Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في سابقة إسرائيلية... "القائمة العربية" تحجز كرسيا على طاولة مشاورات تشكيل الحكومة

"لا توافقات ولا حلول بعد" في مساعي زعيم "أزرق أبيض"... وخيار انتخابات ثالثة هو الأرجح

بيني غانتس خلال لقائه قادة القائمة العربية المشتركة (الصفحة الرسمية للقائمة على فيسبوك)

بعد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، في تشكيل الحكومة الجديدة، وإسناد المهمة الشاقة إلى منافسه زعيم حزب "أزرق أبيض"، بيني غانتس، شاركت للمرة الأولى القائمة العربية المشتركة في مشاورات تشكيل الحكومة، التي لا تزال التعقيدات تقف أمامها فاتحة الباب لاحتمالات متزايدة بانتخابات ثالثة في إسرائيل.

وبحسب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة (حصلت على 13 مقعدا بالكنيست من أصل 120)، فإن العرب داخل ما يسمى الخط الأخضر (الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948)، إضافة إلى رئيس الكتلة البرلمانية ذاتها أحمد الطيبي، التقوا أمس الخميس، بيني غانتس زعيم حزب "أزرق أبيض" (وسط) المكلف تشكيل الحكومة، إلا أنه لم يعلن التوصل لاتفاق معه بعد.

وقال عودة إن أهمية هذا اللقاء تكمن في أنها المرة الأولى التي تتم فيها دعوتنا (كعرب) إلى جلسة مشاورات تشكيل حكومة إسرائيلية، رغم تحذيرات اليمين الإسرائيلي من تشكيل حكومة وسطية ضيقة تستند إلى دعم الأحزاب العربية. وأشار إلى أن الأجواء خلال اللقاء كانت مختلفة عن الأجواء التي سادت في ظل حكم بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي).

إلا أنه أضاف، في انتقاد غير مباشر لرئيس "أزرق أبيض"، أن "الأمر معقد، فلو خُيّر غانتس بين تشكيل حكومة أقلية تدعمها القائمة المشتركة، وحكومة يمين قومية تجمع (أزرق أبيض) والليكود بزعامة بنيامين نتنياهو)، لاختار غانتس حكومة قومية".

وقال عودة إن اللقاء شمل نقاش قضايا عدة، من بينها "المفاوضات (بين إسرائيل والفلسطينيين)، وإنهاء الاحتلال (الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية)، وقضايا تخصّ العرب في إسرائيل، مثل العنف والجريمة (المتصاعدة في الفترة الأخيرة)".

كما ناقش اللقاء إلغاء قانون "كامينيتس"، الخاص بهدم البيوت العربية، وقضايا أخرى. ووفق عودة فإنه يتوقع أن تجرى لقاءات أخرى بين القائمة المشتركة وغانتس.

في المقابل، قال حزب "أزرق أبيض"، في تغريدة على حسابه على "تويتر"، إن أجواء إيجابية سادت لقاء غانتس بعودة والطيبي، و"تم بحث قضايا مهمة ومتعددة للمجتمع العربي".

وأضاف (أزرق أبيض) "فيما يخص مشاكل المواطنين العرب، أوضح غانتس أن معالجتها ستتم دون ربطها بأي اعتبارات أخرى". لكن غانتس لم يتطرق إلى بحث القضية الفلسطينية التي أشار إليها عودة.

وتضمّ القائمة المشتركة كلا من الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطني الديمقراطي، والقائمة العربية الموحدة، والحركة العربية للتغيير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان 10 من أصل 13 نائبا في القائمة المشتركة أبلغوا الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، إثر انتخابات منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، دعمهم تكليف غانتس تشكيل الحكومة من أجل إسقاط بنيامين نتنياهو.

والأسبوع الماضي كلف الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، غانتس (حصل حزبه على 33 مقعدا في الكنيست) تشكيل حكومة في غضون 28 يوما -تنتهي 20 نوفمبر (تشرين الثاني)- بعد فشل نتنياهو في هذه المهمة.

في حال فشل غانتس في تشكيل الحكومة فإن الكنيست ملزم باختيار عضو آخر قادر على تشكيلها، وإلا فإنه سيتم التوجه مجددا إلى انتخابات.

وكلف نتنياهو مرتين، الأولى بعد انتخابات أبريل (نيسان) الماضي، والثانية بعد انتخابات سبتمبر (أيلول)، لكنه لم ينجح في تجنيد 61 عضوا من أعضاء الكنيست الـ120 لضمان منح حكومته الثقة.

لا توافقات بعد

في هذه الأثناء وفي اليوم ذاته، فشل اجتماع ضم غانتس، ويائير لابيد، مع مندوبين من حزب الليكود اليميني (حصل على 32 مقعدا ويتزعمه نتنياهو)، دون أي تقدم يذكر وباتهامات متبادلة بين الجانبين، وفق ما نقلت تقارير إسرائيلية، جاء ذلك فيما رفض زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، فكرة "حكومة أقلية" في البلاد، لتزداد الترجيحات نحو انتخابات ثالثة.

 

وبعيد اجتماع غانتس مع ممثلي "الليكود"، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن زعيم حزب "أزرق أبيض" جاء للتأكيد من جهته على جديته في المفاوضات مع الليكود، حيث تطرق الاجتماع إلى الخطوط العامة التي تهم الليكود، وأنه يتوقع عقد اجتماع آخر يوم الأحد المقبل.

بدوره، رفض أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" (حصل على 7 مقاعد)، إمكانية تشكيل حكومة أقلية كالتي يطرحها "أزرق أبيض"، بحيث تستند إلى دعم خارجي من القائمة العربية المشتركة.

وقال ليبرمان للإذاعة العامة الإسرائيلية، إن "ثمة إمكانية واحدة وهي حكومة وحدة"، وإن "القائمة المشتركة هي طابور خامس، وهم لا يمثلون عرب إسرائيل. وقلنا إنه توجد إمكانية واحدة، حكومة وحدة، ولا نتطرق إلى قضية حكومة أقلية".

خيار انتخابات ثالثة يلوح

في غضون ذلك وبينما لا يزال "عدم التوافق أو الوصول لحلول وسط" بين كبرى الكتل الحزبية في الكنيست، وعلى رأسها "أزرق أبيض"، وتحالف اليمين بقيادة نتنياهو، تشير التقديرات إلى أن إسرائيل متجهة إلى جولة انتخابات ثالثة للكنيست، على خلفية مطالبة "أزرق أبيض" بتفكيك كتلة اليمين وأن تكون المفاوضات مع الليكود وحده وتشكيل حكومة من دون "الحريديين"، بينما يصرّ الليكود على أنه يمثل في هذه المفاوضات كتلة اليمين كلها، التي تضم 55 عضو كنيست. كما أن نتنياهو يرفض تولي رئاسة الحكومة في الفترة الثانية من التناوب، بينما يصرّ غانتس على توليها في الفترة الأولى.

ونقلت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، عن مسؤول في "أزرق أبيض" لم تسمه، أن تطورات المفاوضات التي حدثت خلال الفترة الأخيرة تجعل من تحقيق حكومة وحدة أكثر صعوبة، موضحا أن "مطالبات حزب الليكود تزيد من تلك المصاعب". في المقابل، اعتبر مسؤول في الليكود لذات القناة "استمرار المفاوضات مضيعة للوقت".

وبحسب سيما كدمون، محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن نتنياهو يشعر باشتداد الطوق الجنائي حول عنقه، وأنه بحسب تقديرات "أزرق أبيض"، فإن هذا هو السبب لدفعه نحو انتخابات ثالثة، "إذ يريد الوصول إلى المحكمة كرئيس حكومة".

وأضافت أنه في وضع كهذا، ستجرى محاكمته بهيئة مؤلفة من ثلاثة قضاة في المحكمة المركزية في القدس، بينما إذا وصل إلى المحكمة كشخص عادي، فإن المحاكمة ستجرى في محكمة في تل أبيب وينظر فيها قاض واحد، مثلما حدث خلال محاكمة رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، "ونتنياهو سيبذل كل ما بوسعه من أجل ألا يصل إلى المحكمة في تل أبيب".

وذكرت كدمون أنه "لهذا السبب، ليس مفاجئا أنه بعد أسبوع كهذا تصبح المواقف أكثر تشددا، واحتمال تشكيل حكومة وحدة آخذ بالابتعاد"، لا سيما أن تحالف "أزرق أبيض" بات يدرك أن تمردا في الليكود ضد نتنياهو ليس واردا.

من جهته، ذكر يوسي فيرتر، محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، أن الشعور بأن إسرائيل تتجه لانتخابات ثالثة بات هو الأقرب، موضحاً  أنه "عندما يواصل نتنياهو إشعال حرائق، وعندما يختار وضع القيادي في (أزرق أبيض)، يائير لبيد، في مركز لعبة الاتهامات كعقبة رئيسة أمام الوحدة، وكمن يقتاد غانتس، فإن نتنياهو يُفشل عن قصد احتمالات نجاح المفاوضات الائتلافية، مهما كانت ضئيلة، ويقرّب انتخابات العام 2020".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط