Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ديمقراطية غابة البنادق" في خدمة توتاليتارية ثيوقراطية

كل شيء مقدمات لمشروع "ولاية الفقيه" واستعادة الإمبراطورية الفارسية على حساب العرب

يتجسّد النموذج الصارخ لديمقراطية غابة البنادق في العراق (أ ف ب)

كان ياسر عرفات يفاخر بما سمّاها "ديمقراطية غابة البنادق"، خلال الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان، الذي اعترف بعد إخراجه منه بأنه "حكَمه". فصائل مسلحة مختلفة التوجهات والارتباطات مطرودة بالقوة من الأردن تمارس في لبنان الديمقراطي حل خلافاتها بالحوار والتصويت أو بشعار "فلسطين هي البوصلة"، وأحياناً بالسلاح. وكان أحمد الشقيري، رئيس منظمة التحرير قبل عرفات، يشكو في مجالسه الخاصة من كون المنظمة بلا محاكم ولا سجون.

اليوم، يواجه العرب منذ الغزو الأميركي للعراق وما انتهى إليه "الربيع العربي" من حروب وصراعات ومن تحديات أنواعاً من "ديمقراطية غابة البنادق" على أيدي ميليشيات لا تؤمن بالديمقراطية. وهي تملك، لا فقط الدبابات والمسيّرات والصواريخ، بل أيضاً المحاكم والسجون.

ذلك أن الفصائل الموالية لإيران ضمن الحشد الشعبي في العراق التي تتلقى أوامرها من فيلق القدس التابع للحرس الثوري في نظام ثيوقراطي توتاليتاري تفرض حصتها في السلطة "الديمقراطية" بقوة السلاح.

و"القوة القاهرة" التي حالت دون إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية التي كانت مقررة في ليبيا أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، هي صراعات الميليشيات الجهوية والمرتبطة بقوى خارجية، التي تريد استمرار الوضع الحالي المريح لها منذ سقوط معمر القذافي.

و"حزب الله" الذي كان من الصعب على جمهورية الملالي تأسيسه وتمويله وتسليحه إلا بالإفادة من الحرية وضعف السلطة في لبنان، لا يستطيع إلغاء الطابع الديمقراطي للنظام اللبناني.

لكن، ما يمارسه هو ديمقراطية الفيتو والتعطيل وشعار: أنتم أحرار في أن تقولوا ما تريدون، ونحن أحرار في أن نفعل ما نريد، ومَن يتجاوز الخطوط الحمر يصير قصير العمر. وبالانقلاب على تسوية سلمية ديمقراطية خرج الحوثيون على مخرجات حوار شاركوا فيه وفرضوا بالسلاح الإيراني السيطرة على اليمن في محاولة لإعادة الإمامة.

وفي سوريا، حيث نظام الحزب الواحد السلطوي، أحدثت الحرب نوعاً من "التعددية السلبية" عبر تعدد الميليشيات والجيوش الخارجية التي تتقاسم الأرض والأهالي.

لكن، النموذج الصارخ في "ديمقراطية غابة البنادق" في العراق، حيث لا حاجة إلى ميليشيات في بلد صار عديد قواته المسلحة نحو مليوني عسكري. ميليشيات ضمن الحشد الشعبي تسلحها إيران وتموّلها الدولة العراقية، وتتبع نظرياً القائد العام للقوات المسلحة الذي هو رئيس الوزراء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فصائل تخسر في الانتخابات فتدّعي، على طريقة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أن التزوير غيّر النتائج لمصلحة خصومها. ترمب لجأ إلى القضاء ففشل. وطالب حكام الولايات الجمهورية بتغيير النتائج فلم يكن ذلك سهلاً. ودفع الغوغاء إلى اقتحام الكونغرس وممارسة العنف رافعين شعار: "اشنقوا مايك نيس" نائب الرئيس، لأنه رفض الامتناع عن إعلان النتائج.

والميليشيات الإيرانية لجأت إلى القضاء لإلغاء الانتخابات فلم تنجح. واستخدمت التظاهر والعنف وقصفت بالصواريخ "المنطقة الخضراء" ومطار بغداد، وحاولت اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بقصف منزله بالمسيّرات.

وحين تفاهم قادة السنّة والكرد على الحوار مع الرابح الأول مقتدى الصدر، طالبت تلك الميليشيات، المحكمة الاتحادية العليا، بإبطال انتخاب محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان، ثم قصفت بالقنابل مقر تحالف "تقدم" بزعامة الحلبوسي. ومقر تحالف "عزم" بزعامة خميس الخنجر، ومكتباً للحزب الديمقراطي الكردستاني، ومنزلاً لآمر لواء "أنصار المرجعية" في الحشد الشعبي، لأنه ليس مع "ولاية الفقيه".

لا شيء بالصدفة، لا الدور الإقليمي الذي يلعبه "حزب الله" في سوريا والعراق واليمن، ولا الحرص على الاحتفاظ بالسلاح والهيمنة على السلطة في لبنان المطلوب أخذه نهائياً إلى "محور الممانعة" بقيادة إيران.

لا الإصرار على دور الحشد الشعبي في العراق من دون الحاجة إليه. ولا استقتال الفصائل المسلحة الخاسرة للمشاركة في السلطة. لا تركيز الحرس الثوري والميليشيات التابعة له على إقامة قواعد عسكرية في مناطق من سوريا قريبة من الحدود مع العراق ومن خطوط فك الاشتباك مع إسرائيل في الجولان. ولا شراء الأراضي والتغلغل في الاقتصاد والتشبيح الاجتماعي ونشر المدارس والجامعات الإيرانية في سوريا.

ولا دعم الحوثيين بأسلحة لا تملكها دول كثيرة من مسيّرات وصواريخ مجنحة، بحيث قصفوا مواقع مدنية في أبو ظبي بعدما قصفوا المدنيين والأعيان المدنية في السعودية بـ 432 صاروخاً باليستياً و875 مسيّرة مفخخة خلال عام واحد.

كل شيء مقدمات لمشروع "ولاية الفقيه" واستعادة الإمبراطورية الفارسية على حساب العرب. وليس ما يبدو خلافاً وحتى عداءً بين إيران وتركيا وإسرائيل وإثيوبيا سوى صراع على الأدوار فوق المسرح العربي. لكن، جمهورية الملالي تتميّز في الاعتداء على السعودية والإمارات بشن "حرب عصابات" بالصواريخ والمسيّرات.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل