Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انقلاب في بوركينا فاسو ومصير الرئيس مجهول

أعلن العسكريون أنهم حلوا الحكومة والبرلمان وأغلقوا حدود البلاد وعلقوا العمل بالدستور

أعلن عسكريون في بوركينا فاسو عبر التلفزيون الرسمي، الاثنين 24 يناير (كانون الثاني)، استيلاءهم على السلطة في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، مشيرين إلى أنهم حلُّوا الحكومة والبرلمان وأغلقوا حدود البلاد وعلقوا العمل بالدستور.

وظهرت على شاشة التلفزيون الرسمي مجموعة من العسكريين بالبزَّات المرقَّطة يتوسطهم ضابط برتبة كابتن، تلا بياناً موقّعاً باسم الليفتنانت- كولونيل بول- هنري سانداوغو داميبا، رئيس "الحركة الوطنية للحماية والاستعادة" التي نفذت الانقلاب واستولت على السلطة.

وقال البيان إن الجيش أطاح الرئيس روك مارك كابوري، وحلَّ الحكومة والبرلمان وعلق العمل بالدستور.

وأضاف أن المجلس العسكري الحاكم قرر كذلك إغلاق حدود البلاد اعتباراً من الساعة صفر (بالتوقيتين المحلي والعالمي) من فجر الثلاثاء.

ووعد البيان بأن "تعود البلاد إلى النظام الدستوري" في غضون "فترة زمنية معقولة" لم يحدد مدتها.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، عن "إدانته الشديدة للانقلاب" العسكري، مطالباً الانقلابيين "بإلقاء أسلحتهم" وضمان "السلامة الجسدية" للرئيس.

احتجاز الرئيس

وأتى هذا الإعلان بعيد إعلان مصادر أمنية أن الرئيس كابوري محتجز منذ الأحد في ثكنة للجيش، بعدما تمردت على سلطته وحدات عسكرية.

واحتجز الرئيس بعد إطلاق نار كثيف على منزله مساء الأحد في العاصمة واغادوغو، وفق ما قالت أربعة مصادر أمنية ودبلوماسي من غرب أفريقيا لوكالة "رويترز"، الاثنين 24 يناير.

وقال مصدران أمنيان لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الرئيس كابوري ورئيسي البرلمان والوزراء باتوا فعلياً في أيدي الجنود" في ثكنة سانغولي لاميزانا في واغادوغو.

وجاء احتجاز الرئيس بعد تمرد جنود في عدد من الثكنات العسكرية في أنحاء البلاد الأحد، مطالبين بإقالة كبار مسؤولي الجيش وتخصيص موارد إضافية لمواجهة المجموعات المتشددة. ونفت الحكومة أن يكون الجيش قد استولى على السلطة.

وتضاربت المعلومات عن مكان الرئيس والمحتجزين، ولم يتسنَّ الوصول إلى مصادر حكومية الاثنين للتعليق.

وندد حزب الرئيس، الاثنين، بـ"محاولة فاشلة لاغتيال" رئيس الجمهورية.

وحذر حزب "الحركة الشعبية من أجل التقدم"، في بيان، من أن بوركينا فاسو "تتجه ساعة تلو الأخرى نحو انقلاب عسكري"، وندد أيضاً بـ"نهب المقر الخاص لرئيس الدولة" و"بمحاولة اغتيال وزير" لم يحدد اسمه.

جنود في محيط مقر الإذاعة

وشوهدت عربات مدرعة تابعة للرئاسة وقد اخترقتها رصاصات عدة قرب مقر إقامة الرئيس صباح الإثنين وإحداها ملطخة بالدماء.

وأفاد سكان في الحي الذي يسكن فيه الرئيس بوقوع إطلاق نار كثيف خلال الليل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتمركزت ثلاث عربات مدرعة وجنود يرتدون أقنعة خارج مقر هيئة الإذاعة الحكومية، ولم يتضح بعد إن كان هؤلاء الجنود من المتمردين وقدموا للسيطرة على مقر الإذاعة، أم أنهم جنود موالون للحكومة انتشروا لحراسته.

وساد التوتر والإرباك في العاصمة الإثنين، حيث قطعت خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة منذ الأحد، مما زاد من صعوبة التحقق من صحة الإشاعات التي تتحدث عن أن البلد يشهد انقلاباً جديداً.

وكانت مشاعر الإحباط تصاعدت في الدولة الواقعة غرب أفريقيا خلال الأشهر الأخيرة بسبب حوادث القتل المتكررة لمدنيين وجنود على أيدي متشددين بعضهم على صلة بتنظيمي "داعش" و"القاعدة".

وخرج متظاهرون لدعم المتمردين الأحد، ونهبوا مقر الحزب الذي ينتمي إليه كابوري.

وأعلنت الحكومة فرض حظر تجول من الساعة 20:00 مساء إلى الساعة 05:30 صباحاً بتوقيت غرينتش حتى إشعار آخر، وأغلقت المدارس مدة يومين.

الاتحاد الأفريقي يدين "محاولة الانقلاب"

وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، الاثنين، عن إدانته "للمحاولة الانقلابية" في بوركينا فاسو.

وقال الاتحاد الأفريقي في بيان، إن رئيس المفوضية "يدين بشدة المحاولة الانقلابية ضد الرئيس المنتخب ديمقراطياً". وأضاف أنه "يدعو الجيش الوطني وقوات الأمن في البلاد إلى الالتزام الصارم بمهمتهم الجمهورية، أي الدفاع عن أمن البلاد الداخلي والخارجي".

وطالب رئيس المفوضية أيضاً الجيش وقوى الأمن بضمان السلامة الجسدية للرئيس وأعضاء حكومته.

كما نددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بما وصفته بمحاولة انقلاب في بوركينا فاسو، وقالت إنها تحمل العسكريين المسؤولية عن سلامة الرئيس.

وقالت المجموعة في بيان، "المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تتابع بقلق بالغ تطور الوضع السياسي والأمني في بوركينا فاسو، الذي يشهد منذ الأحد 23 يناير محاولة انقلاب".

الانقلابات في أفريقيا

وتأتي الاضطرابات في بوركينا فاسو في أعقاب انقلابين عسكريين ناجحين خلال الأشهر الـ 18 الماضية في مالي وغينيا، التي أطاح جيشها بالرئيس ألفا كوندي من السلطة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

كما تولى الجيش زمام الأمور في تشاد العام الماضي بعد وفاة الرئيس إدريس ديبي على جبهة القتال مع المتمردين هناك.

وبوركينا فاسو واحدة من أفقر البلدان في غرب أفريقيا على الرغم من كونها منتجة للذهب.

وتكبد جيشها خسائر فادحة على أيدي متشددين يسيطرون على مساحات شاسعة من البلاد، وأجبروا السكان في تلك المناطق على الالتزام بتفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات