Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حملة فلسطينية ضد تصريحات منصور عباس حول "يهودية إسرائيل"

كان شارك قبل ثلاث سنوات في احتجاجات ضد قانون "القومية" لكنه يعتبر الآن أن الرفض يشكل معركة خاسرة

منصور عباس يتزعم القائمة العربية الموحدة المشاركة في الائتلاف الحكومي في إسرائيل (أ ف ب)

فجرت تصريحات زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس المؤيدة حول "يهودية إسرائيل" موجة رفض واستنكار شديدة حتى في داخل الحركة الإسلامية التي يتزعمها، ومن قبل حركتي "فتح" و"حماس" اللتين اتهمتاه "برمي نفسه في أحضان الصهيونية".

فمنصور الذي يعتبر قائمته "بيضة القبان" في إسرائيل، يرى أن "إسرائيل ولدت كدولة يهودية، وستبقى كذلك"، معتبراً أن رفض الفلسطينيين لذلك "يشكل معركة خاسرة".

"الشراكة المؤثرة"

ويقدم منصور نفسه كسياسي براغماتي يريد شق نهج جديد في الممارسة السياسية يقوم على "الشراكة المؤثرة"، وفرض قائمته "كلاعب رئيس في الحلبة السياسية في إسرائيل".

ذلك أن دعم القائمة العربية الموحدة للائتلاف الحكومي الإسرائيلي بمقاعدها الأربعة في الكنيست أخرج إسرائيل من أزمة سياسية، أدت إلى إجراء أربع جولات من الانتخابات خلال أكثر من عامين.

وطالب منصور عباس من يعارض يهودية إسرائيل بالتنازل عن الجنسية الإسرائيلية، مضيفاً أن المطلوب من الفلسطينيين داخل إسرائيل "العمل للحصول على المواطنة الكاملة فيها".

ومع أن عباس شارك قبل ثلاث سنوات في احتجاجات الفلسطينيين ضد قانون "القومية" الإسرائيلي، لكنه شدد على أنه "واقعي... فلسطيني الهوية، وإسرائيلي المواطنة".

وينص قانون "القومية" الذي تبناه الكنيست الإسرائيلي عام 2018 على أن "أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل كدولة قومية له".

ويحصر القانون "حق تقرير المصير في دولة إسرائيل للشعب اليهودي"، مضيفاً أن "دولة إسرائيل هي البيت القومي لكل يهود العالم، وعاصمتها القدس الموحدة".

قانون "القومية"

ورفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماساً قدمته جهات حقوقية وسياسية لإلغاء قانون "القومية" المثير للجدل، وقالت "لا مجال للتدخل في قانون يمثل جزءاً من دستور إسرائيل وهويتها".

وأوضح عباس أنه "يسعى إلى حماية الفلسطينيين في داخل إسرائيل، والحصول على حقوقهم المدنية والميعشية والقومية والدينية".

ولم يخف عباس الذي ينتمي إلى الحركة الإسلامية الجناح الجنوبي أن "الإسلام ملهمه"، وأنه "متمسك بالعقيدة الإسلامية"، مضيفاً أنه "يجتهد ويقارب ثم يسدد".

رفض وسخط

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن تصريحات منصور عباس حول يهودية إسرائيل "دعوة للشعب الفلسطيني للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية"، معربة عن "رفضها وسخطها الشديدين" إزاء ذلك.

وقالت الرئاسة الفلسطينية "منصور عباس أصبح جزءاً من تيار يعزز المشروع الاستعماري الصهيوني، ويكرر ما تروجه الحركة الصهيونية من أكاذيب لا تمت للتاريخ بصلة"، مضيفة أن تصريحاته "تتسق مع دعوات المتطرفين في إسرائيل لتهجير الفلسطينيين".

وأوضحت أن موقف منصور عباس "مخالف للدين والتاريخ والتراث الفلسطيني الممتد منذ بدايات التاريخ، وترجمة حرفية بغيضة لقانون القومية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رفض فلسطيني واسع

ومع أن منصور عباس ينتمي إلى الإسلام السياسي الذي تنضوي حركة "حماس" تحته، لكن الأخيرة اعتبرت تصريحاته "انحيازاً فاضحاً للرواية الصهيونية، ومخالفة صريحة لموقف الإجماع الوطني الفلسطيني".

وقالت الحركة في بيان لها، إنها "إقرار واضح بقانون القومية العنصري، وانحراف خطير نحو مواقف اليمين الصهيوني المتطرف".

وشددت الحركة على أن "شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته وأطيافه، سيظل ثابتاً على أرضه التاريخية، رافضاً التنازل عن شبر منها، ولن يلتفت لمحاولات تبهيت الصراع بين شعبنا الأصيل، والمستعمر الصهيوني الطارئ الغريب".

كما أن موقف حركة "فتح" جاء أكثر حدة تجاه منصور عباس الذي يشترك مع خصمها اللدود (حركة حماس) في الانتماء إلى الإسلام السياسي.

واعتبرت "فتح" أن تصريحاته "تمس جوهرياً بالحقوق الوطنية التاريخية للفلسطينيين في فلسطين، وتساوق رخيص مع الرواية الصهيونية التي تحتكر تاريخ فلسطين زوراً وبهتاناً".

وأكدت الحركة أن "منصور اختار الانسلاخ عن شعبه وقضيته الوطنية، ورمى بنفسه في أحضان الصهيونية"، مشيرة إلى أن "الفلسطينيين سينبذونه وسيحاسبونه بالطرق الديمقراطية".

"تزييف الحقائق"

كما انتقد الرئيس السابق للقائمة العربية الموحدة ورئيس الحركة الإسلامية في الجليل مسعود غنايم تصريحات عباس، وقال إنها "وضعت الحركة الإسلامية في موقف صعب".

وأضاف غنايم، أنه كان يتوجب على منصور رفض تعريف إسرائيل كدولة يهودية، مشيراً إلى أن ذلك "ليس تجاهلاً للواقع... وأن المطلوب دولة ديمقراطية لكل مواطنيها".

 هذا واعتبر الكاتب والمحلل السياسي رامي منصور أن "مشكلة منصور عباس تتمثل في أنه لم يستطع بناء تيار سياسي حقيقي لنهجه على الرغم من أن عمر حركته نحو أربعة عقود، إضافة إلى عدم امتلاكه مشروعاً سياسياً".

وأشار رامي إلى أن منصور عباس "يلجأ لتأكيد الطاعة لسيده كل صباح... فيعترف بإسرائيل دولة يهودية، يدافع عن المستوطنين المتطرفين الذين ينكلون بالفلسطينيين في الضفة الغربية".

ورأى المحلل السياسي أن إسرائيل لم تقم دولة يهودية، بل قامت على التهجير والطرد لتصبح يهودية"، مشيراً إلى أنها "تخلصت من أجدادنا وأهلنا لتصبح يهودية ديمغرافياً ودستورياً، وشكلت نظاماً استعمارياً استيطانياً يحكم البلاد بطولها وعرضها بواسطة الفصل العنصري".

واعتبر رامي أن التصريح بأن إسرائيل ستبقى يهودية "ليس تزييفاً للحقائق فقط، بل للوعي كذلك".

عباس: توصيف للواقع

ورداً على موجة الرفض الواسعة لتصريحاته، أوضح عباس أن كلامه حول يهودية إسرائيل كان توصيفاً للواقع وليس اعترافاً به، مشيراً إلى أن تقديره للموقف يشير إلى أن إسرائيل ستبقى يهودية، وقال، إن تصريحاته أخرجت من سياقها، وتابع عباس أنه إذا كان الإسرائيليون حسموا أمرهم بيهودية دولتهم، فإن مكانة الفلسطينيين فيها غير محسوبة والمطلوب تعزيز المكانة السياسية للفلسطينيين في إسرائيل.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير