في أول ظهور لجو بايدن في برنامج حواري ساهر خلال رئاسته، حضر التعاون بين الحزبين في باله بوضوح. فقد أخبر المضيف التلفزيوني جيمي فالون، أنه تأخر على تسجيل الحلقة "لأنني كنت أؤبن بوب دول". وكذلك نقل عن الراحل دول، وهو من أركان الحزب الجمهوري، أنه "سألني، وهو على سرير الموت، إن كنت على استعداد لذلك (مفارقة دول الحياة). لقد كنا أصدقاء، واختلفنا، لكننا كنا أصدقاء".
واستطرد بايدن مشيراً إلى أن العلاقات الودية مع الجمهوريين جعلها "صعبة في شكل بشع" بعض شرائح الحزب الجمهوري، وليس أقلها ما سماه "الكذبة الكبيرة"، أي مزاعم الرئيس السابق دونالد ترمب الزائفة في شأن نتائج الانتخابات الرئاسية 2020. وبحسب بايدن، "فإن 'حركة كيو آنون' [إحدى نظريات المؤامرة المنتشرة في أوساط اليمين الأميركي] والعناصر المتشددة في الحزب الجمهوري وما يحافظ عليه دونالد ترمب نوعاً ما، تبدو لي أنها تغذي الكذبة الكبيرة في شأن ما تعرفونه [انتخابات الرئاسة 2020]، وهذا يجعل الأمور صعبة في شكل بشع".
وفي حين يهيمن الديمقراطيون على مجلس النواب، تتوزع مقاعد مجلس الشيوخ مناصفة بين الحزبين (وتكسر التعادل في التصويت نائبة الرئيس كامالا هاريس)، ويبدو أن بايدن يعي أن الجمود في الكونغرس لن يفيد إدارته التي تحاول أن تبرهن على مدى جودة الإجراءات التي يمكنها أن تتخذها لمصلحة الأمة خلال ولايته الرئاسية الأولى. وتحدث بايدن أيضاً بحماسة عن مشروع القانون الخاص بالبنية التحتية الذي أعدته إدارته بالتعاون بين الحزبين، مضيفاً أنه "سيغير جودة الحياة بالنسبة إلى عدد كبير جداً من الناس في مختلف أرجاء البلاد".
وأضاف، "حسناً، كما تعرفون، كنا البلد الأول صاحب أفضل بنية تحتية في العالم، على صعيد الطرق السريعة والجسور والأشغال العامة كلها. والآن نحتل المرتبة الـ13 عالمياً. ويملك هذا المجال علاقة كبيرة مع جودة الحياة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياق متصل، مرر مجلس الشيوخ أيضاً قبل أيام مشروع قانون سيمكن الكونغرس من رفع سقف الائتمان الأميركي، وذلك بـ59 صوتاً في مقابل 35. وفاز التشريع بدعم 10 جمهوريين وجميع الديمقراطيين الحاضرين، وهذا أمر مثير للإعجاب.
في المقابل، يواجه مشروع القانون المسمى "إعادة البناء في شكل أفضل"، الذي يشمل نصوصاً تتعلق بالإعانة في مواجهة كورونا وخدمات اجتماعية وعناصر أخرى، يواجه مساراً أصعب في مجلس الشيوخ. وبحسب بايدن، "ليس لدي صوت جمهوري واحد الآن كي أمرره، ولذلك سيكون الأمر صعباً، لكنني أعتقد أننا نستطيع إنجازه. وإن لم نستطع إنجازه، سأواصل العمل عليه حتى نتمكن من إنجازه".
ووفق أحدث مسح للرأي العام بواسطة ما يسمى "استطلاع ’سي أن بي سي’ الشامل لأميركا"، استقر معدل التأييد الإجمالي لبايدن عند نسبة غير طيبة تماماً، تساوي الـ41 في المئة. على نحو مشابه، حدث تراجع مزدوج في معدل تأييد أداه بشأن إدارة الاقتصاد (37 في المئة مقابل عدم تأييد 56 في المئة)، وكذلك نسبة تأييده بخصوص التعامل مع "كوفيد -19" (46 في المئة مقابل عدم تأييد بنسبة 48 في المئة).
وبالتالي، فمن دون مكاسب تشريعية إضافية، سيعرف الرئيس أن سنة 2022 [إشارة إلى انتخابات الكونغرس النصفية] ستكون صعبة، ولذا تكتسب محاولة التوصل إلى بعض التعاون الإضافي بين أعضاء في الحزبين أهمية بالنسبة إلى بايدن.
© The Independent