توصلت "بلومبيرغ" إلى قائمة أغنى 20 عائلة في آسيا وفقاً لمؤشرها للمليارديرات، الذين يتحكمون بشكل جماعي في إجمالي 495 مليار دولار، أي أن ثرواتهم مجتمعة تتجاوز الناتج المحلي الإجمالي لـ"هونغ كونغ" أو سنغافورة. وحصلت العائلات الـ20 الأكثر ثراءً في المنطقة على زيادة قدرها 33 مليار دولار منذ نهاية عام 2020.
عائلة أمباني الهندية
تصدرت المرتبة الأولى في قائمة أكثر عائلات آسيا ثراءً للعام الثالث على التوالي بثروة تقدر بـ 90.3 مليار دولار، مع توجه شركتها "ريلاينس إندستريز" المحدودة نحو التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية، إذ يستعد رئيس مجلس الإدارة موكيش أمباني لتسليم زمام الأمور لأولاده.
وبدأ ديروباي أمباني والد موكيش وأنيل، ببناء مقدمة لشركة "ريلاينس إندستريز" في عام 1957. وعندما توفي ديروباي في 2002 من دون أن يترك وصية، توسطت أرملته في تسوية بين أبنائها للسيطرة على ثروة الأسرة. ويتولى موكيش الآن رئاسة المجموعة التي تتخذ من مومباي مقراً لها، وتمتلك أكبر مجمع لتكرير النفط بالعالم وتتوسع في مجال التكنولوجيا والبيع بالتجزئة، ويعيش في قصر مكون من 27 طابقاً يطلق عليه أغلى سكن خاص في العالم.
عائلة غوان الإندونيسية
وحلت عائلة غوان الإندونيسية في المرتبة الثانية بثروة تقدر بـ36.3 مليار دولار، إذ اشترت "أوي وي غوان" ماركة سجائر في عام 1950 وأطلق عليها اسم "دجاروم". نمت الشركة لتصبح واحدة من أكبر صانعي السجائر في إندونيسيا، وبعد وفاة "أوي" عام 1963 نوّع ولداه مايكل وبودي استثمارات الشركة من خلال الاستثمار في بنك آسيا الوسطى، وتشكل هذه الحصة الآن معظم ثروة العائلة.
عائلة ميستري الهندية
وجاءت ميستري الهندية في المرتبة الثالثة بثروة تقدر بـ 34 مليار دولار. وتأسست شركة ميستري العائلية في الهند عام 1865 عندما أسس جد بالونجي ميستري مشروع إنشاءات مع رجل إنجليزي. وتغطي مجموعة شابورجي بالونجي الآن مجالات عمل مختلفة بما في ذلك الهندسة والبناء.
وتمتلك العائلة أيضاً أسهماً في شركة "تاتا سوننز" القابضة الرئيسة خلف "تاتا غروب" التي تسيطر على "جاغوار لاند روفر"، وسعى بالونجس ميستري لمبادلة حصته في "تاتا سونز" التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات بأسهم في التكتل، لكن القاضي حكم ضدها.
وفي عام 2019 انضم أبناؤه شابور وبالون وتانيا إلى مجلس إدارة الشركة التي تحولت إلى مجموعة قابضة.
عائلة صن الصينية
عائلة "صن هونغ كاي" احتلت المرتبة الرابعة بثروة تقدر بـ31.1 مليار دولار. وأدرج "كوك تاك – سنغ"، "صن هونغ كاي" للعقارات في عام 1972. ومنذ ذلك الحين أصبحت الشركة أحد أكبر مطوري العقارات في هونغ كونغ وأساس ثروة العائلة، وتولى أبناؤه والتر وتوماس وريموند، زمام الأمور عندما توفي عام 1990.
عائلة تشاروين التايلاندية
وجاءت شركة "إيه إن واي تشارويثن بوكفاند" بالمرتبة الخامسة في قائمة العائلات الأكثر ثراء في آسيا بثروة تقدر بـ30 مليار دولار. وكان "شيا إيك تشور" فرّ من قريته التي دمرتها الأعاصير جنوب الصين وبدأ حياة جديدة في تايلاند، حيث قام ببيع بذور الخضراوات مع شقيقه عام 1921. وبعد قرن من الزمان كان ابن شيا دانين هو رئيس مجلس إدارة مجموعة "تشاروين بوكفاند"، وهي مجموعة من الأطعمة ووحدات البيع بالتجزئة والاتصالات.
عائلة نامت ساي التايوانية
وحلت العائلة التايوانية "نامت ساي" في المرتبة السادسة بثروة تقدر بحوالى 28.6 مليار دولار، إذ أسس الأخوان تساي شركة "كاثير" للتأمين على الحياة عام 1962، وفي 1979 قررت العائلة تقسيم الشركة فتولى "تساي وان لين" و"تساي وان تساي" إدارة شركتي "كاثي للتأمين على الحياة" و"كاثاي للتأمين" على التوالي، ولاحقاً تم تغيير اسم الشركة إلى "فوبون" للتأمين.
وتسيطر العائلة الآن على شركتين ماليتين كبيرتين في تايوان، وتنوعت أعمالها في قطاعات تشمل العقارات والاتصالات، وقيل إن شركة فوبون للتأمين تجري محادثات متقدمة لشراء غروب الاستهلاكية في الصين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عائلة تشينغ الصينية
جمعت عائلة تشينغ ثروة تقدر بـ23.1 مليار دولار لتحل بذلك في المرتبة السابعة، وبدأت ثروة عائلة تشينغ مع مجوهرات "تشاو تاي فوك"، واتخذت رمز سهمها في "1929" وهو عام تأسيسها. ويسيطر تشينغ أيضاً على "نيو وورلد ديفالوبمنت"، وهي واحدة من أكبر شركات العقارات والبنية التحتية في المدينة.
عائلة "ووكونغ" الصينية
وتقدر ثروة عائلة "باو ووكونغ" بـ23 مليار دولار، إذ بدأ عمله في الشحن بمبلغ 20 ألف دولار هونغ كونغ (الآن حوالى 2500 دولار) تم جلبه إلى هونغ كونغ من شنغهاي منذ أكثر من نصف عقد. وجمّعت الشركة أكثر من 200 سفينة بحلول عام 1979، مما جعلها أكبر أسطول شحن سائب في العالم مملوك بشكل مستقل في ذلك الوقت، وللتكيف مع ظروف السوق تنوعت "باو" في العقارات باستخدام عائدات مبيعات السفن، وعندما توفي "باو" عام 1991 تم تقسيم أعماله بين بناته الأربع وعائلاتهن.
ويُستمد جزء كبير من ثروة العائلة الحالية من شركة تطوير العقارات في هونغ كونغ ويلوك التي تم الاستيلاء عليها في عام 2020. وفي عام 2014 أصبح "دوغلاس وو" حفيد باو رئيس مجلس إدارة ويلوك.
عائلة "لي كوم كي" تايلاندية
اخترع "لي كيم شيونغ" صلصة المحار وأسس شركة "ليم كوم كي" عام 1888، وعندما احترق مصنع صلصة المحار الأصلي في مقاطعة جوانجدونج عام 1902 أعيد بناء الشركة في ماكاو المجاورة، حيث بقيت حتى انتقلت إلى مدينة هونغ كونغ الأكثر ازدهاراً.
وعزز عضو الجيل الثالث "لي مان تات" سيطرته على الشركة عبر شراء حصص أعمامه وشقيقه، ودخلت العائلة في مجال المكملات الصحية عام 1992 مع شركة "إل كي كي هيلث بروكت" لمنتجات الصحة، الشركة المصنعة والبائعة للعلاجات العشبية. وتمتلك العائلة أيضاً أصولاً عقارية كبيرة، بما في ذلك برج "ووكي توكي" في لندن. وتوفي "لي مان تات" عام 2021 عن عمر يناهز 91 عاماً، ويشغل ابنه تشارلي الآن منصب رئيس مجلس الإدارة.
عائلة يوفيديا التايلاندية
أنشأ تشالو يوفيديا صيدلية عام 1956 لبيع الأدوية. وتنوع في وقت لاحق إلى السلع الاستهلاكية، وفي عام 1975 اخترع مشروب طاقة سماه "كراتينغ داينغ" التايلاندية لـ"الثور الأحمر"، وبعد أن اكتشف المسوق النمساوي ديتريش ماتيشيتز المشروب في رحلة عمل تعاون مع تشالو لتعديل الوصفة وتسويق "رد بول" عالمياً، ويمكن أن تعزا ثروات عائلتي يوفيديا ماتيستشيتز إلى حد كبير لنجاح "رد بول". وعندما توفي "تشالو" أصبح ابنه "سارافوت" الرئيس التنفيذي لمجموعة "تي سي بي"، وتقدر ثروة العائلة بـ19.9 مليار دولار.
عائلة لينغ سنغافورة
وأسس "كويك هونغ بابوا نيولينغ" وأخوته الثلاثة شركة "هونغ ليونغ" في سنغافورة عام 1941. ويدير ابنه الأكبر "كويك لينغ بينغ" عمليات في دولة المدينة تتراوح من التطوير العقاري إلى الضيافة والتمويل، وتم إرسال ابن شقيق "كويك لينغ تشان" إلى ماليزيا لقيادة هذا الجزء من الشركة العائلية التي أصبحت واحدة من أكبر التكتلات في البلاد. وتولى منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "هونغ ليونغ" خلفاً لوالده.
عائلة سي الفيليبينية
ولد هنري سي في الصين وهاجر إلى الفيليبين عندما كان في الـ12 من عمره. ساعد والده في بيع الرز والسردين والصابون قبل أن يفتتح أول متجر أحذية له في عام 1958. ومن متجر صغير في وسط مدينة مانيلا نمت الأعمال التجارية إلى تكتل المصالح بما في ذلك التجزئة والمصارف والممتلكات. واليوم تدير المجموعة آلاف من متاجر التجزئة والفروع المصرفية، وتبلغ ثروة العائلة 17.8 مليار دولار، أي المرتبة نفسها عائلة "لينغ" من سنغافورة.
عائلة قدوري من العراق
وفي ثمانينيات القرن الـ19 وصل إيلي قدوري وشقيقه الأكبر إليس إلى هونغ كونغ للعمل لدى عائلة ساسون، وهي عائلة بارزة من الشتات اليهودي في بغداد، حيث أسس الأخوان لاحقاً شركة وساطة وجمعوا حصصاً في البنوك والعقارات ومرافق توليد الطاقة، تشمل الاستثمارات الرئيسة "سي إل بي هولدينغز"، مورد الكهرباء إلى كولون والأراضي الجديدة، إضافة إلى فنادق هونغ كونغ وشنغهاي، وتمتلك المجموعة سلسلة فنادق "بينينتشولا"، ويترأس الآن كلا النشاطين التجاريين مايكل حفيد إيلي.
عائلة بيرلا الهندية
تعد "أديتيا بيرلا غروب" واحدة من أقدم الشركات المملوكة لعائلة "بيرلا" الهندية، ولها مصالح في صناعات تشمل المعادن والأسمنت والخدمات المالية والاتصالات والبيع بالتجزئة.
بدأت كشركة لتجارة القطن في القرن الـ19 قبل أن يخلق غانشيام داس بيرلا، الذي مول معركة المهاتما غاندي من أجل الاستقلال عن الحكم البريطاني، ليصبح أحد أكبر صانعي الألمنيوم في البلاد، وحفيده كومار بيرلا هو الآن رئيس مجلس إدارة الشركة.
عائلة تشول كوريا الجنوبية
بدأ لي بيونغ تشيل شركة سامسونغ في عام 1938 كشركة تجارية لتصدير الفواكه والخضراوات والأسماك، ودخل عالم الإلكترونيات من خلال إنشاء شركة "سامسونغ إليكتورنكس" عام 1969، التي أصبحت أكبر صانع لرقائق الذاكرة والهواتف الذكية في العالم، وعندما توفي عام 1987 تولى ابنه الثالث لي كون هي" العمل. توفي في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 بعد سنوات من العلاج في المستشفى بعد نوبة قلبية عام 2014. ومنذ ذلك الحين عزز "لي" سيطرته على التكتل، وأمضى بعض الوقت في السجن بتهمة الرشوة في فضيحة أدت إلى عزل الرئيس السابق "بارك جيون هيي" عام 2017، وأطلق سراحه مشروطاً العام الماضي.
عائلة توري اليابانية
افتتح شينجيرو توري مؤسس شركة "سنتوري" أول متجر له عام 1899 لبيع النبيذ والمشروبات الكحولية على الطراز الغربي. وتحت قيادة ابنه كيزو ساجي الذي تولى منصب الرئيس في عام 1961، أصبحت "سنتوري" تكتلاً بمليارات الدولارات مع اهتمامات تتراوح من المشروبات الكحولية إلى الأطعمة الصحية، ويترأس حفيد المؤسس نوبوتادا ساجي الشركة الآن.
عائلة تشونغ كوريا الجنوبية
أسس جويونغ تشونغ شركة "هيونداي" عام 1946 كشركة هندسة وإنشاءات لتنمو في ما بعد إلى تكتل يصنع كل شيء من السيارات إلى السفن، وتوفي في 2001 بعد فترة وجيزة من تفكك المجموعة بعد معركة للسيطرة بين اثنين من أبنائه الستة الباقين على قيد الحياة، ونتج من ذلك انفصال شركة "هيونداي موتور" التي يترأسها الآن حفيد المؤسس يويسون تشانغ الذي تولى المنصب من والده كرئيس.
عائلة هندوجا الباكستانية
سافر بارماناند هندوجا، وهو في الأصل من شيكاربور، ويقيم حالياً في باكستان، إلى مومباي لتأسيس شركته في التجارة والمصارف عام 1914. وبعد خمس سنوات افتتح مكتباً في طهران، حيث ظل المقر الرئيس للمجموعة حتى عام 1979. وتوفي بارماناند عام 1971، وغادر أبناؤه جوبيشاند وسريشاند إلى لندن بعد ثماني سنوات، بينما انتقل براكاش إلى جنيف وبقي أشوك في مومباي. مجموعة هندوجا لديها حالياً أعمال تجارية في صناعات مثل الطاقة والسيارات والتمويل والرعاية الصحية، وتمتلك الأسرة عقارات في الهند ولندن.
عائلة تشانغ الصينية
بدأ تشانغ شيبينغ الشركة السابقة لـ"تشينا هونغ كياو" عام 1994، إذ استفاد عضو الحزب الشيوعي المخضرم بالكامل من إصلاحات السوق التي بشر بها الزعيم السابق دينغ تشيا أوبينغ لتحويل شركته إلى صانع ألمنيوم رئيس في الصين، وبعد وفاته أصبح نجله "بو تشانغ بو" رئيساً لأعمال الألمنيوم، بينما تولت ابنته هونغسيا تشانغ مسؤولية أعمال المنسوجات "ويكياو".
عائلة باجاج الهندية
جمنالا باجاج المعروف باسم "الابن الخامس" للمهاتما غاندي بالتبني، أسس مجموعة باجاج عام 1926، وبدأ ابنه "كامالنايان باجاجا أوتو" بالسيارات، ومن ثمّ توسع في أعمال جديدة، بما في ذلك الأسمنت والأجهزة الكهربائية. بدأت الشركة في تصنيع علامتها التجارية الخاصة من الدراجات البخارية عندما لم يُجدد بياجيو الإيطالي رخصة باجاج في السبعينيات، وفي عام 2008 قسم راهول نجل كمالنايان "باجاج أوتو" إلى ثلاث وحدات لتعزيز عوائد المساهمين وإعطاء مزيد من السيطرة الإدارية على ورثته.
تحول الأجيال إلى عصر التكنولوجيا
القصة مماثلة لبعض العائلات الأخرى ذات الثراء المفرط في آسيا، إذ تدرك هذه السلالات التي يعود بعضها ستة أجيال إلى الوراء، أنها بحاجة إلى الانتقال السريع إلى التكنولوجيا الخضراء والتجارة الإلكترونية. إنهم حريصون على تبني أحدث الاستثمارات الساخنة، سواء كانت "ميتافيرس" أو التكنولوجيا الحيوية، القطاعات المتقلبة التي يمكن أن تتحول أيضاً إلى أخطاء مكلفة.
ومع تعاظم ثروات عائلات في آسيا تخلفت أيضاً عائلات عن ركب الثراء، مثل مجموعة شركات الكازينو العملاقة "إس جي إم هولدينغ ليميتد" التابعة للمجموعة المركزية في تايلاند "تشيراثيفاتس"، وشركة "فار إيست أورغنيزيشين سينتر" للتطوير العقاري لشركة "إن دي إس أوف" سنغافورة، فلم تعد من بين أغنى 20 عشيرة في آسيا، إذ عانت شركاتهم تداعيات أزمة فيروس كورونا.