سجّلت قناة السويس المصرية إيرادات بلغت نحو 6.3 مليار دولار أميركي خلال عام 2021، على الرغم من تعرضها لأزمة في الربع الأول من العام، عندما جنحت سفينة الحاويات العملاقة "إيفر غيفن"، وسدّت مجرى القناة الملاحي بالكامل لمدة أسبوع تقريباً، قبل أن تنجح القاهرة في تعويم السفينة الجانحة في 29 مارس (آذار) 2021.
وقال المتحدث الرسمي باسم هيئة قناة السويس، جورج صفوت، لـ"اندبندنت عربية"، إن السياسات المرنة التي اتّبعتها الهيئة خلال العام الماضي، بعد أزمة السفينة الجانحة، بالإضافة إلى التعامل بشكل جيد لامتصاص التداعيات السلبية الاقتصادية لجائحة كورونا، خصوصاً بعد تراجع حجم التجارة العالمية، كان لها الفضل الكبير في تعزيز إيرادات الهيئة في عام 2021.
وأوضح أنه في ظل تلك التداعيات السلبية الاقتصادية قدمت الهيئة تخفيضات كبيرة في رسوم عبور السفن لجذب أكبر قدر ممكن من السفن للعبور من المجرى الملاحي الأهم في العالم، مضيفاً أن التخفيضات تخطّت في بعض الأوقات من العام الماضي نسبة الـ50 في المئة، وهو ما أسهم في الحفاظ على المعدل الطبيعي للسفن العابرة للقناة من الاتجاهين، مستدركاً، "بل فاقت التوقعات والمعدلات الطبيعية"، مؤكداً أن مجلس إدارة هيئة قناة السويس مستمر في تقديم حوافز جديدة وتخفيضات أخرى خلال العام الجديد 2022.
أرقام قياسية
وأعلن رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، في بيان رسمي، الأحد، 2 يناير (كانون الثاني)، أن إحصائيات الملاحة في القناة عام 2021 سجلت أرقاماً قياسية جديدة لم تصل إليها على مدار تاريخها، ووصل الإيراد نحو 6.3 مليار دولار، وبلغت الحمولات الصافية التي عبرت القناة نحو 1.27 مليار طن.
وأوضح أن حركة الملاحة بالقناة خلال عام 2021 شهدت عبور 20694 سفينة من الاتجاهين مقابل عبور 18830 سفينة خلال عام 2020 بفارق 1864 سفينة بنسبة زيادة قدرها 10 في المئة، كما بلغ إجمالي الحمولات الصافية 1.27 مليار طن مقابل 1.17 مليار طن خلال عام 2020 بفارق 100 مليون طن بنسبة زيادة بلغت 8.5 في المئة.
وأضاف أن عائدات قناة السويس في عام 2021 زادت بنحو 12.8 في المئة من حصيلة إيراداتها بالدولار، حيث سجلت عائدات القناة 6.3 مليار دولار مقابل 5.6 مليار دولار خلال عام 2020 بزيادة قدرها 720 مليون دولار.
وأشار إلى أن نجاح وارتفاع مؤشرات الأداء بقناة السويس يرجع إلى نجاح السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة التي انتهجتها الهيئة في كسب ثقة المجتمع الملاحي.
وأضاف أن التعامل بمرونة مع المتغيرات الحادثة في صناعة الشحن البحري في ظل تحديات أزمة جائحة كورونا أثمر تسجيل أعلى معدل جذب للسفن بواقع 4920 سفينة وتحقيق إيراد خاص بالسياسات التسويقية منذ تطبيقها بلغ 1.1مليار دولار من إجمالي إيرادات القناة خلال عام 2021، مؤكداً أن الجهود التسويقية بصفة عامة لعبت دوراً كبيراً في زيادة أعداد السفن التي تعبر القناة لأول مرة بعبور 1532 سفينة محققة إيراد قدره 597.6 مليون دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
استراتيجية لتطوير القناة
وتابع أن الإدارة مستمرة في تنفيذ استراتيجية التطوير لإنهائها العام المقبل 2023، مشيراً إلى أن أهم محاورها هو تطوير المجرى الملاحي، لافتاً إلى أن إجمالي معدلات التكريك بمشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة، والتي بلغت 7.6 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه بعد أن تمت إزالة ما يقرب من 6.5 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه بمشروع ازدواج القناة بالبحيرات المرة الصغرى من الكيلو 122 ترقيم قناة إلى الكيلو 132 ترقيم قناة، إلى جانب إزالة ما يقرب من 1.1 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة من المياه بمشروع التوسعة والتعميق من الكيلو 132 ترقيم قناة إلى الكيلو 162 ترقيم قناة.
"القناة الخضراء"
وكشف عن أن قناة السويس تعتزم اعتماد آليات عمل وضوابط جديدة خلال العام الجديد تدعم الحفاظ على البيئة تتماشى مع توجهات المنظمة البحرية العالمية "IMO" بتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال إقرار بعض الإجراءات الجديدة منها دراسة تقديم حوافز للسفن صديقة البيئة، وبحث سبل استخدام الطاقة المتجددة في تشغيل محطات المراقبة وعدداً من الوحدات البحرية بما يمكن معه إعلان قناة السويس "القناة الخضراء".
أزمة "إيفر غيفن"
قبل انتهاء الربع الأول من عام 2021، توقفت حركة التجارة العالمية بشكل شبه تام، بعد أن توقفت حركة الملاحة بقناة السويس لمدة اقتربت من الأسبوع عندما جنحت سفينة الحاويات "إيفر غيفن"، التي كانت ترفع علم دولة بنما، والتابعة للخط الملاحي الياباني "إيفر غرين"، وعلى متنها نحو 19 ألف حاوية، وتوقفت معها حركة ما يقرب من 400 سفينة وقتها، قبل أن تنجح فرق الإنقاذ البحري بالقناة بمساندة دولية في تعويم السفينة الجانحة في 29 مارس 2021، وطلبت القناة من الشركة المالكة للسفينة تعويضات بلغت 916 مليون دولار، إلا أنه بعد مفاوضات أولية تم تخفيض المبلغ لنحو 550 مليون دولار لتغادر السفينة البنمية بعد 100 يوم من الاحتجاز في يوليو (تموز) 2021.
ووفقاً لإحصائيات هيئة قناة السويس وصلت نسبة النمو في التجارة العالمية المارّة من القناة نحو 8.5 في المئة، وهو ما يفوق نسبة الزيادة في حجم التجارة العالمية المنقولة بحراً خلال عام 2021، إذ لم تزد على 3.7 في المئة، وزاد حجم تجارة الحاويات المارّة بالقناة بنسبة 7.2 في المئة خلال العام الماضي.
كما أكدت الإحصائيات ارتفاع أعداد ناقلات الغاز الطبيعي المُسال بنسبة 36.6 في المئة، إذ ارتفعت من 686 سفينة عام 2020 إلى 937 سفينة عام 2021، في الوقت الذي زادت فيه سفن الحاويات العابرة للقناة بنسبة 10.1 في المئة، ليصل إجمالي عددها 5186 سفينة حاويات مقابل 4710 سفينة خلال عام 2020.
وتابعت أن قناة السويس استحوذت على نحو 15.7 في المئة من إجمالي تجارة الحبوب المنقولة بحراً عالمياً بإجمالي كمية بضائع 83.5 مليون طن.