على الرغم من أهمية قول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إذا ترشّحت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في 2024، إلا أن طرحه فكرة العفو عن عدد من مهاجمي الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، هو بمثابة تصعيد سياسي رداً على تحقيق برلماني في شأن الهجوم واحتمال دوره فيه.
فقد تسببت تصريحات الرئيس السابق، خلال تجمع في تكساس في نهاية الأسبوع الماضي، بعدم ارتياح حتى ضمن منتمين إلى الحزب الجمهوري.
وقال "إذا ترشّحت وإذا فُزت، سنعامل مهاجمي الكابيتول بعدل".
ووعد بقيام "أكبر تظاهرة في التاريخ، من واشنطن إلى نيويورك، مروراً بأتلانتا" في حال قام المدّعون "بأي أمر غير قانوني" في التحقيقات بشأن أعماله وشخصه.
ويركز تحقيق تقوم به لجنة برلمانية ذات غالبية ديمقراطية، على مسؤولية ترمب عن هجوم أنصاره على مبنى الكونغرس، راسماً تدريجياً صورة رئيس استخدم كلّ الوسائل المتاحة له لمحاولة التمسك بالسلطة.
قلب نتائج الانتخابات
في مسودة قرار تنفيذي لم يُوقّع، يأمر البيت الأبيض أعلى مسؤول عسكري في البلاد بالاستيلاء على المعدات الانتخابية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، التي وضعت اللجنة يدها عليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي أمر آخر وجّهه ترمب إلى محاميه، بحسب ما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" مساء الاثنين 31 يناير (كانون الثاني)، طلب منه الاتصال بوزارة الداخلية والاستيلاء على المعدات الانتخابية.
وبعد الاستماع إلى أكثر من 400 شاهد، تحاول اللجنة البرلمانية دراسة أكثر من 700 صفحة من المستندات تعمّد ترمب تمزيق بعضها، فأعاد فريقها لصقها.
وأكّد أعضاء في اللجنة البرلمانية أن المستندات تحتوي على بعض المعلومات التي "تمنّى الرئيس السابق أن تبقى مخفيّة".
وأكّد ترمب في بيان نُشر في نهاية الأسبوع الماضي أن نيّته كانت "قلب نتائج الانتخابات الرئاسية".
واعتبر أن الانتخابات تخلّلها "كثير من الاحتيال والمخالفات"، فيما لا يزال يعتقد وأنصاره أن الانتخابات سُرقت منهم.
وأصدرت اللجنة البرلمانية المعنية بالتحقيق بأحداث 6 يناير سلسلة مذكرات الاستدعاء للمحيطين بالملياردير الأميركي واتُّهم أحدهم برفض الإدلاء بشهادته.
وتتحرك اللجنة البرلمانية بسرعة وحرص على نشر الخلاصات التي توصّلت إليها قبل انتخابات التجديد النصفي التي يعد الجمهوريون فيها "بموجة حمراء" (اللون الذي يعتمده الحزب الجمهوري) وبدفن تحقيقات اللجنة البرلمانية.
عوائق تواجه ترشّحه
ويعتبر ترمب أن حزبه منتصر، ويبدو أنه يستعدّ للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024 وأبدى، مساء الاثنين، استعداده لخوضها متفاخراً بامتلاكه ميزانية هائلة تفوق 122 مليون دولار، وهو مبلغ لم يسبق أن امتلكه رئيس سابق.
وقال "هم يكرهون أنني أُحطّم جميع الأرقام القياسية"، متّهماً وسائل الإعلام بعدم رغبتها في تغطية نجاحاته أو بالإسهاب في الحديث عن فشله.
لكن، لا يزال هناك عوائق عدة تواجه ترشّحه المحتمل إلى رئاسة البيت الأبيض.
وحتّى لو تمكّن حزبه من الفوز بالانتخابات النصفية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، سيتعيّن على ترمب مواجهة انتقادات زملائه المُحافظين الذين بدأ عدد منهم ينأى بنفسه منه.
ووصف السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام وعود ترمب بالعفو عن عدد من مهاجمي الكابيتول بأنها "غير مناسبة".
في المقابل، يعمل العديد من النواب الجمهوريين منذ أسابيع على مشروع قانون تمّ إعداده بشكل خاص لمنع قلب اي نتائج انتخابات.