Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تطالب موسكو بسحب جنودها "بسرعة" من كازاخستان

قال توكاييف إن العملية لن تستغرق أكثر من 10 أيام بعد استعادة الاستقرار

قال رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، الثلاثاء، في كلمة هاجم فيها أنصاراً أثرياء لسلفه، إن القوات التي تقودها روسيا ستبدأ الانسحاب من البلاد في غضون يومين بعد تحقيق الاستقرار في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى في أعقاب اضطرابات خطيرة.

وفي محادثة مع البرلمان عبر الفيديو، بعد إخماد ما وصفه بمحاولة انقلاب، عيّن توكاييف حكومة جديدة برئاسة الموظف العام ذي الخبرة الطويلة علي خان إسماعيلوف، الذي شغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء في الحكومة المقالة.

وفي ما بدا أنها محاولته الأخيرة للنأي بنفسه عن سلفه، قال توكاييف إن الاستياء العام من التفاوت في الدخل له ما يبرره، وإنه يريد من شركاء الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف أن يتقاسموا ثرواتهم مع الشعب.

وحكم نزارباييف (81 سنة) كازاخستان لما يقرب من 30 عاماً ودعم تولّي توكاييف الرئاسة خلفاً له، إلا أنه لم يظهر علناً منذ بدء الاضطرابات.

ظهور الأثرياء

وأعلن توكاييف أمام البرلمان أنه بسبب الرئيس السابق "ظهرت مجموعة من الشركات المربحة للغاية في البلاد، فضلاً عن مجموعة من الأثرياء حتى بالمعايير الدولية". وأضاف، "أعتقد أن الوقت قد حان لإعادة ما كسبوه إلى شعب كازاخستان وتقديم الدعم له على أساس منهجي ومنتظم".

ولم يذكر الرئيس أسماء بعينها، لكن قائمة الأكثر ثراءً في البلاد تضم عدداً من أفراد عائلة نزارباييف الممتدة، ومنهم ابنته دينارا وزوجها وغيرهما.

وقال توكاييف إن النظام المالي تهيمن عليه مجموعات تجارية كبيرة "على أساس مبدأ [كل شيء للأصدقاء، والقوانين (تُطبّق) على من سواهم]".

كما تحدث عن مبادرات لتضييق فجوة الثروة وزيادة الضرائب على قطاع التعدين والقضاء على المخالفات في مشتريات الدولة والمجالات التي يمتلك فيها شركاء نزارباييف مصالح تجارية.

وانتقد الرئيس مسؤولي الأمن واتهمهم بالتخلي عن مواقعهم والسماح للمحتجين بالاستيلاء على أسلحة ووثائق حساسة. وحمّل مسؤولية أعمال العنف لمتطرفين جرى تدريبهم خارج البلاد و"للإرهابيين".

واشنطن تطالب موسكو بسحب جنودها بسرعة

ودعت الولايات المتحدة الثلاثاء روسيا إلى أن تسحب "بسرعة" الجنود الذين أرسلتهم إلى كازاخستان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين إن الولايات المتحدة ترحب بعودة الهدوء إلى كازاخستان بعد أعمال العنف التي شهدتها الأسبوع الماضي، والتي لم يسبق للجمهورية السوفياتية السابقة أن رأت مثيلاً لها منذ استقلالها في 1991.

وأضاف "نرحب أيضاً بالإعلان الذي أدلى به الرئيس توكاييف، الذي قال إن قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي أنجزت مهمتها".

وشدد برايس على أنه "طالما أن قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي لم تنسحب، فسنستمر في دعوتها (...) لاحترام حقوق الإنسان واحترام التزامها الانسحاب سريعاً من كازاخستان تلبية لطلب الحكومة الكازاخية".

انسحاب القوات الروسية

وطلب توكاييف (68 سنة) من منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا، الأسبوع الماضي، إرسال قوات في ذروة أحداث وصفها لاحقاً بأنها محاولة انقلاب، دفع بها محرضون لم يكشف عنهم، وأدت إلى أعمال عنف في نصف مناطق البلد الغني بالنفط.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الكازاخستاني إن قوات المنظمة، التي شككت واشنطن في شرعيتها ومدة عملها مما أدى إلى رد غاضب من موسكو، بلغ قوامها 2030 فرداً و250 معدة عسكرية.

وأوضح توكاييف الثلاثاء أن المهمة الرئيسة لقوات المنظمة اكتملت بنجاح، وأن انسحاباً تدريجياً سيبدأ في غضون يومين على ألّا يستغرق إتمامه بالكامل أكثر من عشرة أيام.

وكانت وزارة الدفاع الروسية كشفت عن المنشآت التي تقع تحت حراسة قوات حفظ السلام الروسية، وتشمل مطار ألماتي ومحطات توليد الكهرباء والمخابز ومقار التلفزيون ومرافق المياه.

وزعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحقيق انتصار في الدفاع عن كازاخستان في مواجهة ما وصفه بانتفاضة إرهابية مدعومة من الخارج.

"رعب تام"

وتقول السلطات في كازاخستان إنه تمت استعادة النظام إلى حد كبير في البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وإنه تم اعتقال نحو عشرة آلاف شخص بسبب الاضطرابات، فيما تجري ملاحقة آخرين.

وذكرت بوتاجوز إيساييفا، وهي ناشطة حقوقية من كازاخستان تعيش في السويد لكن على اتصال بجماعات المجتمع المدني داخل البلاد، "يسود في البلد الآن رعب تام. الجميع خائفون". وأضافت أن من بين المعتقلين نحو 50 ناشطاً اقتيدوا من منازلهم ولا يُعرف عنهم شيء منذ ذلك الحين.

وتقول الجمهورية السوفياتية السابقة إن المباني الحكومية تعرّضت للهجوم في مدن كبرى عدة، بعد أن تحولت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار وقود السيارات إلى أعمال عنف، علماً بأنها كانت سلمية في بادئ الأمر.

المزيد من دوليات