي الأوروبي على المدى المتوسط ​​والبالغ 2 في المئة. 

وقال فابيو باسي، محلل الأسعار في "جي بي مورغان"، "كان التضخم أكثر ثباتاً مما كان متوقعاً في الأصل وتميل المخاطر الآن إلى الاتجاه الصعودي".

شراء الأصول وسوق الوظائف

ويتوقع بنك "غولدمان ساكس" أن ينهي البنك المركزي الأوروبي برنامجه الضخم لشراء الأصول في يونيو (حزيران) المقبل، يليه ارتفاع سعر الفائدة ربع نقطة على معدل الإيداع في سبتمبر (أيلول) وديسمبر (كانون الأول)، مما يترك سعر الفائدة الرئيس للبنك المركزي عند الصفر بحلول نهاية العام. 

وأظهر تقرير صدر، الجمعة، أن الاقتصاد الأميركي، أضاف 467,000 وظيفة الشهر الماضي - أعلى بكثير من رقم الـ150,000 الذي توقعه محللو "وول ستريت" – مما عزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) سيخفض بسرعة إجراءاته التحفيزية هذا العام. 

وبعد تقرير الوظائف، بدأ المتداولون في سوق العقود الآجلة في تسجيل مزيد من زيادات الأسعار في الولايات المتحدة. ويتوقع الآن تسجيل أكثر من خمسة ارتفاعات ربع نقطة مئوية هذا العام، مقابل ما بين أربعة وخمسة ارتفاعات قبل الإصدار، وفقاً لبيانات "بلومبيرغ". ويضع ذلك التوقعات لسعر الفائدة الرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي عند 1.3 نقطة مئوية بنهاية هذا العام. 

وقال أندرو هانتر، كبير الاقتصاديين الأميركيين في "كابيتال إيكونوميكس"، إن بنك الاحتياطي الفيدرالي "مسموح له بالارتفاع" بعد أرقام الوظائف القوية. 

وكانت الزيادة في الوظائف غير الزراعية إلى 467,000 في يناير (كانون الثاني) أقوى مما تبدو عليه، حيث جاءت على الرغم من الارتفاع المفاجئ في التغيب عن العمل بسبب متحورة "أوميكرون" من فيروس كورونا، ورافقته تنقيحات تصاعدية كبيرة للمكاسب التي تحققت خلال الشهرين الماضيين.