Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السودان... قتلى في عملية فض الاعتصام ودعوات لعصيان شامل

فوضى بعد اقتحام مقر المحتجين أمام وزارة الدفاع في الخرطوم

محتجون سودانيون يشعلون الإطارات وينصبون المتاريس في أحد شوارع الخرطوم ويطالبون المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين (رويترز)

قتل 13 شخصا وأصيب المئات بجروح اليوم الاثنين في عملية فض الاعتصام التي نفذتها القوات السودانية قرب مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، بحسب ما أعلن تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" الذي يقود حركة الاحتجاج.

ولفتت مصادر ميدانية إلى تعرض عدد من الخيم وسط ميدان الاعتصام إلى الاحتراق، وأظهرت لقطات تلفزيونية النار تشتعل بخيام المحتجين، في وقت كان المحتجون يفرون من مكان الاعتصام.

ووجهت لجنة أطباء السودان المركزية "نداء عاجلاً للأطباء والكوادر الطبية بالتوجه إلى القيادة العامة والمستشفيات القريبة تحسباً لأي طارئ"، في حين أكدت لجنة "أطباء السودان المركزية" سقوط تسعة قتلى على الأقل وإصابة العشرات نتيجة إطلاق النار العشوائي.

وتحدثت مصادر محلية عن "اقتحام قوات الأمن موقع الاعتصام في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، وسط طلقات نار لم يُعرف مصدرها"، كاشفة أن "قوات الأمن تتحرك في شوارع العاصمة الخرطوم".

وأكد ناشطون أن "حوالى 200 عربة تنتشر محملة بالقوات النظامية والدعم السريع قطعت كبري المنشية في طريقها إلى مقر الاعتصام".

إقفال طرق

ورداً على عملية فض الاعتصام، أغلق آلاف المحتجين طرقاً عدة بالحجارة والإطارات المشتعلة في مدينة أم درمان، وقال حزب "المؤتمر السوداني" إن "سلوك المجلس الانقلابي وضعنا أمام خيار واحد، وهو مواصلة الثورة من أجل إسقاط النظام".

ودعا تجمع المهنيين بدوره، إلى "عصيان مدني شامل، وإغلاق الشوارع والمنافذ"، مطالباً "بحماية المتظاهرين في الميدان".

ودعت قوى "إعلان الحرية والتغيير"، التي تقود حركة الاحتجاج في السودان، في بيان، إلى تنظيم "مسيرات ومواكب في كل الأحياء والمدن والقرى، ضد المجلس العسكري الحاكم، الذي يحاول فضّ الاعتصام بالقوة أمام مقر قيادته في الخرطوم"، وقالت "ندعو إلى العمل على إسقاط المجلس العسكري عبر الخروج في مسيرات سلمية ومواكب تجوب الأحياء والمدن والقرى".

بدوره دعا حزب الأمة السوداني، بقيادة الصادق المهدي، "أنصاره والشعب للنزول إلى الشوارع"، معتبراً "أن المجلس العسكري لم يعد منحازاً للثورة السودانية". وقال قيادي في حزب الامة إن "ما حصل في السودان هو انقلاب عسكري كامل، قرار المجلس العسكري خاطئ ونتاج تحركات بقايا نظام البشير".

هذا وأفادت مصادر محلية بتوقف رحلات الطيران الداخلية والخارجية في مطار الخرطوم الدولي، بالتزامن مع دعوات للتظاهرات في العاصمة، احتجاجاً على فض اعتصام المحتجين أمام مقر قيادة الجيش. 

وأوضحت المصادر أن توقف الرحلات من مطار الخرطوم، سببه عدم تمكن موظفي المطار من الوصول إلى أماكن عملهم، نتيجة تعثر حركة المواصلات وإقفال عدد من الطرق.

المجلس العسكري

وبينما ذكرت الجهات الأمنية أن "مصدر إطلاق النار مجهول"، أوضحت مصادر المجلس العسكري أن "قوات الأمن دخلت الميدان بعد دخول مجموعة كبيرة من المخالفين إليه"، مؤكدة "دخول فارين من منطقة كولومبيا إلى مكان الاعتصام، ما اضطر الأمن لمطاردتهم".

وأضافت أن "الشرطة نظفت ساحة الاعتصام بعد خروج المعتصمين ولن تسمح بعودتهم".

وقال المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق شمس الدين كباشي، إن "القوات السودانية لم تفضّ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة، بل استهدفت منطقة مجاورة له باتت تشكل خطراً على أمن المواطنين".

وتابع "هناك منطقة تسمى كولومبيا ظلت منذ فترة طويلة بؤرة للفساد والممارسات التي تتنافى وسلوك المجتمع السوداني، وأصبحت تشكل تهديداً أمنياً كبيراً لمواطنينا، وتحركت قوات الأمن على هذا الأساس".

ولفت الفريق شمس الدين كباشي إلى أن "الجيش والمواطنين وقوى الحرية والتغيير، اتفقوا على أن هذه المنطقة تمثل خطراً، وتؤثر أيضاً في أمن الثوار في منطقة الاعتصام، وبناء على ذلك، قررت السلطات المعنية التحرك صوب هذه المنطقة، بما يؤدي إلى أمن وسلامة المجتمع".

وأوضح المتحدث باسم المجلس العسكري أنهم كانوا "على تواصل مع قيادات تجمع الحرية والتغيير، وأطلعناهم على الترتيبات وما يجري في فض منطقة كولومبيا". واختتم قائلاً "ميدان الاعتصام مفتوح أمام الثوار ولا مانع من الوصول إليه".

ردود إقليمية ودولية

وفي أول تعليق على محاولات التصعيد، دعت السفارة الأميركية في الخرطوم إلى وقف الهجمات على المتظاهرين، واتهمت المجلس العسكري "بعدم قيادته البلاد بمسؤولية".

بدورها، شددت مصر على أهمية التزام الأطراف السودانية كافة بالهدوء وضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات لتحقيق تطلعات الشعب السوداني

وكانت "قوى الحرية والتغيير" قالت في وقت سابق "هناك إرهاصات تُنذر بمحاولة المجلس العسكري فضّ الاعتصام بالقوة"، وناشدت المواطنين بـ "التوجه إلى مكان الاعتصام لحماية الثورة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي