حقق مؤسس ورئيس شركة صندوق الاستثمار "بيركشاير هاثاواي" الملياردير الأميركي وارن بافيت، أكبر فائدة من ارتفاع قيمة شركة "أبل" إلى حاجز الثلاثة تريليونات دولار أخيراً. وبهذا الارتفاع في القيمة السوقية للشركة التي تصنع أجهزة الهاتف الذكي الشهيرة "آيفون"، إضافة إلى أجهزة كمبيوتر "ماك" والأجهزة اللوحية "آيباد"، تكون أسهم وارين بافيت فيها بلغت نحو 160 مليار دولار. وكانت بيركشاير رفعت حصتها في أسهم "أبل" إلى خمسة في المئة عام 2018، وكانت قيمة تلك الحصة وقتها 36 مليار دولار.وهكذا حقق وارن بافيت مكسباً خلال أقل من أربع سنوات يتجاوز 120 مليار دولار من أسهم صندوقه الاستثماري في شركة "أبل" وحدها.ومعروف عن بافيت أنه ليس من المستثمرين الذين يبيعون ويشترون الأسهم لمدى قصير لتحقيق أرباح كبيرة وسريعة، وغالباً ما يصف الارتفاع في قيمة الأسهم بأنه "أموال على الورق فقط"، لكن استثماره في "أبل" يعد استثناء من استراتيجيته الاستثمارية التقليدية التي تتجنب أسهم شركات التكنولوجيا سريعة النمو وعالية التذبذب في الوقت نفسه.
أسهم التكنولوجيا
لكن بدء صندوق بيركشاير شراء أسهم "أبل" في 2016 جعل أسهم شركة التكنولوجيا العملاقة تشكل الآن نحو 40 في المئة من محفظة استثمارات الأسهم في بيركشاير هاثاواي، بحسب إحصاءات موقع "إنسايدر سكور دوت كوم"، وتعد شركة بافيت صاحبة أكبر نصيب في شركة "أبل" بين المستثمرين المؤسساتيين.ووصف وارين بافيت شركة "أبل" بأنها ثالث أكبر نشاط لشركته، أي بعد استثمارات بيركشاير في مجال التأمين والسكك الحديد.وسبق أن قال بافيت عن "آيفون" إنه منتج دائم يجعل الناس يدورون دوماً في فلك الشركة.وفي مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" في فبراير (شباط) 2020 قال بافيت عن شركة "أبل"، "ربما كانت هي أفضل شركة أعرفها حول العالم. أنا لا أفكر في أبل كاستثمار أسهم في البورصة، بل أعتبرها النشاط الثالث لشركتنا".
مصدر ربح دائم
لا تقتصر الفوائد التي عادت على صندوق وارين بافيت على تضاعف قيمة استثماراته في أسهم "أبل" نحو خمسة أضعاف في أربع سنوات، وليست كلها "أموال على الورق" فقط كما يصف بافيت استثمارات الأسهم.يقول جيمس شاناهان من شركة "إدوارد جونز"، في مقابلة مع "سي إن بي سي" أخيراً، "ليس هناك شك في أن الاستثمار في أسهم أبل أقوى استثمار لشركة بيركشاير خلال السنوات الـ 10 الأخيرة"، فقد حققت بيركشاير عائدات مالية حقيقية وليست ورقية في شكل صكوك أسهم فقط على مدى السنوات الأخيرة، إذ بدأت الشركة بيع بعض أسهم "أبل" منذ عام 2018 مع ارتفاع أسعارها، كما اتضح من بيانها المالي السنوي لعام 2020. وعلى الرغم من ذلك ارتفعت حصتها في أسهم "أبل" نتيجة قيام الأخيرة بإعادة شراء أسهمها، مما يجعل عدد أسهمها المطروحة أقل ويزيد من نصيب المساهمين حاملي الأسهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء في تقرير الأداء المالي السنوي لبيركشاير أنه "على الرغم من بيع السهم في 2020، فإن بيركشاير تملك الآن حصة بنسبة 5.4 في المئة من أسهم أبل. تلك الزيادة في حصتنا تأتي من دون أي كلفة علينا، لأنها نتيجة استمرار أبل في إعادة شراء أسهمها، مما قلص بالتالي عدد أسهمها المطروحة في السوق". وأضاف التقرير، "لكن ليست تلك الأخبار الجيدة الوحيدة، لأننا قمنا بإعادة شراء أسهم شركتنا بيركشاير على مدى العامين ونصف العام الأخيرة، وهكذا أصبحنا نملك بشكل غير مباشر مما يزيد بنسبة 10 في المئة من أصول أبل وعائداتها المستقبلية، عما كنا نملكه في يوليو (تموز) 2018".وساعد الارتفاع في قيمة استثمارات شركة وارين بافيت على تفادي مجموعة بيركشاير هاثاوي الآثار الجانبية السلبية لآزمة وباء كورونا في عام 2020، إذ منيت استثمارات الشركة الأخرى في مجال التأمين والطاقة بتراجع كبير.واستفاد وارين بافيت وشركته بيركشاير من بيع جزء من أسهم "أبل" لديها في 2020، مما وفر للمجموعة سيولة مباشرة وصلت إلى 11 مليار دولار، من دون أن تتراجع حصتها في أسهم الشركة، بل على العكس ارتفعت تلك الحصة بفضل إعادة شراء السهم، وليس هذا وحسب، بل إن هناك مصدر ربح دائم من عائد الأسهم ربع السنوي مع كل توزيع أرباح من "أبل" على مساهميها. وعلى مدى السنوات الماضية حصل صندوق استثمار الأسهم في بيركشاير هاثاوي على ما يزيد على ربع مليار دولار (775 مليون دولار) سنوياً من عائد أرباح أسهمه في "أبل".