Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فنانة مصرية تحول شرائط الكاسيت إلى لوحات بصور نجوم التسعينيات

اعتمد المشروع مفهوم الفن البيئي باستخدامه فكرة إعادة التدوير

جمعت الفنانة نحو 6 آلاف شريط كاسيت وحوّلتها إلى بورتريهات لنجوم التسعينيات   (اندبندنت عربية)

حالة من النوستالجيا يشعر بها كل من عاصر فترة ازدهار شرائط الكاسيت وانتظار ألبوم المطرب المفضل، الذي كان نزوله إلى الأسواق حدثاً كبيراً للجماهير المنتظرة، ليضم كل منزل وقتها أعداداً كبيرة من شرائط الكاسيت للنجوم المفضلين، تحوّلت بعد مضي أعوام وظهور وسائط أخرى لسماع الأغاني إلى "كراكيب"، يتخلص منها الناس أو يحتفظون بها كشكل من أشكال الاقتناء والحنين لذكريات وأيام جميلة صاحبتهم فيها هذه الألبومات .

ودفعت شرائط الكاسيت وما تثيره من ذكريات في نفوس كثيرين، فنانة مصرية إلى استلهام مشروع فني توظفها فيه بصورة تشكيلية، لتحوّلها إلى بورتريهات مرسومة بشرائط الكاسيت لفناني التسعينيات، الذين كانوا نجوم الموسيقى والغناء خلال هذه الحقبة، فجمعت حوالى 6000 شريط من مصادر مختلفة، استخدمتها في مشروعها الفني الذي لاقى إعجاب الناس وحتى بعض نجوم التسعينيات الذين شاهدوا صورهم على شرائط الكاسيت  .

محمد منير وعمرو دياب وحميد الشاعري وسيمون، إضافة إلى الفرق الموسيقية مثل فرقة هاني شنودة وفرقة الـ 4m  لعزت أبو عوف وشقيقاته، شكلوا أيقونات لحقبة الثمانينيات والتسعينيات في مجال الموسيقي وشرائط الكاسيت، إضافة إلى غيرهم كثر كانوا أبطال هذا المشروع الفني.

وعن فكرة اللوحات وبدايتها، تقول الفنانة سارة مدحت لـ"اندبندنت عربية": "كانت لدي رغبة بالتعبير الفني عن فترة الثمانينيات والتسعينيات، باعتبارها تتميز بطابع خاص وتشكل ذكريات طفولتي أنا وجيل كامل أصبحنا نعيش حياة بطابع مختلف حالياً، إلى أن جاءتني فكرة استخدام شرائط الكاسيت باعتبارها من السمات الرئيسة التي ميّزت هذه المرحلة، فكانت في أوج انتشارها وكانت جزءاً من حياة الناس وثقافتهم خلال هذه الفترة".

وتضيف "خلال فترة البقاء الطويل في المنازل بالتزامن مع انتشار جائحة كورونا، تبلورت الفكرة في رأسي، وبدأ يكون لها تصور واضح وهو بورتريهات لنجوم التسعينيات تنفذ باستخدام شرائط الكاسيت. وبالفعل بدأت بتنفيذ الفكرة باستعمال الشرائط المتاحة لدي، وكانت النتيجة مرضية جداً لأنطلق بخطوات فعلية في مشروعي الفني، الذي نتج منه 40 لوحة حتى الآن، عُرضت في معرض بدار الأوبرا المصرية".

فنون صديقة للبيئة

وللمشروع بُعد أخر إضافة إلى الجانب الفني، يتمثل في إعادة التدوير لمواد معينة قد يتخلص منها الناس بشكل ضارّ، لتتحوّل إلى منتج جديد يضفي قيمة بيئية باستغلاله المواد البلاستيكية إلى جانب القيمة الفنية، فتقول سارة مدحت "الفن الصديق للبيئة ومفاهيم إعادة التدوير والتخلص الآمن من المواد مثل البلاستيك، اتجاهات متزايدة في العالم كله، واعتمد مشروعي الفني هذا الاتجاه باستخدام مواد بلاستيكية قد يتخلص منها الناس بشكل غير صحيح، وأُعيد تدويرها في عمل فني يحمل قيمة جمالية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضيف "استعنت بكميات كبيرة جداً من شرائط الكاسيت جمعتها من خلال الإعلان عن رغبتي بالحصول عليها في مجموعات ’فيسبوك‘ الخاصة بإعادة التدوير والتخلص من الأشياء بشكل آمن، ووجدت تجاوباً كبيراً من الناس في كل أنحاء مصر لأقوم بجمع ما يزيد على 6000 شريط كاسيت حتى الآن، واستخدمت معها بعضاً من شرائط الفيديو والفلوبي ديسك باعتبارها كانت أيضاً من سمات هذه المرحلة".

نجوم التسعينيات

كان لحقبة التسعينيات نمط خاص في الموسيقى والغناء وفي طبيعة حياة الناس على المستويات كافة. يمكن أن نطلق عليها المرحلة الأخيرة قبل انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وتغيير طابع الحياة بشكل كامل. فمع مطلع الألفية الثالثة بحلول عام 2000، بدأت شرائط الكاسيت تختفي رويداً رويداً، لتحل محلها وسائط أخرى لسماع الأغاني والموسيقى. فتقول سارة "ارتبطت شرائط الكاسيت ونجومها وأغانيها بذكريات الناس، وحالياً أصبحت توثّق فترات سابقة في حياتهم، خصوصاً أنها غالباً ما كانت تصدر خلال الصيف وقت الإجازات والمصايف، وكان الجميع يسمع الألبوم الصادر حديثاً سواء في السيارات أو المطاعم والمحال، ليتحول الآن إلى ذكرى جماعية لجيل كامل تعيده إلى مرحلة جميلة من حياته بتفاصيلها كافة".

وتضيف "اخترت الشخصيات المرتبطة بهذه المرحلة من كبار نجوم الغناء ونجوم الكاسيت، ليس في العالم العربي فقط وإنما عالمياً مثل مايكل جاكسون، إضافة إلى نجوم البرامج المهتمة بالموسيقى والغناء خلال هذه الفترة، مثل المذيعة ميرفت فراج، صاحبة البرنامج الشهير بانوراما فرنسية، الذي كان من أشهر برامج التلفزيون وقتها، فكنت حريصة على تقديم الرواد في ما يتعلق بالموسيقى والغناء خلال هذه الفترة. كما صمّمت أخيراً لوحة تحمل وجهي الفنان سمير غانم ودلال عبد العزيز، كتكريم لهما بعد الرحيل".

وتضيف "ردود الأفعال على اللوحات كانت إيجابية جداً، وفاقت توقعاتي سواء من الناس أو من بعض الفنانين، الذين شاهدوا صورهم مرسومة بشرائط الكاسيت، سواء في الحقيقة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وخلال الفترة المقبلة، سأضيف شخصيات جديدة، أتمنى أن تلقى النجاح ذاته".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات