على رغم أنه كان تفاؤلاً حذراً لكن التقدم في عمليات التطعيم ضد فيروس كورونا، على مدار عام كامل كان يوحي بأن العالم سيصل إلى انفراجة وستتعافى المؤسسات الفنية من أزمة الإغلاق لا محالة، وبالفعل بدأت الفعاليات الخاصة بالجوائز والمهرجانات تعود شيئاً فشيئاً إلى حالتها الطبيعية مثلما كانت في زمن ما قبل كورونا، واختفت الكمامات نسبياً في ظل حالة الثقة في اللقاحات، ولكن فجأة جاءت المتحورة "أوميكرون" لتقول كلمتها، وباتت متابعة انتشار المتحورة الجديدة الشغل الشاغل للعاملين بالوسط الفني، حيث يتزامن موسم الجوائز العالمية الكبرى مع تطورات سريعة ومقلقة في ما يتعلق بكورونا وسلالاته، بالتالي فالمؤشرات تبين أنه سوف يكون موسماً مربكاً، حيث أنباء التأجيل والإلغاء بدأت تتواتر، فهل سيكون حفل الأوسكار المقبل مهدداً أيضاً؟
"غرامي"... إلى أجل غير مسمى!
أحدث ما جاء في ما يتعلق بسلسلة التأجيلات هو حفل جوائز "غرامي" الذي كان من المقرر إقامته في نهاية يناير (كانون الثاني) الجاري، وقد حرص القائمون على جوائز الموسيقى الأميركية العريقة، على التأكيد أن عقد حفل نسختها الـ64 لم يحدد موعده بعد، وذلك خوفاً من تداعيات انتشار "أوميكرون"، حيث إن الإجراءات الصحية تستدعي التمهل قبيل إقامة أي تجمع، مع التشديد على أن صحة وسلامة الجميع هي على رأس أولويات الأكاديمية الأميركية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم، فيما من المقرر أن يتم قريباً الإعلان عن الموعد الجديد للحفل مع توقعات بأن يكون افتراضياً أو على الأقل أن يكون بجمهور محدود، ومن أبرز الأسماء المرشحة لجوائز غرامي 2022، جاستن بيبر وبيلي إيليش وليدي غاغا وتايلور سويفت، وسيلينا غوميز، والكثير غيرهم.
"غولدن غلوب" وحيلة البث المباشر
أما رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود فقد اختصرت الطريق، وأعلنت بشكل حاسم أن حفل جوائز الكرة الذهبية الـ79 سيكون افتراضياً بالكامل في 9 يناير الجاري، وسيتم الاكتفاء ببثه من "بيفرلي هيلز" عبر الإنترنت من دون الحضور شخصياً، وسيعلن عن أسماء الفائزين في بث مباشر، فيما لم يكشف عن الطريقة التي سيتم بها منح الدروع التقديرية، في وقت تعاني الجائزة كثيراً في أوساط الجوائز بعد اتهامات متواصلة بالعنصرية والتحيز ضد بعض العرقيات، وعلى رغم تعهدات الإصلاح لكنها تواجه مقاطعة كبيرة حيث رفضت قناة NBC بث حفلها للمرة الأولى، فيما يتزايد عدد النجوم الرافضين لها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت بعض التقارير قد كشفت أن قرار الرابطة بإقامة حفل "غولدن غلوب" لعام 2022 افتراضياً هو أمر لا مفر منه، بعد تسريب أنباء تفيد برفض جميع النجوم حضور الحفل أو المشاركة به بأي طريقة، وهو الأمر الذي لم يتم التعليق عليه من قبل المسؤولين بالرابطة التي حرصت في بيانها على التأكيد أنه بجانب منح الجوائز للمتميزين في الأعمال الفنية عبر السينما والتلفزيون سيتم التركيز أيضاً على الجانب الخيري في أعمال المؤسسة ،كما سيتم الإعلان عن الدعم المباشر المقدم منها لمساعدة المبدعين "المتنوعين" في مجال الترفيه، وهي أمور تحاول بها المؤسسة تبييض وجهها بعد اتهامات الفساد التي تلاحقها وبينها عدم وجود تنوع حقيقي بين أعضائها.
مصير غامض لحفلي "الأوسكار" و"بافتا"
حالة الفوضى التي تسبح فيها حفلات الجوائز والمهرجانات الكبرى على مدار العامين الماضيين لا تزال تتواصل، فبعد أن نجح القائمون على حفل جوائز السينما الأشهر "الأوسكار" العام الماضي بالكاد في إقامة دورته الـ93 حضورياً وبإجراءات استئثانية وبعدد محدود من الجمهور حيث أقيم الجانب الأكبر منه في محطة قطار مفتوحة، بسبب ظروف الوباء وأيضاً بعد موعده المقرر بشهرين، اتخذت أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة الأميركية قراراً مبكراً يخص النسخة المقبلة من الجوائز والتي تحمل رقم "94"، حيث تم الإعلان منذ منتصف العام الماضي عن أن حفل أوسكار 2022 سيتم تأجيله لمدة شهر واحد فقط ليقام في 27 من شهر مارس (آذار) المقبل بدلاً من نهاية شهر فبراير (شباط) بحسب موعده المعتاد.
وكانت الأكاديمية حينها قد شددت أن الحفل المنتظر سيكون بحضور أكبر من العام الماضي، بخاصة أن هذا الإعلان جاء في الصيف الماضي حيث شهد العالم وقتها تخفيفاً كبيراً في الإجراءات الاحترازية وعادت حركة الطيران لطبيعتها وانتهى الإغلاق تدريجاً، ولكن مع ظهور مستجدات مختلفة هذه الأيام بسبب انتشار المتحورات وأزمة المستشفيات في مختلف دول العالم وعودة الإجراءات القاسية فمن المتوقع أن تتراجع هذه الثقة في لغة الخطاب، وتتغير بعض التفاصيل الخاصة بالحفل المرتقب، فيما من المقرر أن يتم الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين في 8 فبراير المقبل.
كما يبقى حفل جوائز "بافتا" بدورته الـ74 أكثر غموضاً، فالجائزة التي تمنحها الأكاديمية البريطانية للأفلام تكون مؤشراً قوياً لجوائز "الأوسكار"، وفيما أقيمت العام الماضي في أبريل (نيسان) بسبب أزمة الوباء، من المقرر أن تقام هذا العام قبيل حفل "الأوسكار" بأسبوع واحد فقط أي في 22 مارس، ولم يتم الإعلان حتى الآن عن أي تفاصيل تخص الحفل في ظل تصاعد أعداد المصابين بكورونا في المملكة المتحدة.