Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طارق العلي: الممثل الخليجي استفاد من الفن العالمي

نقيب الفنانين الكويتيين لا يتخلى عن المسرح مهما أغرته الدراما التلفزيونية

الممثل الكويتي طارق العلي (صفحة الفنان على فيسبوك)

اختار طارق العلي المسرح ليبدأ من خلاله مساره الفني، وهو يعتبر اليوم من بين أبرز الممثلين في الخليج والعالم العربي. ملعبه الفن الكوميدي الذي يحرص على أن يتضمن رسالة اجتماعية هادفة. طموحه الفني دفعه في مرحلة لاحقة نحو الشاشتين الكبيرة والصغيرة، ويضم رصيده ما يقارب 140 عملاً منوعاً بين المسرح والتلفزيون، كما كانت له أيضاً مشاركات في العديد من المسلسلات الإذاعية.

الأعذار الواهية

العلي الذي لم يهجر المسرح طمعاً بالمال والشهرة كما فعل الكثيرون، يقول: "بدايتي الفنية كانت من خلال المسرح، وهي كانت بداية صعبة ولكنها استمرت بمساندة الجمهور. وأنا أفتخر بهذه التجربة الرائعة بعد عمر فني يناهز الـ 35 عاماً وهي صارت في الدم. وأنا وصلت إلى مرحلة متقدمة جداً في هذه التجربة العميقة والحلوة والممتعة التي شاهدت فيها أشياء وتعلمت منها أشياء وعلمت عبرها أشياء للزملاء. في المقابل من حق الفنان أن يبحث عن الشهرة والفلوس، وكبار النجوم تركوا المسرح لمصلحة التلفزيون والسينما، لأنهم خلال فترة تتراوح بين 40 و 60 يوماً يحصلون على أجر كبير، بينما تقدر الأجور في المسرح بحسب أيام العرض، التي تمتد لأشهر خلال موسم مسرحي كامل. ولكنهم يبررون تركهم له بأعذار واهية، وعندما يسأل أي فنان منهم عن السبب يقول إن المسرح مات ولم يعد كما كان عليه في السابق، أو أن الجمهور لا يُقبل عليه. ومع احترامي للجميع، هذه أعذار غير مقنعه بالنسبة لي، ولا أجد أنهم محقون في كلامهم، والصحيح أنهم هجروه من أجل الفلوس والمال، ولأن الشهرة فيه تأتي بعد مرحله طويلة. التلفزيون هو الذي يحقق الانتشار للفنان، وعدد كبير من نجوم المسرح ليسوا معروفين تلفزيونياً، ويحق لهم البحث عن الشهرة والأجور المميزة، ولكن اتهاماتهم للمسرح غير صحيحة.

أوبرا دبي

ويشرح العلي الذي قدم العام الماضي أربعة أعمال مسرحية، كيفية تعامله مع هذا الوضع "المستغرب" في ظل انتشار فيروس كورونا، ويقول: "الجائحة قضت على الكثير من المشاريع التجارية والصناعية وأصابت الكرة الأرضية بالشلل وليس القطاع الفني وحسب. وأنا من الناس الذين أصيبوا بكورونا ولكني تجاوزت الأزمة والحمد لله، وتلقيت جرعتين من اللقاح بانتظار الجرعة الثالثة. ولقد قدمنا تلك المسرحيات "بين الخش والدش" وعملت بصمت مع عدد من الإخوان لتلبية طلبات المحطات والمنصات، وعشنا مرحلة من الصراع مع النفس والخوف من الإصابة بسبب الاختلاط. القنوات والمنصات لديها جمهور وهو تفهم الوضع لأنه يعيشه بسبب انتشار الجائحة في كل العالم. الأعمال التي قدمتها هي "بيت بو سند"، "جناب الماما"، "هلوسة" و"ليلة زفتها" وهي نجحت نجاحاً كبيراً، و"بيت بو سند" حققت نجاحاً جماهيرياً لأننا جلنا بها في عدد من الدول وعرضناها في أوبرا دبي في مكان مفتوح، وحرصنا على التباعد الاجتماعي. أما في الكويت فعرضناها في أماكن مغلقة والمشكلة في الكويت أننا نتعامل مع الجائحة بالإغلاق وهذا أمر غير صائب.

السينما والتلفزيون

العلي الذي اقتحم السينما والتلفزيون في عام واحد يشير إلى أن بدايته السينمائية كانت مع عدد من الزملاء من خلال فيلم "الخوف"، ويضيف: "كما للسينما جمهورها فكذلك التلفزيون، ومن حق الجمهور أن يشاهد الفنان الذي يحبه ليس في المسرح فقط بل عبر هاتين الشاشتين أيضاً. حتى في الإذاعة حصدت الجوائز عن عدد من البرامج المنوعة. التلفزيون والسينما يحققان الانتشار للممثل ولكنني كنت أحب أن أخوض تجارب أكثر في السينما التي كان لي فيها أربعة أفلام، بعضها من إنتاجي وبعضها الآخر عبر مجموعة من المنتجين، من بينها فيلم "معتوق في بانكوك" وهو من إنتاجي، و"هالو كايرو" الذي شاركت فيه أسماء كبيرة من مصر والكويت وملكة جمال تايلاند. تجربة العمل في السينما جميلة ولها نكهة خاصة".

الكويت التي تعدّ في طليعة دول الخليج التي برزت درامياً، هل تحافظ اليوم على هذه المكانة أم أنها تراجعت نسبياً؟ يجيب: العلي "لا تزال الكويت تحافظ على مستواها الفني، ونجوم الدراما الكويتية يشاركون أشقاءهم في الخليج بأعمال فنية كويتية وخليجية. اليوم اختلف الوضع لأن المنتَج صار واحداً ويشارك فيه خليط من أبناء دول التعاون الخليجي. وبالنسبة إلى الإنتاج الكويتي فهو الأكثر غزارة، والعرض يكون عبر الشاشات ومنصات مختلفة. درامياً، الكويت لا تزال متقدمة ومتميزة وهناك إقبال كبير من جهة المنصات على الفنان الكويتي، عدا عن أن بعض المنتجين العرب دخلوا الخط الخليجي ويقدمون أعمالاً بأسمائهم أو بأسماء الشركات الخليجية".

تطور الدراما

ويرى العلي أن الأعمال الخليجية العربية المشتركة لها مكانتها وإمكانياتها وتسخَّر لها جميع الأدوات المتاحة وبكل المقاييس، ويوضح: "العالم صار مشتركاً، والكثير من الأعمال المطعمة بأسماء عربية وخليجية أثرت اللون الخليجي وأدخلت عليه نوعاً من التغريب ولم تعد الدراما الخليجية هي نفسها بل صارت تحمل أفكاراً منوعة عربية وحتى غربية، تفيد العمل الفني والمتلقي الخليجي". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العلي الذي تميز باللون الكوميدي يعتبر أنه فن عريق وصعب وله أربابه، ويرى أن الأعمال الخليجية قدمت هذا الفن بذكاء وحنكة، ويعقّب: "الكوميديا ليست سهلة على الإطلاق بل يجب تقديمها بطريقة يتقبلها الناس وترتقي إلى أذواقهم. وهناك الكثير من القنوات التي تطلب هذا الفن الخليجي- العربي الجميل الذي لمع مع أسماء كبيرة لا تعد ولا تحصى. ولطالما حظيت الكوميديا الخليجية باستحسان المشاهدين العرب منذ الثمانينيات وحتى اليوم، سواء في بلدانهم أو في دول الاغتراب، كما يتابعها جمهور المغرب العربي بقوة. وعندما كنت أحضّر للدكتوراه في الاسكندرية، كان يقول لي بعض المواطنين الليبيين "نحن نتابعكم"، ما يؤكد أنها دخلت بذكاء إلى قلب الجمهور في العالم العربي".

النقابة الكويتية

وعما إذا كان منصبه كرئيس "لنقابة الفنانين الكويتيين" أثر على دوره كفنان أو سبب له عداوات مع الزملاء، يوضح: "دور النقابات هو المطالبة بحقوق الفنانين وأهل الفن، وأنا تبوأت عدة مناصب في النقابة من بينها منصبا الرئيس ونائب الرئيس. وأنا أسمي "نقابة الفنانين الكويتيين" النقابة المبتورة لأن لديها لوائح ولكن ينقصها إقرار قانون يعطيها حقها الشرعي لممارسة دورها بشكل أكبر. وعلى الرغم من وضعها الحالي، قدمت الكثير من الخدمات لجميع المنتسبين إليها من جميع أنواع الفنون، خصوصاً أنها تضم 81 هواية فنية ومهنة فنية، وحازت مقاعد في النقابات والاتحادات الفنية العربية. وأنا أخذت على عاتقي مسؤولية تزكية بعض الزملاء في الانتخابات. ولكن حصلت عداوات مع البعض لأنهم فهموا خطأ بأن النقابة تعمل ضدهم وتسعى إلى تدميرهم وتأخذ منهم نصف أموالهم، بمن فيهم الفنانون غير الكويتيين، لأننا كنقابة نراعي الفنانين العرب غير الكويتيين الذين يعيشون في الكويت، لأنهم ساهموا في نجاح الفن الكويتي وتركوا بصمة فيه. وبعد أن قمنا بالتوضيحات المطلوبة بادر بعض المتخوفين إلى التسجيل في النقابة، بينما يرفضها آخرون من أساسها. والمشكلة أن القسم الثاني يتحدث دائماً عن تقصيرها عند حصول أي مشكلة معه مع أنه لا يعترف بها. لكن النقابة تلعب دوراً كبيراً حتى على المستوى الصحي للفنان بحدود إمكانياتها والمسألة الأهم هي أنني أطالب البرلمان الكويتي بإقرار قانون نقابة الفنانين، وأنا أتقدم بالشكر إلى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم لأنه تبنى خلال الأعوام الفائتة هذا القانون. ولكن المشكلة هي أن البرلمان الكويتي لا يستمر لمدة طويلة، وهو حلّ أكثر من مرة خلال السنوات الماضية مما تسبب بتضييع القوانين.

وأكد العلي أنه مرتبط بالكثير من المشاريع للفترة المقبلة، من بينها مسلسل يتم التحضير له حالياً من إنتاج سعيد السعدي ويشارك فيه عدد كبير من الممثلين، ومسرحية بعنوان "الطباخية"، ومجموعة أعمال مسرحية تلفزيونية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة